سلسلة طرق تبدو مستقيمة
حت عنوان نماذج للحب … ولكن !!
آدم وحــواء
ابرآم وساراى
( هذه هى وصيتى .. ان تحبوا بعضكم بعضاً كما احببتكم ) (يو 12:15)
ما اغلى وصية الاب التى يوصى بها اولاده قبل موته !! انها الوصية التى يحرص الاب على ان يوصى بها اولاده قبل ان يتركهم .. فهى اذن وصية هامة جداً جداً . ولقد تحدث السيد المسيح بهذه الوصية الى تلاميذه قبل ان يتم القبض عليه ، وقبل ان يتفرق عنه تلاميذه حيث تمت محاكمته وصلبه فى اليوم التالى (الجمعة) .
وهذه الوصية (المحبة) انما هى قلادة ينبغى ان يضعها الجميع فى اعناقهم (وصيتى ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم) ، نعم .. فلقد احبنا السيد المسيح حتى بذل ذاته عنا ، والحقيقة ان المحبة تعتبر اهم وصية للبشرية بل هى اعظم كل الفضائل لانها من طبيعة الله (الله محبة) وكثيراً ما تحدث الكتاب المقدس عن المحبة ، وكثيراً ما اوصى بها الرسل سيراً على نهج المخلص ، كما كتب عنها الكثيرون وتلذذ الكثيرون بها ، فهى بحق لسان وقلب الحق.
ولكننا هنا لن نتأمل فى المحبة كفضيلة عظيمة جدا بل سنتحدث عن المحبة كرذيلة كبيرة !! نعم هى فضيلة بمفهوم الكتاب المقدس ، وهى فضيلة طالما كانت فى الحق ، ولذلك قال الرب (كما احببتكم) لانه لا يريد ان تنحرف محبتنا او ان يعبث بها عدو الخير، ثم نعود ونقول انها محبة !! فى حين تكون بعيدة كل البعد عن المحبة .
كثيراً ما يعوج عدو الخير الطريق امامنا دون ان ندرى … فيبدو الطريق مستقيماً فى حين انه طريقاً منحرفاً وبعيداً تماماً عن الاستقامة والحق . ولذلك كانت كلماتنا هنا من اجل ان نلقى الضوء على الطريق المؤدى الى المحبة حتى يظهر لنا جلياً مدى استقامته من اعوجاجه .
وفى هذه الصفحات اردت ان اكشف عن تلك المحبة التى تدمر ، فهى ليست محبة للخطية او للشر ولكنها محبة صادقة من القلب .. قصدها الحب والخير ، ولكن نتيجتها تظهر حقيقتها التى غابت عن اصحابها لسبب او لاخر ، قد يكون الجهل او عدم الحكمة او عدم الافراز او غياب عنصر الصلاة او وجود الذاتية فى الحكم على الامور او التسرع او .. كما يحلو لى تسمية هذا الحب بالحب الاعمى لانه يخلو من حضور روح الحكمة والاعلان فى معرفة الله ، وفى النهاية لا تكون المحصلة سوى مأساة خطيرة جداً جداً .
أم ورضيعهـــا
انتظرت طويلاً ، وترددت كثيراً على مختلف الاطباء لكى تنجب، وبعد تعب كثير وتردد مستمر ومتابعة من الاطباء، وبعد ان انفقت الكثير والكثير فى التحاليل والعقاقير المختلفة بل والعمليات الجراحية ايضاً …
اخيــــراً …
استجاب الله لها وانعم عليها بطفل جميل بعد طول انتظار … الحق انها شكرت الله كثيراً لاجل هذه العطية الجليلة ، ثم انها احبت ابنها هذا كثيراً جداً فهيأت له كل ما يحتاج اليه مولود ، وكان شغلها الشاغل هو العمل على توفير الراحة لصغيرها هذا ، وشاركها زوجها السعادة بهذا المولود ، فكان لا يتأخر فى تلبية اى شئ يحتاجه الطفل .
وكانت الام تستيقظ من نومها سريعاً اذا ما استمعت لاقل صوت يصدر عن وليدها مستفسرة عن سبب استيقاظه او انزعاجه او قلقه حتى لا ينزعج بل يهنأ نومه، ولكن .. حب هذه الام لطفلها صار حباً مجنوناً دفعها – دون قصد منها – لشئ مرعب .
نعم هو شئ مرعب حقاً .. حدث يوماً ان مرض الطفل مرضاً طبيعياً وعادياً جداً ، لم يتجاوز كونه برداً عادياً ، ولكن شدة محبة الام له دفعتها لحمل الطفل على ذراعيها بخوف وذعر شديدين … فهى تحب الطفل ، وتخشى عليه من ان يأخذه المرض منها … احتضنت طفلها ممسكة به بشدة رافضة ان تتحرك من مكانها .
تسمرت فى موقفها واحتضنت ابنها بشدة وبكل ما لحبها من قوة ضمته الى صدرها، زادت ضربات قلبها خوفاً على الطفل المريض . وعبثاً حاول الزوج ان يهدئ من روعها وجنون خوفها بل حبها للطفل ، وبينما تخشى هذه الام على طفلها من مرض خفيف جداً نجدها وقد دخلت بطفلها الى مرحلة اللارجعة !!!
لقد إعتصرت طفلها فى حضنها فقتلته … وماذا نقول عنها .. انها احبت طفلها للغاية .. حباً حتى الموت !! موت طفلها الذى قتله حبها المحموم …
لأنهــا أحبتــه ولكــن …