عبادة الشيطان

عبادة الشيطان : بدعة أم صرعة؟

ملاحظات تمهيدية

أ- مسألة الشيطان ليست مسألة ايمانية في الكنيسة انما هي موضوع معرفة وبالتالي فإن الكنيسة تقبل بوجود الشيطان انما من دون أن تتطرق الى دراسة قضية وجوده كشخص ولا الى قضية طبيعته أو عمله تعليم الكنيسة الديني يحمّل هذا الكائن مسؤولية وجود الشر في العالم كما يحمّل الانسان مسؤولية ابتعاده عن الله وتبنيه للشرالمهم في البشارة هو الخلاص الذي أتانا بيسوع المسيح ابن الله الوحيد الذي عبر عن محبة الله لنا ورحمته، تجسد وتألم وصلب ومات ثم قام من بين الأموات منتصراً على الموت وعلى الشيطان

ب- إذا كنا نتحدث اليوم عن الشيطان فليس لكي نشرح عقيدة ايمانية إذاً. انما لكي نلقي ضوءاً على هذا الكائن الشرير الغريب الذي يخبرنا الكتاب المقدس عن حيله ومقاومته لمقاصد الله تجاه الانسان

ج- الله الآب والابن والروح القدس الله الواحد هو وحده من يليق به العبادة والسجود والإكرام هو وحده القدوس وأي كائن آخر انما هو مخلوق ناقص أكان روحاً أم بشراً . وبالتالي فإن عبادة الشيطان : هذا التعبير خطأ وخطيئة خطأ من حيث الشكل إذ كما أسلفنا العبادة تكون لله وحده وخطيئة : سوف نرى السبب في معرض الحديث اللاحق

مقدمة

يهاجمنا الشر من كل جانب : الحرب، العنف، الظلم، البؤس، الجوع، المرض، الشك، اليأس، خيبة الأمل، الحقد، الموت … شر في العالم وشر في أعماق نفوسنا. بعضنا اختبر بعضه أو كله ، أو كلنا اختبر بعضه أو كله، لا فرق، المهم أن العالم لا يزال يختبر الشر الذي يتفاقم ويقودنا لا الى الحياة بل الى الموت

نتساءل لماذا تسير الأمور هكذا ، ونحن نعرف أن قوة الشر سحقت منذ الفداء، لماذا لا نزال نعيش الخطيئة والموت وكأنها قوة دائمة متسلطة؟

أسئلة تبقى من دون جواب، ربما لأننا عاجزون عن الإجابة. غير أننا نتفق على أن الشر غير موجود إلا بمقدار ما يتجسد في كائن ما، أو إنسان ما، من خلال إرادته ومسلكه، فيصير أن الإنسان الشرير، الإنسان الذي يصنع الشر موجود حتماً

ولكننا نطرح السؤال : كيف يتوصل الإنسان الى صنع الشر؟ كيف يصبح إنساناً شريراً ؟ على هذا السؤال يجد الكثيرون وبسرعة جواباً حاضراً : هناك “إبليس” هو الشر بذاته، هو تجسيد الشر، بواسطة حيله ودسائسه يثبت الشر سلطته في العالم. هو الذي يزرع الشر في قلب الإنسان، هو الذي يدفعه الى عمل الشر. هو الذي أغوى الإنسان الأول فوقع في خطيئة عصيان الله، والتمرد على سلطته ، ورفض وصيته، : تك 3 : 1-7 ؛ هو الذي جرّب يسوع في البرية : متى 4 : 1-11 ؛ هو الذي يزرع الزؤان بين زرع الله الطيب : متى 13 : 39 ؛ هو الذي ينزع زرع كلمة الله من قلب الإنسان : لو 8 : 12 ؛ … غلبه يسوع من دون شك بموته على الصليب، وبقيامته من بين الأموات، إنما على مثال يسوع ، تبدو حياة كل مسيحي كحياة يسوع، معركة مستمرة ضد الشيطان

أولاً : الشيطان

يشير الكتاب المقدس الى كائن شخصي غير مرئي في حد ذاته يسميه تارةً الشيطان كلمة عبرية: ساتان معناها المقاوم ؛ وتارةً أخرى إبليس باليونانية DIABOLOS وتعني الذي يفرّق بين اثنين، بين إنسان وآخر ، الذي يزرع الشجار ويقوي التباغض ؛ ولكنه يظهر بعمله أو بتأثيره من خلال نشاط كائنات أخرى : شياطين أو أرواح نجسة ؛ وإما من خلال التجربة. ويرشدنا الكتاب المقدس بإيجاز شديد الى وجود هذا الكائن والى حيله، كما والى وسائل الحماية منها، ودائماً بطريقة تحافظ على تسامي الإله الواحد، متجنباً بدقة كل ما يؤدي الى جنوح إسرائيل نحو ثنائية كان كثير الميل اليها

نرى في الشيطان منذ كتاب أيوب 1 الى 3 إرادة عدوانية إن لم تكن موجهة ضد الله ذاته فعلى الأقل ضد الإنسان وبره : إنه لا يؤمن بالحب المجرد عن المصلحة الشخصية : أيوب 1:9 ؛ وهو قبل أن يكون مجرِّباً يتوقع ذلة أيوب. وهو يرغب فيها سراً ، ونتلمس سروره من جراء ذلك السقوط

وفي زكريا 3: 1-5، يبدو الشيطان خصماً حقيقياً لمقاصد محبة الله نحو اسرائيل. فحتى يخلص إسرائيل، يبادر ملاك الرب بفرض الصمت عليه باسم الله ذاته: زجرك الرب

وسفر التكوين يتكلم عن الحية كمخلوق مثل سائر الخلائق جميعها : 3 : 1 ؛ إلا أنها تتفوق على الإنسان علماً ومهارةً ومنذ دخولها في مشهد الأحداث، يقدمها الكتاب المقدس كعدو للجنس البشري. حسود لسعادة الانسان : حكمة 2 : 24 ؛ وتبلغ أغراضها بالاحتيال والكذب والخداع : تك 3:1 ؛ ويعطي سفر الحكمة لهذه الحية اســمها الحقيقي : إبليس : حكمة 2 : 24

نشأة المعتقد

كان الشرق القديم يشخص آلاف القوى الغامضة التي كان يتصورها وراء الشرور التي تصيب الانسان. كان للديانة البابلية تعليم متشعّب عن الشياطين حيث كان الناس يمارسون تعاويذ عديدة من أجل تخليص الأشخاص الممسوسين والأشياء والأماكن المسكونة. وكانت هذه الشعائر السحرية أساساً تشكّل جانباً مهماً من الطب، إذ كان كل مرض ينسب إلى فعل روح شريرة

وفي الكتاب المقدس يعلّم سفر طوبيا أن الشياطين تعذب الإنسان وأن الملائكة مكلفون بمحاربتهم : 5: 8 ، 8 : 3 ؛ وبالتالي فان العهد القديم يؤكد وجود الأرواح الشريرة وعملها، تأكيده وجود الملائكة وعملهم: طو 5 : 8 ، 8 : 2-3 ؛ ؛ زكريا 3 : 2؛ دا 1. : 13

ثالثاً : في العهد الجديد

يجب أن ننظر إلى حياة يسوع وعمله من زاوية هذا الصراع الذي يقوم بين عالمين، والذي يرتهن به في النهاية خلاص الانسان. ويواجه يسوع شخصيا إبليس وينتصر عليه : متى 4 : 11، لوقا 4 : 1-13 ، يو 12 : 31

ويواجه يسوع أيضا الأرواح الشريرة ذات السلطان على البشرية الخاطئة ويهزمها، هذا هو المعنى في العديد من المشاهد حيث يظهر ممسوسون : ممسوس كفرناحوم : مر 1 : 23 – 27؛ وممسوس الجراسيين : مر 5 : 1/2.؛ وابنة المرأة الكنعانية : مر 7 : 25 – 3. ؛ والصبي المصروع : مر 9 : 14 – 29؛ ومريم المجدلية : لو 8 : 2

وفي أغلب الأحيان يختلط الاستحواذ الشيطاني مع المرض : راجع متى 17 : 15 – 18 ؛ ولهذا يقال أحياناً إن يسوع يشفي الممسوسين : لو 5 : 18 ، 7 : 21 ؛ وأحياناً إنه يطرد الشياطين : مر 1 : 34 – 39

من الآن فصاعداً سيتم إذن طرد الشيطان باسم يسوع : متى 7:22 ؛ مر 9 : 38 -39؛ وهو إذ يوفد التلاميذ إلى الرسالة ، يمنحهم سلطاناً على الأرواح الشريرة : مر 5 : 7؛ وبالفعل يتحقق التلاميذ أن الشياطين قد أخضعت لهم : هذا برهان جلي على سقوط إبليس، رجوع السبعين: “يا رب والشياطين أيضاً تخضع لنا باسمك” : لو 1. : 17 – 2.؛ هكذا سيشكل إخراج الشياطين على مدى الأجيال علامة من العلامات التي ستصاحب البشارة بالإنجيل، بالإضافة إلى المعجزات : مر 15 : 17

رابعاً: معركة الكنيسة مع الشيطان

يشهد كتاب أعمال الرسل حالات إخراج الشياطين : أع 8 : 7 ، 19 : 11-17؛ ومع ذلك فإن صراع رسل المسيح ضد الشياطين يتخذ أشكالاً أخرى : مكافحة السحر ، والخرافات الباطلة من كل نوع : أع 13 : 8-1. ، 19 : 18/19؛ والاعتقاد في الأرواح العرافة : أع 15 : 15؛ ويحاربون الوثنية التي تقدم العبادة للشياطين : رؤيا 9 : 2. ؛ ويعلنون الحرب على المعتقدات الشيطانية التي تعمل جاهدة في كل مكان وزمان على خداع الناس : 1تيم 4 : 1

ان الكنيسة قد دخلت ، على أثر يسوع ، في حرب حتى الموت ضد الأرواح الشريرة، وهي تدّخر رجاء لا يقهر : فقد انهزم إبليس ولم يعد له الا سلطان محدود، وستشهد آخر الأزمنة هزيمته النهائية وهزيمة كل أعوانه : رؤيا 2.: 1-3 و 7-1.

خامساً: عبادة الشياطين

كان الوثنيون يسعون الى استمالة هذه الأرواح الشريرة ، بتقديم ذبائح لها، وهكذا يعملون على تأليهها. ولم يكن اسرائيل في منأى عن هذه التجربة. فعندما كان يترك خالقه، كان يولي وجهه هو أيضاً شطر الآلهة الأخرى : تث 13 : 3 ، 7 ، 14 ؛ أي شطر الشياطين : تث 32 : 17 ؛ متمادياً في ذلك لدرجة تقديم الذبائح البشرية لها : مز 1.5 : 37 ؛ وكان يمارس الفجور باتباعه الشياطين : لا 17 : 7 ؛ من هنا كان نهي الأنبياء لأي عبادة من هذا النوع أو لأي انجراف وراء عبادة الأصنام أو السحر أو الشعوذة أو العرافة أو التنجيم أو استحضار الأرواح : أح 18 : 21 و أح 19 : 25 و 31 و2. : 5 و 27 ؛ : تث 18 : 1. – 12 ؛ : اش 8 : 19 – 2.

خامساً : عبادة الشيطان اليوم

ورجع يسوع من نهر الأردن، وهو ممتلىء من الروح القدس، فاقتاده الروح في البرية، أربعين يوماً ، وإبليس يجربه، وما أكل شيئاً في تلك الأيام حتى انقضت فجاع

فقال له إبليس :إن كنت ابن الله، فقل لهذا الحجر أن يصير خبزاً ، فأجابه يسوع :يقول الكتاب : ما بالخبز وحده يحيا الإنسان، وأصعده الى إبليس الى جبل عالٍ وأراه في لحظة من الزمن جميع ممالك العالم، وقال له: أعطيك هذا السلطان كله ومجد هذه الممالك، لأنني أملكه، وأنا أعطيه لمن اشاء. فإن سجدت لي يكون كله لك

فأجاب يسوع :يقول الكتاب : للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد

وأخذه إبليس الى أورشليم، وأوقفه على شرفة الهيكل وقال له : إن كنت ابن الله، فألقِ بنفسك من هنا الى الأسفل، لأن الكتاب يقول: يوصي الله ملائكته بك ليحفظوك. وهم يحملونك على أيديهم لئلا تصدم رجلك بحجر

فأجابه يسوع : ولكن قيل : لا تجرّب الرب إلهك

وبعدما جرّبه إبليس بكل تجربة فارقه آلي حين

إننا إذا تعمقنا في تحليل هذه اللوحة الواردة في إنجيل لوقا نرى فيها عروض الشيطان الثلاث

حقق عملك بقدرتك السحرية التي تميزك : أي حقق الخلاص بقوتك الذاتية

إذا اخترت هذه الطريق ، أجعلك حليفي ، فنسود على العالم

إذا لم تختر هذه الطريق استعن بقدرتك الذاتية الالهية

هذه العروض الثلاثة تتناسب مع الرغبات الإنسانية الأساسية ، خاصة المتعلقة بالملكية : التجربة الأولى ؛ والسلطة : التجربة الثانية ؛ والقدرة على التحرك بحرية أو بتفلّت من أية وصاية أو قيد : التجربة الثالثة ؛ .هذه الرغبات يسعى الى تحقيقها اليوم كل من انغمس في روح العالم وابتعد عن القيم التي نادى بها يسوع وانتصر بها على ابليس. وهذه التحريضات لا يزال يبثها إبليس في عقول الكثيرين من ضعفاء النفوسالذين يجد فيهم تربة خصبة يزرع فيهم مفاسده ويستعبدهم بعد أن يعدهم بحياة يسودون فيها ويملكون، ويتمتعون بحرية وقدرة على التصرف لا تضاهيها قدرة ، يعبدونه ويسجدون له فيقودهم في النهاية الى الموت والهلاك لا الى الحياة

سادساً : معتقدات البدع الشيطانية

تدعو الشيطانية للانقلاب على المسيحية: فما هو خير فيها هو شر لهم. كما تؤمن بأن القوة هي للشر وليست للخير، وأقل واجب عليهم هو حرق الصليب أينما وجدوه. ويؤمن الشيطانيون أن الحيوانات عندما تموت تصعد قوتها الى الخارج، واذا قتل حيوان ضمن دائرة سحرية فان هذه الطاقة ستذهب الى كل شخص موجود ضمنها. كما يعتقدون أن مصدر الطاقة الأقوى هو الإنسان : والطفل الذكر ببراءته الكاملة وذكائه العالي هو أفضل الضحايا وأكثرها إشباعاً. ولتقديم الطفل الذبيحة الى الشيطان طقوس خاصة، إذ يدخل الجموع مع الطفل الى غرفة سوداء، يوجد فيها شموع طويلة مضاءة ومكان مخصص للذبيحة، ويقدّم الطفل كذبيحة للشيطان فيبترون ساقيه ويديه ثم يحرق، ويرمى رماده مع الأطراف على زوايا الطرقات، وذلك لأنه سيجلب المارين بقربه الى الشيطانيين. : وهذا مظهر من مظاهر القداس الأسود

وقد يقدم الأهل ابنهم برضاهم الى الشيطان، فيذبحونه ويأكلون لحمه ويشربون دمه، هؤلاء الأبناء الذين يضحّى بهم لم يسجلوا في دوائر النفوس الرسمية. وفي بعض الحالات كانوا يجهضون المرأة في شهرها الخامس لتقدمة الجنين ذبيحة للشيطان، وعلى المرأة أن تأكل بعضاً من جنينها

وعبدة الشيطان يؤثرون الليل على النهار والوحدة والتنزه بين المقابر، كما ينمو عندهم الهوس بالانتحار ، فيستلذون المخاطر كقيادة السيارة بشكل جنوني ، ويتبعون طريقة الكتابة بالمقلوب

يقولون إن الإنسان ما هو إلا صورة مصغرة للكون ، فهو كون مصغر يشبه تماماً ذلك الكون الكبير ، وعلى الإنسان أن يحيا في انسجام تام مع ذلك الكون الكبير

ينادون بأن ذلك الكون الكبير أزلي .. أبدى وعليه فالإنسان أزلي .. أبدى، أنه اله، لا بداية له ولا نهاية، إننا جميعاً آلهة، وما الحياة في الجسد – في اللحم والدم – إلا حلقة ضمن سلسلة حلقات الإنسان الأزلية الأبدية

يقولون أنه يجب على الإنسان أن يتخلص من خوفه من الموت ، فالموت ليس النهاية ، لكنه نقطة الانطلاق إلى حلقة جديدة من تلك السلسة التي لا تنتهي من حلقات حياة الإنسان

د- ينادون بأن الخطية ليست إلا بدعة بشرية أخترعها الإنسان وصار لها عبداً يخاف منها ، فلا يوجد ما يسمى خطية أو شر

ه- الإنسان في حياته في الجسد يحيا في عدة مستويات : الجسد..النفس.. الذات..العقل..الروح….الخ ؛ وهذه المستويات بعضها منحط والأخر راقٍ ، وعلى الإنسان كي يرتقى من المستويات المنحطة إلى تلك الراقية ، عليه أن يقوم بإشباع أو ملء تلك المستويات المنحطة ، فلكي ترتقى من الجسد إلى النفس عليك أن تُشبع جسدك بكل رغباته وشهواته حتى الشاذ منها لا تخف، لا يوجد شئ اسمه خطيئه، اِشبع جسدك، أتخمه واِملأه كي ترتقى إلى المستوى التالي من مستويات حياتك .

و- وبما أنه لا خوف من الموت ولا وجود لمعنى الخطية، إذاً فالانتحار ليس خطية ولا يعتبر تقديم الذبائح البشرية جريمة أو قتلاً، فالموت هو نقطة الانطلاق إلى تلك الحلقة التالية من سلسلة حلقات حياة الإنسان التي لا تنتهي

ز- غاية الصلاة في عبادة الشيطان هي الوصول إلى ما يسمونه : النور ؛ وذلك عن طريق الدخول في حالة النشوة والكمال أو الصفاء الذهني ، وللوصول إلى هذه الحالة يستخدمون الموسيقى أو الخمور أو المخدرات والعقاقير وبالطبع الممارسات الجنسية الطبيعي منها والشاذ أيضاً ، الفردي والجماعي

جماعات عبادة الشيطان غاية في التنظيم فرغم تشعّبهم واختلاف الكثير من مسميات وطقوس جماعاتهم ، إلا انهم متحدون ومترابطون جداً ويمكن لكل مجموعة من تلك الجماعات في بلد ما أن تتحد معاً فيما يشبه اتحاد كونفدرالي بتشكيل منسق هرمي يعمل لصالح كل مؤمني النور ؛ في العالم

ط- يصل المتعبد معهم إلى النور بوصوله إلى حالة النشوة والكمال الذهني ، وذلك بشل المقاومة الطبيعية لدى الإنسان عن طريق السمع والبصر والتواجد الجماعي ، السمع .. الموسيقى ، البصر .. الضوء ، التواجد الجماعي .. تهييج المشاعر

ي- الموسيقى وخاصةً موسيقى الروك وعلى وجه التحديد موسيقى الميتال والديث ميتال هي الموسيقى المفضلة في اجتماعات العبادة والصلاة لديهم ، حيث تصل نسبة الضوضاء في هذه الأنواع من الموسيقى إلى 12. ديسبل: مع ملاحظة أن نسبة الضوضاء في حجرة فيها مجموعة أشخاص يتناقشون لا تزيد عن 45ديسبل ؛ وبهذا النوع من الموسيقى ذات الضوضاء العالية جداً بل القاتلة أيضاً ، مع المخدرات والخمور يعملون على شل مقاومة الإنسان الطبيعية وبذلك يصلون به إلى حالة النشوة والكمال الذهني التي تصل به إلى : النور

ك- الضوء.. أو التعاقب السريع جداً بين الإضاءة المبهرة والظلمة الحالكة الذي يصل إلى ما يزيد عن 4. مرة في الثانية وهكذا يفقد الإنسان القدرة على التركيز وبالتالي تُشل المقاومة الطبيعية لديه .

ل- وعندما يصل الإنسان إلى هذه الحالة من شلل المقاومة الطبيعية له عن طريق السمع بالموسيقى والبصر بالضوء ، يأتي دور التواجد الجماعي، حيث يقوم القادة بإلقاء الرسائل الإيحائية في هذا الجو المرعب من الموسيقى ذات الضوضاء العالية والتعاقب السريع جداً بين الضوء والظلمة، تلك الرسائل التي تهيج مشاعر المتعبدين المجتمعين معاً بالمئات بل بالآلاف .

م- وهكذا وباستخدام كل هذه الوسائل المرعبة والمقززة من الجنس إلى المخدرات إلى الموسيقى إلى الضوء ، يعتقدون أنهم يصلون إلى” النور ” الذي يريدونه

ن- هناك الكثير من الإشارات والرموز التي تميز عبدة الشيطان منها

رموز وإيماءات جسدية باليد أو بأجزاء أُخرى في الجسم

قصات شعر بطريقة خاصة

أشكال عديدة من الأوشام تُرسم على مختلف أجزاء الجسم

فصوص وأقراط وسلاسل ذات أشكال معينة

رسوم جنسية أو رسمة الجمجمة والعظمتين : علامة خطر الموت

أساور وقلادات وخلاخيل ذات تصميمات معينة تشير إلى أُمور خاصة بعبادتهم

وبالطبع هناك الكثيرين من حولنا يستخدمون هذه الرموز والإشارات دون أن يدركوا أنها تختص بمثل هذه العبادة، وهكذا فإبليس يقيدهم ويستخدمهم دون أن يدركوا

سادساً : أساليبهم

ينضم تحت لواء هذه الجماعات جمع غفير من الشباب إلى الشيوخ رجال وسيدات ومن جميع الجنسيات والخلفيات الثقافية والاجتماعية ، لكن وبالطبع فإن المستهدفين هم الشباب وخاصةً الشباب الجامعي وهم يقدمون الكثير من المغريات لهؤلاء الشباب لجذبهم ، لكن السؤال كيف يتم ذلك ؟

يشعر عابد الشيطان بأنه خلق لخدمة الشيطان الذي يوحي اليه بأنه الإنسان الأهم على وجه الأرض، وبإمكانه أن يفعل ما يحلو له. ساعة يحلو له. لا يتعاطى الشيطان مع ضحاياه بطريقة الأمر والنهي، بل بطريقة الإيحاء الضمني التي يتقبلها المرء لا شعورياً، فالمراهق أو الشاب يرفض بطبعه أية سلطة عليا، فيأتيه الشيطان من حيث يحب قائلاً له : افعل ما يحلو لك …وابحث عن اللذة

تُقدم لهؤلاء الشباب دعاوى لحضور حفلات عامة أو خاصة وبالطبع لا تظهر كل أشكال ومظاهر العبادة الشيطانية في هذه الحفلات

يتم تقييم الأفراد الجدد وفرزهم وانتقاء المناسب منهم ، ثم يتم التعارف عليهم وتعريفهم بالجماعة تدريجياً ، حتى يصبح العضو الجديد جاهزاً تماماً للانضمام الكلى للجماعة

بعد طقوس الانضمام تكشف الجماعة عن كل ممارساتها الشيطانية للعضو الجديد ، الذي يجد نفسه متورطاً تماماً مع الجماعة فلا يستطيع أن ينسلخ منها بعد ذلك

كيف يتم انضمام العضو الجديد للجماعة ؟

في الغالب تختلف طقوس ضم الأعضاء الجدد من جماعة لأخرى ، فهناك من يُعرضون الأعضاء الجدد لاختبارات قاسية لإثبات ولاءهم للجماعة وهناك من يطلبون منهم القيام بأعمال معينة كشرط لانضمامهم ، وهكذا وبعد أن ينجح العضو الجديد في هذه الاختبارات يُجرى له طقس الانضمام وهو يشبه إلى حد كبير ممارسة المعمودية في المسيحية حيث يُسكب دم أو ماء قذر على رأس العضو الجديد ثم يقسم قسم الانضمام وفيه يُقِر أنه يخصص حياته لخدمة الشيطان وطاعته والبقاء عبداً له طوال حياته ، وبعد هذا يرتدى العضو الجديد الشارات والرموز الخاصة بهم .

سابعاً : بعض بنود ايمانهم

نحن أجزاء من قوى الكون العظيم ، وكل منا كون مصغر يشبه تماماً الكون الكبير

قوى هذا الكون الكبير تنحصر بين النور والظلمة وكذلك نحن ، فان قوانا بها الخير المطلق والشر المطلق

ج- يجب أن نساوى تماماً بين هذا الخير المطلق والشر المطلق ، لنرتفع إلى مصاف الآلهة

اشبع كل احتياجاتك الطبيعية والشاذة فلا يوجد شئ اسمه خطية

ه- الموت ليس شراً ، وتقديم الذبائح البشرية والانتحار ليس جريمة ، إنهم الوسيلة للانتقال إلى الحلقة القادمة من حلقات الحياة

و- غاية العبادة الوصول : للنور ؛ وفى سبيل ذلك الكل مباح من المخدرات إلى الجنس

ز- الجماعات الشيطانية تتشعب بالآلاف ويمكن لبعض الجماعات أن تؤلف اتحادا فيما بينها

ح- هناك اتفاق تام على الرموز والإشارات الخاصة بهم فيما بينهم

ط- رغم أن الفكر واحد ، إلا انه من المفضل التنويع في طرق التطبيق بما يتناسب مع كل بلد

ى- السرية المطلقة لكل الطقوس الخاصة بعبادتهم

ثامناً : بعض طقوس عبادتهم

التأمل : وهو وقت قد يكون فردى أو جماعي ويكون في إضاءة خافتة أو على ضوء الشموع مع البخور وذلك لإضفاء نوع من الخشوع على المتعبدين ب- القداس الأسود : أدواته هي في الاجمال أدوات العبادة الكاثوليكية معكوسة: صليب معكوس، شراشف وشموع سوداء، صلوات لاتينية تتلى بالمقلوب. القداس الأسود من ابشع الطقوس ، ففيه يجدفون ويتهكمون على الله وعلى المسيح ويشتمونه فيما يشبه الترانيم في العبادة المسيحية، ويقومون بكسر الصليب وقلبه وحرق اكبر عدد من الكتب المقدسة تصل إليها أياديهم، أو يعلّقون المصلوب بالمقلوب ويتلون صلوات تقليدية مبتدئين من نهايتها، ويمنحون البركة بمياه آثنة، يستعملون جسد فتاة عارية بمثابة مذبح يقدمون عليه الذبائح الحيوانية والبشرية كما يسرقون من الكنائس جسد الرب في القربان المقدس ليدنسوه فيقدموه بشكل ساخر ذبيحة على الشكل الذي روينا وبدل المناولة يمارسون أعمالاً جنسية مختلفة،أو يقدمون الذبائح البشرية وهم يتعاطون الخمور والمخدرات والعقاقير المخدرة ويمارسون كل أنواع الجنس الطبيعي منها والشاذ وكل هذا والمزيد يعلنون فيه رفضهم لله وطرقه ويعملون كل ما يأمرهم به إبليس إلههم

حادي عشر : انبعاثهم وانتشارهم

ليست ظاهرة عبادة الشيطان إذاً حديثة العهد، ولا هي صرعة العصر، وإن بدت للبعض على أنها كذلك، إنما هي ظاهرة لها عمقها وبعدها التاريخيين. وأما في عصرنا الحديث فلقد أعاد الحياة والنشاط الى العبادة الشيطانية، منذ السنة 19.. رجل أميركي يدعى اليستر كراولي. : 1875 – 1947 ؛ هذا حاول أن يكون أقوى شرير في العالم ، دعا الى السحر الجنسي، والى التضحيات البشرية والحيوانية، وتعاطي المخدرات بقوة، واعتبر أن الجنس هو أفضل طريقة للسحر، ووضع نظريات مارسها من بعده كل من تبعه في عبادة الشياطين والتعامل معها

ولقد تأسست مجموعات شيطانية رسمية عرف منها : كنيسة الشيطان تأسست حوالي العام 1957في : كاليفورنيا ؛ على يد رجل اسمه انطوان لافاي الذي يدعي أنه الابن الروحي لإليستر كراولي والذي يفتخر بأنه قادر على زيارة أعماق الظلمات والاتصال المباشر مع الشياطين، ألف كتاباً سماه “التوراة الشيطانية” أصبح في ما بعد كتابهم المقدس يستمد منه أنصاره الذي قال إنهم بلغوا في ذلك الوقت عشرة آلاف : 1973 ؛ تعاليمهم ودستور حياتهم تعاليمهم. وفي أوائل السبعينات تخطت كنيسة الشيطان حدود أميركا لتصل الى بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية.ففي انكلترا نشأت منظمة “ويكا” التي تتعاطى السحر والشعوذة. نشأ من خلالها نوع من عبادة الشيطان تمتزج فيها الممارسات الجنسية بتعاطي المخدرات وطقوس خاصة بالأموات. كما تسجل اعتداءات جنسية كثيرة على الأولاد يقوم بها عباد الشيطان ليزيدوا قدراتهم وسلطانهم

وفي ألمانيا أصبحت عبادة الشيطان ظاهرة إعلامية أقلقت المربين والمعلمين الذين سارعوا الى إعداد دروس خاصة عن العلوم الباطنية واستحضار الأرواح والسحر التي تؤدي الى عبادة الشيطان الفعلية

وفي ايطاليا يعتقد 45% من المواطنين بوجود الشيطان. وتلاقي الشعوذة والسحر في أوساط المثقفين رواجاً كما تسود الممارسات الباطنية والسرية في تورينو شمال ايطاليا بشكل خاص

بدأ انتشار البدع والممارسات الشيطانية في السبعينات والثمانينات، يدل على ذلك نجاح البرامج والأفلام التي تتناول موضوع الشيطان، وزيادة الأشخاص الذين يشعرون في ذواتهم بمس شيطاني : وقد تزايد عدد المقسمين أربعة أضعاف في خلال عشرسنوات

وأما الى لبنان فتقول المعلومات أن هذه الظاهرة دخلت في النصف الثاني من الثمانينات، في عز الحرب ، عن طريق طلاب لبنانيين درسوا في دول غربية، أميركية وأوروبية، حيث تعرفوا الى مجموعات تمارس بدعاً وعبادات وطقوساً جديدة، فخالطوها وتأثروا بها حتى أصبحوا من أتباعها، وعادوا الى لبنان بمبادئ تدغدغ مخيلات الشباب وغرائزهم وتعدهم وبالنشوة التي يمكن الحصول عليها عبر الثورة على التقاليد الدينية والاجتماعية والأخلاقية التي يزعمون أنها تقيد الإنسان وحريته

ثاني عشر : دين شيطاني أم بدع شيطانية

يدافع الشيطانيون عن أنفسهم بقولهم إن الناس تتهمهم جزافاً دون أن يسعى أحدهم الى التعرف على حقيقة هذا الدين، وغالباً ما يلفقون الأكاذيب بشأنهم ويظهّرون عنهم صورة بعيدة عن الواقع

يقول الشيطانيون إن العبادات والممارسات المنحرفة والأضاحي الحيوانية والبشرية هي من أعمال البدع الشيطانية وليس الدين الشيطاني فهناك دائماً أناس يمارسون الدين بشكل منحرف كما في الدين الكاثوليكي

ويقولون أن الشيطانيين هم جميعهم ملحدون لأن الشيطان ليس إلهاً بل قوة في الطبيعة. لهذا فهم يحترمون الطبيعة ويحافظون عليها ولهذا أيضاً فالذبائح الحيوانية لا يُرضى بها.والعلاقات الجنسية يجب أن تكون مع أشخاص ناضجين وواعين. هذا الدين يستند الى المبدأ القائل بأن لا وجود لا لله ولا للشيطان فنحن أسياد أنفسنا وحياتنا ونحن أحرار بأن نفعل ما نريد طالما أننا نحترم الآخرين

ثالث عشر : الوصايا الشيطانية

يتّبع الشيطانيون إحدى عشرة وصية

لا تعط رأياً أو مشورة طالماً لم يطلب منك ذلك

لا تعبّر عن همومك وعما يزعجك أمام الآخرين طالماً أنك غير متأكد من إصغائهم اليك

أن ذهبت الى وكر : le repaire ؛ غيرك فأظهر له الاحترام وإلا فلا تذهب

إن أزعجك أحدهم في وكرك فعالجه بقسوة ومن دون رحمة

لا تقم علاقات جنسية إضافية إذا لم تكن متيقناً من أنك قادر على ذلك

لا تأخذ مقتنى غيرك، طالما أنه يرضي صاحبه ولا يريد أن يتنازل عنه

قدّر قيمة السحر وقوته، إذا كنت تمارسه من أجل تحقيق رغباتك. فإذا تنكرت لقواه بعد أن تكون قد مارسته بكثرة، تخسر كل ما حصلت عليه بواسطته

لا ترثِ : لا تأسف ؛ لشيء إذا لم يكن يعنيك مباشرة

لا تسىء معاملة الأطفال الصغار

لا تقتل حيوانات غير بشرية إلا في حال الدفاع عن النفس أو من أجل الطعام

عندما تخرج لا تزعج أحداً، أما إذا أزعجك أحدهم فاطلب منه أن يكف عن ذلك، فإذا واصل الإزعاج فدمّره

رابع عشر : الخطايا الشيطانية عددها تسع

الغباء : خطيئة رئيسية بالنسبة للشيطانيين

الادعاء : بمعى الاعتداد بالنفس والغرور ؛ خطأ جسيم

إبداء الرأي، وإظهار ردات الفعل، وإعطاء الأجوبة. : هي أمور تخالف السرّة

الظهور بمظهر مثير للسخرية : إلا في حالة اللهو

التقاليدية : نسبة الى التقاليد ؛ إذا لم تحمل لك ما يرضيك

قصر النظر : لا يغب عن بالك أبداً من تكون

نسيان الماضي : إقبل كل جديد من دون أن تطرح أسئلة

الشعور بالرضى المعبّر عنه بابتسامة

النقص في التبرّج

خامس عشر : ما يمثله الشيطان بالنسبة للشيطانيين

يمثل الشيطان تسعة أمور

التساهل : التغاضي ؛ محل الامتناع

الوجود المادي ، محل الوعود الروحية غير الواقعية

الحكمة المستقيمة محل الخبث : الثعلبة ؛ الذي نرضي به الناس

الخير بالنسبة لمن يخدمونه محل الحب المفرط لناكري الجميل

الثأر محل حول خدّك الآخر

المسؤولية بالنسبة للمسؤول محل التراخي

الشيطان يمثل الانسان كغيره من الحيوانات، فأحياناً من يمشي على قوائم أربع هو أفضل ممن يصبح أحط من جميع الحيوانات بفضل ما يسميه ايمان واعتقادات روحية ومبادئ فكرية

الشيطان يمثل كل ما يمكن أن يسمّى خطيئة وكل ما يمكن أن يقود الى اللذة على صعيد العقل والجسد والانفعالات

الشيطان كان أفضل صديق عرفته الكنائس وسوف يبقى، لأن الكنائس تستخدم الشيطان في سبيل المحافظة على تلامذتها

سادس عشر : علاقة العبادات الشيطانية بموسيقى الهارد روك

إن الأسلوب الأسهل والأكثر رواجاً الذي يصطاد به الشيطانيون ضحاياهم فهو بالاضافة الى السكر : شرب الخمر ؛ والإباحية والمال والملاهي الليلية التي يعبد فيها الشيطان بألف طريقة وطريقة هناك الموسيقى الصاخبة المعروفة باسم الهارد روك

معروف أن للشيطانيين علماء نفس وشعراء وملحنون، يضعون الموسيقى والكلمات ويشجعون على سماعها، وذلك لكي يقبلها العقل الباطني، وينفذ كل ما يسمع من تشجيع على تعاطي المخدرات، وإقامة العلاقات الجنسية المتعددة، والتحريض على الانتحار والعنف، وتكريس النفس للشيطان، والثورة ضد النظام والأديان

ولكي نتمكن من معرفة الطريقة التي يتم بواسطتها إيصال هذه الرسائل عبر الهارد روك ، علينا أولا أن نلقي الضوء على هذه الموسيقى وعلى مراحل تطورها

ولدت سنة 1951 على يد مغن أميركي شاب يدعى غيتل ريتشل ، هذا أدخل الايقاع الصاخب الى أغانيه، وراح هذا الجديد ينتشر شيئاً فشيئاً حتى السنة 1955 حيث تبنى هذا النوع من الموسيقى المغني المعروف الفيس برسلي الذي طوّره وزاد عليه

راح الفيس برسلي يرن على وتر الشبيبة الحساس في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وابتداء الحرب الباردة، هذه الشبيبة التي عاشت مأساة القنبلة الذرية آنذاك وعانت من عالم الكبار وتحالفاتهم وعبثهم بمصير الشعوب والأجيال الطالعة.فدعا الى فلسفة جديدة تقوم على عيش الحب الجسدي ورذل المحبة الانجيلية

غير أن هذا لم يكن سوى بداية ثورة الروك ان رول في العالم. فالسوفت روك ، سوف يتحول الى هارد روك مع البيتلز ورولن ستون واليس كوبر وجيري لي لويس وغيرهم… وما ميز المرحلة الجديدة هو الايقاعات الصلبة والسريعة والأصوات العالية جداً. كان الهدف طبعاً تدمير قوة الأعصاب في كيان المستمع. ولم يعد الاستماع الى الهارد روك مجرد استماع الى نوع من الموسيقى جديد انما صار انخراطاً في جو من الضغط النفسي والانفعال العاطفي والعصبي الذي يقود حتماً الى الجنس والعنف والفساد الأخلاقي والثورة والتدمير

وفي السنة 195. بدأ مغنو هذا النوع من الموسيقى يتعاطون المخدرات جهاراً ويدعون اليه، عبر أغنيات معينة أو أسماء لأغنيات. وبدأت ثورة المخدرات، وأوقف مغنون عديدون للروك وسجنوا بسبب تعاطيهم للمخدرات وترويجهم لها، كما أن بعضهم وجد في غرفته أو في أحد الأماكن المشبوهة ميتاً بعد تناوله لجرعة كبيرة من المخدرات. حتى إن أحد المغنين كان في إحدى أغنياته يعلم الشبيبة على كيفية استخدام الحقن في تعاطي المخدرات

ولكن المخدرات لم تكن سوى مرحلة من مراحل تطور الهارد روك. بل كانت مرحلة تحضير لما هو أبشع وأفظع: مرحلة القداس الأسود وعبادة الشيطان. هذه المرحلة الجديدة دشنتها فرقة البيتلز التي أدخلت للمرة الأولى رسائل خفية تروج التوراة الشيطاني، فضلاً الى الحث على تعاطي المخدرات والجنس والثورة وتكريس الذات للشيطان وتقديم الاكرام له وعبادته… هذه الرسائل الخفية تتوجه الى العقل الباطني دون أن تمر بالوعي أو بالعقل الذي يرى ويسمع ولكنه لا يستطيع أن يميز ما رأى وما سمع

إن الذي يستمع الى موسيقى الهارد روك التي تتضمن رسائل خفية، يصبح فجأة انساناً عصبياً، غاضبا،ً كافراً، ثائراً على كل ما يسمى تقاليد أو شرائع أو قيم أخلاقية واجتماعية ودينية…وفي كل الأحوال إن من يستمع الى ألبوم كامل من موسيقى الهارد روك يخرج منهك القوى جسدياً ونفسياً مما يسمح للرسائل الشيطانية أن تعبر بسهولة الى عقله الباطني

هذه الرسائل الخفية تُقحم في موسيقى الروك بوسائل عديدة، إلا أن الطريقة التي باتت معروفة وأكيدة ، فهي كلمات ودعوات مختلفة تبث بشكل معكوس ، بحيث إننا اذا استمعنا الى ديسك الهارد روك بالطريقة المقلوبة فاننا قد نجد بل نجد رسائل واضحة موجهة الى المستمع دون أن يدري : هنا يدار الفيديو ؛ من هذه الرسائل ، واحدة اكتشفت في ألبوم اسمه :”سلم الى السماء” :”يجب أن أعيش من أجل الشيطان” . وفي اغنية أخرى لفريق كوين ، اكتشفت الرسالة التالية :”ابدأ بتدخين الماريجوانا” وفي أخرى أغنية أخرى لجون لينون : يردد هذه العبارة :nembre nine عدة مرات وهنا الرسالة الخفية التي معناها : أثرني جنسياً أيها الرجل الميت

بدأ ادخال الرسائل الخفية في موسيقى الروك ابتداء من السنة 1959 مع فرقة البيتلز ومع غيرها بحيث راحت أغنيات الروك تتضمن رسائل خفية من جهة وعبارات غير مفهومة من جهة أخرى موجهة الى العقل الباطني، هاكم بعض الأمثلة : في أغنية من ألبوم سلم الى السماء مقطع يقول : “أين هو الشيطان، لا تخف من الشيطان، لا تكن سخيفاً ، انني أرغب بأن يركع الرب أمام الشيطان” . وفي أغنية أخرى لفريق كيس: ” إذا كنت تحبني، فارمِ بنفسك أمام الشيطان، إنه الهك”. أو في أغنية أخرى لفريق السبت الأسود :”يسوع أنت السافل” وفي أغنية أخرى :” خذ العلامة واحيَ” : 666

الخطر في الرسائل الخفية أنها تسيطر على العقل من جهة وتوحي من جهة أخرى بدعوة الى فعل الرذائل مثل : العنف والجنس والثورة واتباع ديانات خاطئة والتعامل مع الأرواح… ومن المعروف أن الكثير من نجوم الهارد روك هم من أتباع عبادة الشيطان

في المرحلة التالية من تطور الهارد روك، لم يعد مغنو هذا النوع من الموسيقى ولا شعراؤه يترددون في بث الرسائل الشيطانية بشكل واضح. حتى إن فرقاً كثيرة راحت تطلق على نفسها أو على أغنياتها أوحتى على محال بيع الأشرطة الموسيقية أسماء شيطانية

ها هي بعض الأسماء : فريق AC|DC الذي يخيّل الينا أنه اسم للتيار الكهرباء : courant continu et courant alternatif هي بالواقع تحمل معنى آخر : anti- christ death to christ : المسيح الدجال / الموت للمسيح . لهذا الفريق أغنيات تحمل أسماء شيطانية واضحة :” طريق واسع الى جهنم – إضغط الزناد واقتل – أجراس الجحيم ” وهذا مقطع من هذه الأغنية الأخيرة :” إنك شاب، ولكنك ستموت، لن أخلّص أية حياة، ها أجراس الجحيم تقرع وسآخذك الى جهنم، أجراس الجحيم، أجراس الجحيم” هي أغنية يمجد بها هذا الفريق الشيطان وجهنم

ولفريق KISS الذي يعني “فرسان في خدمة الشيطان” أغنيات عديدة تسمى أسماء شيطانية أيضاً إحداها : مخلوقات الليل

في كل الأحوال، إن في موسيقى الروك محاولة للسيطرة على الشبيبة، والايحاء لهم بأن يسوع المسيح ليس سوى حلم جميل لن يتحقق بل تخطاه الزمن، وأما اليوم فإنه بواسطة السحر والأساليب المختلفة للتعامل مع الأرواح يمكنهم أن يحققوا ذواتهم وينمّو شخصيتهم ويكتسبوا قوة وسلطة تخولهم أن يكونوا أصحاب شأن وشهرة

وإن اعتبر البعض أن موسيقى الروك ليست سوى نوعاً من الموسيقى العالمية استهوى الشباب إلا أن الواقع هو أن هذه الموسيقى تحمل بذور ثورة عالمية وحضارة جديدة قوامها الفساد ونهجها الثورة على كل القيم، وشعارها : دمّر الشبيبة تُحكم سيطرتك على مستقبل الأمة

في دراسة إحصائية أجريت في الولايات المتحدة تبين أن 87% من المراهقين يستمعون يومياً الى موسيقى الروك. وأنه خلال سنة واحدة بيع في أميركا من أشرطة الروك ما نسبته 95% من مبيعات أشرطة الأغاني الاجمالي. وليس عجباً من بعد أن نعلم أن أحد أشهر محال بيع الأشرطة الغنائية في الولايات المتحدة يحمل اسم “جهنم”.وأن في بريطانيا من بين 2.. شخص واحد مكتنف بالأسرار له علاقة بالسحر والتنجيم ، وأن 1. % من هؤلاء ينتمون الى عبدة الشيطان أو ما يسمى بالشيطانيين نسبة الرجال منهم 8. % و3.% منهم دخلوا الجامعات

كما أنه في بلجيكا اليوم أكبر مركز لهم يجمعون فيه المعلومات ويخزنونها بواسطة الكمبيوتر من كافة دول العالم

خاتمة

قال المسيح عن إبليس انه: ” رئيس هذا العالم ” : يوحنا 3.:14 ؛

وقال الرسول بولس عنه:” رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية ” : افسس 2:2

ويقول الرسول يوحنا عن العالم انه: ” العالم كله قد وُضِعَ في الشرير ” : 1يوحنا 5 : 19

فالحقيقة ، هي أن العالم كله بكل ما فيه ومن فيه قد صار مستعبد لإبليس لذا قال المسيح “” إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية ” : يوحنا 8 : 34 ؛ فالخطيئة هي الوسيلة التي يستعبد بها إبليس الإنسان ويُذله ويقوده خطوة بخطوة ، إلى الموت الأبدي المعد له هو وجنوده ، ومن هذا الوقت صار الناس عبيداً لإبليس بصورة أو بأخرى حتى وصل الأمر إلى عبادته علانية . لكن ، ومع كل هذه الأخبار السيئة والصور المرعبة ، نرى هناك إشراقة أمل ، نرى يد الرب وهى تتدخل لحل هذه المشكلة

نرى الرب يأتي إلى عالمنا ، إلى أرضنا في شخص المسيح ليحل هذه المشكلة ، فمع سقوط الإنسان في الخطية ، أصبح عاجزاً عن أن يعود إلى علاقته مع الله ، بل أصبح عبداً لإبليس ولما كانت أُجرة الخطية هي الموت، فالموت هو الثمن الوحيد للخطية وهو النتيجة الطبيعية للانفصال عن الله . مصدر الحياة الحقيقية ، الأبدية

أتى الله إلينا في الجسد وعلى الصليب مات ليمحو صك خطايانا وبموته انتصر على الموت ، وبقيامته من الموت أعلن انتصاره على الموت وعلى إبليس وعلى الخطية وأعلن أنه هو الملك الوحيد المتوج على هذا العالم كله ، وهكذا أسَسَ المسيح مملكته في العالم ، وكما نقرأ في : اشعياء 9 : 7 ؛ يقول ” لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الأن إلى الأبد . غيرة رب الجنود تصنع هذا ” نعم فرئاسة المسيح تنمو يوماً بعد يوم ، ومملكته تثبت وهو يعضدها ، وكل من يؤمن بالمسيح ينضم إلى هذا الملكوت الذي سيأتي الوقت حين يصل إلى كمال نموه فيأتي المسيح ملكاً إلى الأبد . وليسحق إبليس ومملكته وجنوده إلى الأبد

وهكذا ، فالعالم كله ينقسم يوم إلى فريقين : أحدهما ، يتعبد لإبليس ، ومهما اختلفت طرق هذه العبادة من فلسفات ومعتقدات ومذاهب حتى تصل إلى العبادة الصريحة للشيطان فهم في النهاية عبيد له، ومن المؤسف حقاً أن كثيرين من المسيحيين هم مسييحيون بالاسم ويعبدون الشيطان وهم لا يدرون ، لأنهم وإن كانوا يقدمون عبادتهم للمسيح وباسم المسيح ، إلا أنهم غارقون في خطاياهم وهم حقيقةً أموات روحياً ، إذ أنهم منفصلين بسبب خطاياهم عن مصدر الحياة الحقيقية الذي قال عنه الكتاب المقدس المقدس: ” من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة ” : 1يوحنا 5 : 11،12 ؛ وهكذا فهم محرومون من نعمة الخلاص ومصيرهم مع الشيطان الذي يعبدونه وهم لا يدرون

والآخر ، يتعبد للمسيح ، وهم المؤمنون الحقيقيون الذين اغتسلوا بدم المسيح من شرورهم وخطاياهم ، والذين يعيشون في هذا العالم تحت سيادة وسلطان الرب يسوع الذي ” ليس بأحدٍ غيره الخلاص . لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص ” : أعمال الرسل4 : 12 ؛

وبعد أيها الاخوة تقووا بربنا وبعزة قدرته، والبسوا جميع سلاح الله لتستطيعوا مقاومة مكايد ابليس، لأن صراعكم ليس ضد لحم ودم بل ضد الرئاسات والسلاطين وضد ولاة هذا العالم المظلم وضد الأرواح الشريرة التي تحت السماء. لذلك فالبسوا جميع سلاح الله لتستطيعوا مقاومة الشرير حتى إذا كنتم مستعدين في كل شيء فأنتم تثبتون. فانهضوا إذن وشدوا أوساطكم بالحق والبسوا درع البر وأنعلوا أقدامكم بغيرة انجيل السلام. وخذوا لكم مع تلك ترس الايمان الذي به تقدرون أن تطفئوا سهام الشرير الملتهبة. وضعوا خوذة الخلاص وخذوا سيف الروح الذي هو كلمة الله. وصلوا بالروح كل حين بكل دعاء وابتهال وكونوا بالصلاة كل حين ساهرين وعلى الصلاة مواظبين ولأجل جميع القديسين متضرعين : أف 5/1.-18

……………………

ملاحظة : قد يكون القداس الأسود أبصر النور في القرون الوسطى عندما حاول بعضهم أن يمزج بين الأسرار المسيحية والسحر. بعض المراقبين عزا هذه الممارسات الى نوع من السحر واستحضار الأرواح وعبادة الشياطين. كما أن بعض الباحثين يرى أن الشكل الحالي للقداس الأسود تطور ابتداء من القرن السابع عشر عندما قدم بعض المشاركين فيه أنفسهم أضاحي للشيطان. بعض المحاكم دفعت المتهمين بممارسة السحر والشعوذة الى الاعتراف بانهم يمارسون الطقوس الموصوفة في الروايات والأساطير القديمة. علماً أن هناك سحرة ومشعوذون لا يمارسون بالضرورة القداس الأسود

موضوع من إعداد وتنسيق الخوري جوزف نخلة