ماذا يعطينا القداس الإلهي؟
لا شك ان القداس الإلهي هو ذروة الحياة الروحية , حين تجتمع الجماعة المقدسة في بيت الله المدشن, برئاسة االإكليروس وحضور الملائكة والقديسين , حول جسد الرب ودمه الأقدسين . وهنا تلتحم السماء والأرض , فيصير الهيكل مسكنا لرب المجد وحوله ملائكته وقديسوه.
عطايا القداس الإلهي
- الثبات في المسيح
” من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه ” (يو 6 : 56) ومعني هذا ان التناول المتكرر وبأستعداد روحي جيد يثبتنا في المسيح , ويثبت المسيح في قلوبنا . وهكذا ننال قوة لا نهائية غير محدودة , تدعم قوتنا الضعيفة المحدودة, وننال سكني المسيح . - الشركة مع القديسن
” انها سحابةمن الشهود محيطة بنا “(عب12:1)والسحاب مرتفع وهكذا القديسون والسحاب قريب وهكذا القديسون , والسحاب ابيض وهكذا نقاوتهم .و السحاب يحمل لنا الخير وهكذا شفاعتهم . - الأتحاد مع المؤمنين
في هذا يقول معلمنا بولس الرسول:
” كاس البركة التي نباركها اليست هي شركة دم المسيح ؟ الخبز الذي نكسره اليس هو شركة جسد المسيح ؟ فاننا نحن الكثيرين خبز واحد , جسد واحد ,لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد”(1كو10:16,17) - نوال الخلاص والغفران
اذ يحمل الأب الكاهن الصينية وفيها الجسد المقدس ويهتف قائلا:” يعطي عنا خلاصا وغفرانا للخطايا ”
وايضا يقول الرسول بولس “ولنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا”(اف1:7,كو1:14) - رسالتنا نحو العالم
ان اتحادنا بالرب وشركتنا مع القديسين , ووحدتنا مع المؤمنين , وتمتعنا بالغفران والخلاص هذه العطايا ليست لنا وحدنا ولكنها للبشرية كلها فالرب يسوع أحب العالم كله وقد جاء لخلاص كل البشر ولذلك فالتناول لا يعزلنا عن العالم والمجتمع , بل بالحري يكلفنا برسالة نقوم بها نحو الكل وذلك حينما يهتف بنا الأب الكاهن - ” لآنه في كل مرة تاكلون من هذا الخبز وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني الي ان اجئ كما يقول معلمنا بولس الرسول “فأنكم كلما كلتمم من هذا الخبز وشربتم من هذه الكأس تخبرون بموت الرب الي أن يجئ(1كو11:26).
- الحياة الأبدية
حيث يستمر الاب الكاهن في هتافه , حاملا الصينية المقدسةو عليها جسد الرب , ويقول عنه: ” يعطي عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة ابدية لمن يتناول منه” وننفذ وصية الرب : ” من يأكلني يحيا بي “( يو6:57) الم يقل لنا بفمه الطاهر :
“من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياه ابدية وانا اقمه في اليوم الأخير “(يو6:54)؟!.
ان التناول هو طريق الخلود , كمل من يحرص عليه ويمارسه باستعداد روحي جيد , انما يجهز نفسه لابدية سعيدة وفي ملكوته العتيد اما ” من كان بعيدا عن المذبح , فهو محروم من خبز الله” كما يقول الآباء القديسين.