قصص من حياة أبينا القمص بيشوي كامل
للقمص تادرس يعقوب ملطي
حملت معه صليبه!
اعتاد أحد الشبان أن يأتي إلى أبينا القمص بيشوي كامل يشكي له همومه؛ فقد عانى كثي را من
البطالة، وأخي را استأجره صاحب مصنع كان يستغله بمرارة، إذ كان يعطيه كميات ضخمة من الورق يقوم
بتوصيلها على دراجة.
في أحد الأيام جاءه الشاب فر حا، يقول له: “يا أبي لقد حملت معه صليبه!”
سأله أبونا: كيف؟
لقد حملت الورق الثقيل على الدراجة؛ وفي نهاية شارع بورسعيد؛ إذ كان الطريق مرتف عا (عند منطقة
كليوباترة الحمامات) شعرت بثقل الحمل وعجزي عن السير بالدراجة. حاولت بكل الطرق، لكن بدون جدوى.
فجأة وجدت نفسي ساق ً طا تحت الدراجة والأوراق بثقلها تنهار عل ي!
لم يتحرك أحد في الطريق لمساندتي، فصرخت في مرارةٍ طالبا العون الإلهي!
تلف ُ ت عن اليمين وأنا ملقى تحت أكوام الورق؛ وإذا بي أجد سيدي المسيح ساق ً طا تحت صليبه، والعرق
يتصبب منه. أدركت أنني أشاركه آلامه؛ ففرحت جدا، وحسبت ذلك كرامة لا أستحقها!
في فرح ناجيت سيدي شاك را إياه: “آه يا سيدي! هل لي أن أحمل معك صليبك؟! إنني سعيد بآلام المسيح
ف ي! لقد حملت معه صليبه! لا بل حملني صليبه!
إلهي حينما تقسو كل الأذرع البشرية،
أجد يديك مبسوطتين بالحب لي!
حينما يضيق الطريق بي،
أجدك رفيقي في الطريق الضيق،
بل أصير رفيقك في طريق صليبك،
تحوِّل مرارة الضيق إلى عذوبة الراحة فيك!
نعم! إنه مجد وشرف لي لا استحقه أن أرافقك!
لأصلب معك فأشاركك واختبر قوة قيامتك!
نعم! من يقدر أن يحمل الصليب؟
لكنني إذ انحني لأحمله أجده يحملني،
في عذوبة فائقة أدرك كلمات مخلصي:
“نيري هين (عذب) وحملي خفيف!”
لأحمل صليبك، فيحملني إلى أحضان أبيك!
انحني أمام الصليب، فتلتصق نفسي بالتراب إلى حين،
تتحول حياتي الترابية إلى حياة سماوية!
صليبك عجيب، يرفعني إليك،
يدخل بي إلى حضرة أبيك القدوس،
يحولني كما إلى كائن سماوي!
أبونا بيشوي! أبونا بيشوي!
اعتادت إحدى الفتيات في أمريكا الشمالية أن تتصل بأبينا بيشوي كامل أثناء علاجه بلندن تسأل عن
صحته.
بعد رحيله تعرضت في إحدى شوارع نيوجيرسي لاثنتي عشر طعنة من شابٍ، ُنقلت على أثرها إلى
المستشفي في حالة خطيرة ميؤوس منها.
إذ كانت فاقدة النطق في غير وعيها كانت تتمتم: “أبونا بيشوي! أبونا بيشوي! (ماتسبنيش!)”.
إذ كانت تخدم مع أبينا بيشوي ديمتري بإيست برانزويك اتصل البعض به قائلين: “إنها تطلبك…
تعال صلِّ لأجلها”، وبالفعل جاء يسأل عنها، وصلى لأجلها، ورشمها بالزيت المقدس!
إذ عادت إلى وعيها قالت:
“أشكر إلهي الذي لم يتركني،
فقد أرسل لي السيدة العذراء والبابا كيرلس وأبانا بيشوي كامل، صلوا من أجلي.
وإذ تركتني السيدة العذراء وأي ضا البابا كيرلس سألت أبانا بيشوي أ ّ لا يتركني…
كنت أناديه: “أبونا بيشوي (ماتسبنيش)”.
بالفعل بقي معي كل الوقت حتى النهاية!
قال أحد الجراحين الأمريكان:
“لقد قمت بمعالجة الجراحات غير القاضية،
أما الجراحات القاضية الميؤوس منها فلم يكن ممكًنا أن أفعل شيئًا.
شعرت بيدٍ خفية كانت تعمل أثناء العملية!”
s s s
صداقات من العالم الآخر!
نزلت أيها العجيب لتخلصني،
وتدخل معي في صداقة فريدة!
صرت قريبا إل ي عميًقا في نفسي،
أعمق من نفسي!
أراك، وأسمعك، وألمس حبك!
وهبتني صداقات من العالم الآخر!
فتحت لي أبواب السماء فأصادق ملائكتك،
وأحسب السمائيين أحبا ء مخلصين.
فتحت لي باب الفردوس،
فأدرك أن الموت لم يحطم حب اخوتي،
يصلون عني ويطلبون من أجلي،
يشتهون خلاصي،
وينتظرون عبوري إليهم.
نعم! عجيبة هي أعمالك معنا!
صفعني بالقلم!
بعد نياحة أبينا المحبوب جاءت فتاة تعترف قائلة:
[لقد أحببت شابا غير مسيحي… عشت معه، وكدت أن أفقد إيماني بسببه.
كان أبونا المحبوب بكل حبٍ ولطفٍ يسندني حتى تركت هذه العلاقة ورفضتها من كل قلبي.
بعد نياحته بدأت أحن للخطية، وعدت إلى علاقتي بالشاب.
في المساء ظهر لي أبونا وكان غاضبا؛ لأول مرة أجده يصفعني على خدي قائ ً لا:
ألم أقل لك أُتركي هذا الشاب، ولا تعيشي في الخطية؟!
قمت من نومي نادمة وقررت أنني بنعمة إلهي لن أعود ثانية إلى الخطية!”
s s s
أبي الحبيب
قلبك الناري لن ينطفئ!
حبك المتسع لكل نفسٍ يحتضن الكل!
عملك بالرب لن يتوقف قط!
محتاج إلى ثلاث ساعات
في عام ١٩٨٧ بعد الانتهاء من صلاة العشية ودراسة الكتاب المقدس بِوِ ست كوفينا، كاليفورنيا، التقى
بي إنسان بشوقٍ شديدٍ وهو يقول: “ألا تعرفني؟!… أنا (فلان) من كنيسة مارجرجس باسبورتنج”.
إذ رحبت به قال لي: “سأروي لك أول لقاء لي مع أبينا بيشوي كامل”. ثم استدرج الحديث قائ ً لا:
“التقيت به في الكنيسة وتأثرت جدا”.
قلت له: “أنا محتاج أن أعترف”.
ر حب بي قائ ً لا: “ليكن الآن”.
قلت: “أنا محتاج إلى ثلاث ساعات أجلسها معك لأعطيك فكرة عن حياتي، بهذا استعد لكي أعترف، بعد
ذلك أفكر في التناول، حينما تشعر أن لديك ثلاث ساعات اخبرني”.
قال: “ليكن الآن”.
جلست بجواره وبدأت أتحدث معه عن ضعفاتي وأخطائي، وبوجهه المملوء بشاشة شعرت قد رفعت
عني أحمالي. كانت تعليقاته المختصرة تملأ قلبي رجا ء في المسيح مخلصي.
بعد حوالي خمس دقائق لم أجد ما أقوله، إنما أحسست بشوقٍ شديدٍ للتناول، فقلت له: “هل يمكنني أن
أتناول؟”
أجاب: “وما المانع!”
تركته وأنا متهلل، فقد كنت أظن أن الاعتراف حمل ثقيل، ويحتاج إلى ساعات طويلة… الآن عرفت
محبة مسيحي لي وغنى نعمته الفائقة. لقد فتح لي أبونا بيشوي أبواب الرجاء في المسيح… وهكذا تغيرت
حياتي.
s s s
رأيتك فأحببتك
رأيتك يا مخلصي على الصليب،
عرفتك يا غافر الخطايا،
يا فاتح أبواب الرجاء أمامي!
لا أعود أخاف الخطية،
بك أنعم بالنصرة!
أعترف لك بخطاياي،
وبروحك القدوس أدخل إلى برك!