الحــــــُب الأخوي

الحــــــُب الأخوي

مفــُهوم الحــــُب

(أقوال القديس أثناسيوس الرسولي)

خصـَــائصُ الحـُب

+ لقد أعطاهم هذه الوصايا حتى يصنعوا أعمال البر….. حتي يجدوا أنفسهم بذلك متمثلين بالحب الذي في الله للإنسان فيصنعون أعمال الله (المحبة) مقدمين شكراً.

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

1- صدقة مع ظلم الإخوة:لا تقبل الكنيسة صدقات الأشرار وغير المؤمنين لأنه لا يلازمها تقديم القلب فكم تكون الصدقة مرفرضة وشريرة إن قدمها إنسان من اموال ظلم بها إخوته!! إنها صدقة ليس فيها حب روحي ولا بشري أيضا لأنه يعطي إنساناً ويظلم أخرآ.

+ إذا قدمت لله جزءاً مما اقتنيته ظلما واغتصابا فلن يقبل الله عطيتك….. لترحم من ظلمته صانعاً معه رحمة ومحبة عاملة بالضصلاح وبذلك تقدم رحمة وحقا فالله لا يشاركنا في جشعنا ولا يشاطر اللصوص والسالبين ففي استطاعته أن يطعم الفقراء الذين عهد لنا بهم لكنه يطلب ثمار البر ومحبة الناس.

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ إهتم بعمل الخير حسب قوتك من أجل الله لا سيما مع المسيئين إليك ومبغضبك لكي تغلب الشر الذي فيهم من نحوك.

(أقوال القديس مار إسحق السرياني)

خصـَــائصُ الحـُب

+ لنحب المسيح وحده وليس لمواهبه او الخيرات التي يعطيها لك فالعروس لا تشتاق إلى المواهب والخيرات التي تعطي لها من الختن (العريس) ولا تتأمل فيها بل تطلب الحختن ذاته فلو أعطي لها تاج المملكة عوض الختن الذي أحبها ما تقبل ولا تريد.

لنقتن المسيح حياتنا بإنساننا الداخلي بحب يغلي بخفظ وصاياه فإذا ما أقتنيناه واتحدنا معه بالشركة فكل شيء له يكون لنا سواء الحاضرات أو العتيدات.

+ سماحه أن تحب عظائم الله ومواهبة أكثر منه.

+ إننا نقتني الله عندما نرفض كل شيء حتى ملكوت السموات من أجمل محبته كمثل الرسولي الطوباي ويكون هذيذنا ورجاؤنا وتأملنا متعلقاً بيسوع المسيح بقلب حار يغلي بحب الرب وسيط خيراتنا.

+ إن الخبز يفرض على الطفل بعد الفطام والإنسان الذي يريد ان يحظي بالإلهيات ينبغي عليه اولا أن يتغرب عن العالم كالطفل عن ديي أمه.

+ إن الفضائل لا تكتسب من كلام الكتب بل من تجربة طويلة قد يكون إنسان ساذج يعمل عملا بالتجربة افضل ممن كان عالماَ في سيرة الروح بواسطة سطور الكتب والتسليم عن الآخرين فقط بلا تجربة واختبار.

+ هذا العالم ميدان الجهاد وقد وضع علينا الرب أن يفرغ جهادنا حتى النهاية والذي يصير إلى المنتهي فهو يخلص حينئذ يظهر من تجلد وصبر ومن أدبر وولي لهذا يجب ألا يقطع الإنسان ورجاءه لأنه ربما في أخر لحظة ينال الظفر على عدوه ويرتفع اسمه كأحد الشجعان.

+ إنه أليق أن نموت في الجهاد من أن نحيا في السقوط.

+ الذين يبدأون جهادهم بعزيمة متراخية فإن الشيطان يقوي عليهم والله لا يعضدهم.

+ لأنه يقزل ملعون من يصنع عمل الرب بتراخ.

+ إن جميع الفضائل التي نقتنيها بالتعب عن كنا نتهاون في عملها تضيع قليلا قليلا.

حبــّـنا للخروفُ الضـّال

كيـَف أخـُـدم؟!

+ الذي يقوم الآخرين باستعماله الغضب ليس بمتواضع.

+ الذي يحقد أو يحرن ( يثور) من أجل الحق ما عرف الحق ولا الحق عرفه.  

2- هذبه على انفراد:يحق للراعي أن يوبخ الخاطيء وينتهره في محبة على انفراد وليس أمام الآخرين.

+ من تقف أخاه وقدمه في خزانته ( قلايته) وعلى انفراد فإنه يعالج شره الخاص وأما من يبكت إنسانا في مجمع فإنه يزيد جراحاته.

من شفي أخاه خفية فقد اوضح قوة محبته وأما من فضحة في أعيمن رفقائه وأصدقائه فقد دل على قوة حسده.

المحب الذي يبكت ويؤنب خفية هو طيب حكيم.

+ لا تمقت الخاطيء لأننا جميعاً خطاة أثمة وإن تحركت عليه من أجل الله تعالي فايك وصل لأجل نفسه ولا تبغضه يا هذا بل الجدير بك أن تبغض زلاته وتتضرع من أجله لتكون مشابها للمسيح سبحانه لأنه اتكأ مع الأثمة أما تري كيف انتحب على أورشليم؟!

+ الصلاة التي تقدم لله من القديسين لأجل الخطاة تشبه الدواء الذي يقدمه الطبيب للمرضي.

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

بركات العطــَـاء

3- تصير لنا دالة عند الله: يفرح الب عندما يجد أولاده قد التفوا حوله هذا يطلب شيئا وأخر يطلب شيئا أخرآ ويحزن ويكتئب إن وجد اولاده يلجأون إلى آخر دونه هكذا أيضا الأب السماوي منذ ونجحن نخجل لا من أن نطلب منه بل حتى من مجرد الوقوف أمامه !! لذلك شجعنا الرب كثيرا إسألوا تعطوا إطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم كما أعلن ألمه من عدم طلبنا إلى الأن لم تطلبوا شيئا.

ولكي يشجعنا على الصلاة له أعطانا هذه الدالة بطرق كثيرة منها أنا بالعطاء نتمثل به إذ هو المعطي الأخيار والأشرار بلا حساب ولا كيل وإذ نتمثل به نستطيع في جرأة أن نقف طالبين……..

وبالعطاء نقرض الله فيصر الإنسان الضعيف دائنا والله خالق الإنسان وكل العالم مدينا ومدين بعطاياه التي وهبها للإنسان إنه يسر ويفرح أن يكون مدينا ليقف الدائن في جرأة وبلا خجل يطالب المدين بايفاء بالدين! أما من يسد آذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضا يصرخ و لا يستجاب (أم 21:  13)

+ أعط للمساكين وهلم بدالة فقدم صلواتك أي تحدث مع الله تعالي كما يتحدث الابن مع آبيه فليس شيء يقدر على دنو القلب على الباري عز وجل مثل الرحمة.

حَـول خـدُمة المسَـاكيُن

+ الأفضل لك أن يدعوك الأكثرون عامياً لأجل بساطة يدك في العطاء بقصد مخافة الله لا طلبا للمدح ولا يدعونك حكيماً وزين العقل لأجل عدم إعطائك كل أحد.

فإن مد إليك فارس يده طالبا ما لا ترده لأنه في ذلك الوقت لا محالة محتاج كواحد من الضعفاء وإذا منحته فليكن ذلك بطيب نفس وبهجة وجه.

لا تفحص غنيا من فقير ولا تعرف المستحق من غير المستحق بل ليكن الناس كلهم عندك متساوين في الخير  لأنك بهذا تقدر أن تجذب إلى الخير غي المستحق والدليل على ذلك أن الرب تقدس اسمه شارك في موائده عشارين وزواني ولم يفرز غير المستحقين لكن بالشركة في الجسديات جذبهم إلى الشركة في الروحيات لهذه العلة ساوي بين الناس قاطبة في الخير والكرامة.

العطـَـاء وَالرّهبنة

احذر الانشغال بالصدقة في غير أوانها: يفشل العدو كثيرا في بث الأفكار الشريرة فينا كرهبان أو كهنة أو علمانيين وعندئذ يحارب بسلاح اخطر وهو أن يشعلنا بأمور حسنة لكن ليس في مجالها فيذكر الراهب بالصدقة ورحمة الآخرين بل والتبشير للآخرين حتى يسقطه في الملل والضجر ويشغله عن مناجاة يسوع والتفكير فيه وقد حارب هذا الفكر القديس مقاريوس الكبير خمس سنوات لكي يترك البرية ويبشر في روما.

والكاهن يحابه العدو في القداس أو في الصلاة بإثارة مشاكل عائلية أو افتقاد إخوة ساقطين ليس إلا لكي يتعطل عن الصلاة وينشغل بهذه الأمور عن يسوع فإذا ما ذهب الكاهن شغله أيضا هناك بأمور أخري….. وهكذا يعيش الكاهن في دراسة العمل مشغولا بالخدمة ومشاكلها لا بيسوع.

والعلماني أو خادم مدارس التربية الكنيسة يثير أمامه مشاكل الفصل وافتقاد الأولاد أثناء العمل أو الدراسة لا ليخدم أو ليفتقد بل ليشتت فكره.

ليعطنا الرب حكمة وإفرازاً لنفهم أفكار الرب ونميزها عن أفكار العدو التقبل الأولي ونطرد الثانية رافعين القلب للرب عندما يثار الفكر أمامنا.

+ داخلت شهوة الاهتمام بغيرك بنوع الفضيلة حتى يتشتت ما في قلبك من السكون فقل لها طريق المحبة جيد والرحمة لأجل الله مقبولة ولكنني أنا من اجل الله لا أريدها.

التوحد والعطاء

العشق الإلهي يدفع الراهب للتوحد والحب الإلهي يدفع العلماني أو الراهب الذي في شركة إلى العطاء ومحبة الآخرين لذلك لا يحرم المتوحدون من بركات العطاء ولو لم يقدمونه مادياً فقد قدموا القلب بكاملة ليسوع مستلم العطاء فنية العطاء والرحمة موجودة في قلب المتوحد و إلا فدت وحدته وسكونه.

+ قال أحد الشيوخ إن كنت علمانيا فتدبر بالسيرة الحسنة التي للعلمانيين وإن كنت راهبا تدبر بالأعمال الفاضلة التي للمتوحدين وإن كنت تريد أن نستنير في التدبيرين أعني تدبير العلمانيين والرهبان تسقط وتخيب من الاثنين لأن عمل الرهبان هو هذا الانعتاق من كل المحسوسات والمداومة مع الله بهذيذ القلب وتعب الجسد بالصلاة هل يستطيع أن نقرن مع هذا الفضيلة العالمية؟! أو هل يمكن للتوحد العمال في سيرة السكون أن يكمل التدبيرين الداخلي والخارجي أعني الاهتمام بالله بقلبه والاهتمام من أجل الآخرين؟! 

+ قال احد القديسين ليس هذا هو غرض سيرتك وقصدها أن تشبع الجياع أو أن تكون قلايتك ملجأ للغرباء لأن هذه السيرة تليق بالذين يريدون أن يتدبروا في العالم حسنا وليست هذه للمتوحدين المنعتقين من جميع التطورات الذين قصدهم حفظ العقل بالصلاة.

+ تكميل واجبات حب القريب بنباح الأمور الجسدانيه هو بر أهل العالم والرهبان الذين هم خارج عمل السكون أو الذين في المجمع المجتمعين بعضهم مع بعض يدخلون ويخرجون كل وقت وهذا يليق جداً بهؤلاء وليس بالمتوحدين الذين بالحقيقة اختاروا البعد عن العالم بالجسد وبالعقل.

+ تربير المتوحدين هو شبة الملائكة فينبغي إلا نترك عمل السمائيات ونربح البر بأمور أرضية.

+ إن كان بحجة الصدقة يهدس فيك الفكر فاعلم أن الصلاة رتبتها أعظم من الصدقة.

+ أنا أسالك ألا تنخدع فأن الرحمة مشابهة لتربية الطفل أما السكون فهو غاية الكمال.

لماذا لا يعمل المتوحد بالرحمة؟

+ لأن عمل الرهبان هو هذا الانعتاق من كل المحسوسات والمداومة مع الله بهذيذ القلب وتعب الجسد بالصلاة.

+ لأنه معلوم لكل أحد أن الذي ابتعد عن المحادثات والخلطة بالناس والقرب منهم بالكلية وصار مائتا عنهم لأجل مفاوضته مع الله وحده لا يطلب من مثل هذا أن يخدم الناس. 

+ الراهب الذي ما عليه الرحمة فضيلة ظاهر هو انه هو الذي يمكنه أن يقول للمسيح بوجه مكشوف على ما كتب ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك.

+ لا يعني بذلك الذي ماله في الأرض مشيئة ولا يملك عليها شيئا ولا يتعب نفسه في الأمور الجسدانية ولا يخطر بباله شيء من هذه المرئيات جميعاً ولا يهتم باقتناء شيء وإن أعطاه أحد شيئا لا يأخذ منه إلا ما يحتاج إليه ولا يحفل بما يفضل عنه وتكون سيرته كسيرة الطائر هذا الذي صفاته هكذا ما عليه الرحمة فضيلة لأنه كيف يعطي غيره شيئا قد أنعتق هو منه؟!

وحدة بلا محبة

+ تعرض ما اسحق  المتوحد لسؤال من الأب سيماون : لماذا يترك المتوحدون الرحمة رغم أمر السيد بها على أنها طريق الكمال فأجاب بأن المتوحد بدون الرحمة لا يكون متوحدا فانعزاله وسكونه لا يعنيان قساوة قلبه بل بالعكس يعني قلبا محباً رقيقاً لمنه فضل محبة الله فوق كل حب.

فالمتوحد يلزمه أن يقدم الرحمة أن دعت الظروف لأن قلبه مملوء حباء لكن ليس عمله هو أن يعيش وسط الأخوة ليقدم الرحمة.

+ ناسك غير رحيم كشجرة لا ثمر فيها.

+ سؤال: لماذا حدد سيدنا الرحمة أنها شبه للأب السماوي في عملها بينما يختار المتوحدون السكون أكثر منها؟

الإجابة: حسن هو قولك وإجابتك لي هي من الإنجيل ونحن لا نضاد وصية الرحمة ولا نطلب إبطالها فأن الرب حدد الرحمة في تشبيهنا بالأب ومن يتممها يقربهم إليه فهذا أمر صريح لا شك فيه ونحن الرهبان لا فلزم السكون بلا رحمة لكننا نبتعد عن الاهتمام بقدر قوتنا…

 إننا لسنا نريد أن فضاد الأمور الضرورية لكننا نتحصل على السكون حتى نصير ملازمين لله تعالي ونغضب أنفسنا دائما لنصير كاملين في كل وقت داخل الرحمة لسائر الطبائع الناطقة لنري بهذا أمر تعليم السيد المسيح وهذا هو إفراز (تميز) سكوننا.

فليس السكون أمرا جزافا ولا كيفما كان فمي دعي الموقف واضطررنا العمل بشيء من الأمور الضرورية فما يليق بأحد أن يتهاون في إظهار محبته علميا ظهورا واضحا…..

فربما يوجد إنسان قاسيا بعيدا عن محبة البشر فمثل هذا يكون سكونه مراءاة فأن كنا خالين من محبة القريب لا يستطيع العقل أن يستند بالمحادثة والحب الإلهي فأي راهب من الرهبان الحكماء إذا كان له ملبس أو مأكل وينظر قريبه جائعا أو عاريا ومع ذلك يتحمل أو يشاهد آخاه مريضا وليس له من يفتقده ومع ذلك يشتهي السكون ويؤسر قانون التفرد والتوحد والسكون  أكثر من نياح (راحة) أخيه وقريبه؟!

إذا لم تكن هذه الأمور موجودة فلنحفظ محبة القريب ورحمته في عقلنا (في الداخل) أما إذا وجدت حاجة لنا بالنسبة للآخرين فلنفعها بمحبة للقريب ورحمة به لأن الله يطالبنا بتكميل (الحب الداخلي) وتنفيذه عمليا.

إذا لم نكن نملك شيئا من المقتنيات فما أمرنا الله أن نلقي أنفسنا في اهتمامات واختباطات لجل المساكين بل يطلب منا قدر ما نستطيع وأن كانت سيرتنا توجب علينا الابتعاد عن الناس وعن نظرهم وسماعهم والاختلاط بهم والجلوس معهم فما يليق بنا أن نترك (قلالينا) وموضع توحدنا وتفردنا ونسلم أنفسنا لبذور ونطوف العالم ونتعهد المرضي ونتشاغل بهذه الأعمال لأنه ظاهران هذه الأمور على انحطاط وانحدار من العلى إلى الدون.

فأن كان الراهب يسكن بجوار الناس ويتنيح بتعب آخرين في زمان محنته ومرضه فأنه يجب عليه هو أيضا أن يعمل معهم كما فعلوا معه فإذا راعي ابن جنسه وابن شكله ورفيقه في ضيق لا بل الأولي بنا أن نقول انه يبصر السيد المسيح طريحا متعبا فيهرب ينهزم ويختفي مختليا بالسكون الكاذب فمن كان هكذا فهو غير رحيم….

وإنني أذكر هذا الأب العظيم إذ كتب عنه لأجل فزع حجج الذين يتهاونون بأخوتهم أنه  في بعض الأوقات مضي ليفتقد أخا مريضا فلما سأله عما يشتهيه قال له أشتهي جدياً صغيراً فمضي ذلك الأب المستحق الطوبي من الإسيقط إلى الإسكندرية وكان ابن سبعين سنه ليحضر له الجدي كما أبدل خبزه الجاف بخبز طازج.

وقد فعل قديس أخر من الآباء وهو الأب أغاثون أكثر من هذا, هذا الأب الذي كان يلزم الصمت والسكون والهدوء كل أيام حياته أكثر من كل احد فقد مضي في احدي المرات في الريف ليبيع شغل يديه فوجد في السوق إنسانا غريباً ملقي مريضا فاستأجر له بيتاً وأقام عنده يعمل بيديه وينفق عليه ويدفع له أجرة المسكن ويخدمه ستة أشهر حتى بره وكان يقول أيضا إني اشتهي أن أعطي مجزوما جسدي وأخذ جسده هذه هي محبة الكاملين وإنما قلت هذا يا إخوتي لا لكي نهمل ونزدري بعمل السكون.

علامات حـّبـنا للأقرباء

طول الأناة آو عدم الغضب طريق الكمال

طويل الأناة على الآخرين يكون قد تعلم كيف يحب الله الناس لأنه يري إهانات إخوته له ولأجل الله لا يغضب وبذلك يكون قد سلك طريق الكمال طريق الحب المقدس. 

+ من يصبر على السيئات الواردة عليه باتضاع فقد بلغ الكمال وإن الملائكة يفتنون به عجباً لأنه لا توجد فضيلة أشرف من هذه ولا أكبر وهي عسرة التثقيف من قدر على احتمال الظلم بفرح فإن هذا قد قبل العزاء من الله تعالي محسوسا بواسطة إيمانه دائما به.

كل كلمة قاسية صعبة يحتملها الإنسان بإفراز (بتميز) من غير سبب فإنه يقبل إكليل شوك من أجل المسيح وطوباء لأنه يتوج في وقت لا يشعر به بتاج لا يلم به فساد.

أضرار الغضـبُ

+ القلب المتقد بالغضب فارغ من العزاء المخفي ومحروم أيضا من المعزين الذين من خارج لأن العزاء الداخلي هو يقبل العزاء الخارجي ويهتم به ويتنيح (يستريح) فيه فإن لم يكن فينا عزاء خفي فلا موضع فينا للعزاء الخارجي لتستريح به.

+ الرجل الشهواني وإن كان ليس رزينا ولا هادئا لكن (قد) تفيض منه حلاوة الحب والرحمة والرجل الغضوب يعمل فيه عكر الدم الأسود للظلام ونفسه مريرة ومملوءة كآبة وغيظا وهو متغير اللون وسيء المنظر.

+ إن الحقود يستثمر من صلاته ما يستثمر الزراع في البحر من الحصاد وكما أن شعاع النور لا يمكن منعه عن الصعود إلى فوق هكذا صلاة  الرحومين لا يمكن إلا أن ترقي إلى السماء وكما أن جريان الماء يتجه إلى أسفل هكذا قوة الغضب إذا ما ألقت موضعا في فكرنا.

4- يفقدنا كل فضيلة:- النفس العاقرة هي التي ليست الحقد والغيظ وضيق النفس والكآبة والضجر والاضطراب وتدين قريبها بجد ورديء……….

+ الموضع الذي فيه حركة الغضب……….. لا يمكن أن تقام فيه الفضائل والصلاح وإن وجدت فإنها تتحجب بظلمة الغضب والغيرة والكبرياء.

أسباب الغضــبُ

5- فحص أعمال الآخرين:يري ما اسحق السرياني أن من أسباب الغضب فحص أعمال الآخرين هل هي خير أم شر ومحاسبتهم بالعدل وبذلك نفقد الحب والسلام والاتضاع والصبر.

+ مدرستان في داخليا واحدة لمعرفة الخير والشر والأخرى للتدرب على معرفة الحق المتعلق بالحياة والنور.

أما مدرية معرفة الخير والشر فهي مختصة بأصول العدل والاختبار وهذه تولد الغيرة والاضطراب والاحتداد والضيق والحسد والغضب ومحبة الغلبة مع بقية الآلام.

أما مدرسة الحق التي هي مكتب النعمة ففيها الحب والسلام والهدوء والاتضاع والصبر مع بقية ثمار الروح التي كتب عنها بولس الرسول فمن الثمرة تعرف الشجرة فالآن يجب عليك أن تميز في أي مدرسة أنت تتربي؟!

علاج الغضـبُ

+ كمال الإتضاح هو احتمال الوقائع الكاذبة بفرح.

 إن كنت متضعا بالحقيقة فإن ظللت لا تضطرب بل اقبل كلمات الظلم كأنها حق ولا تصرف الاهتمام إلى إقناع الناس بأنك اتهمت ظلما بل اسأل وأطلب المغفرة.  

+ إذا قيل فيك درئنا وتعب ضميرك وتألم فهمها قدمت من صلاة ودموع لا ينعتق ضميرك من التحرك بالغضب إلى أن تعتقد تماما أنك أنت المخطئ والمسيء سواء أخطأت أو لم تخطيء!

عَــدم الحسَـد

6-  الحسد شرارة الشرور:-

+ الذي يصدق أن من الشرارة الصغيرة تشتعل النار فليحذر لئلا يجمع داخله نار الحسد…………… لأنها حيث تجد مادة تلهب وتفسد أفراح أرض نقليه ودخانها يعمي أعين كثيرين.  

عَــدم الإدَانة

+ سؤال :- ما هي العلاقة التي تدل الإنسان على أنه قد بلغ طهارة القلب؟

الإجابة متي رأي الناس جميعهم جياد ولم يظهرله ولا واحد أنه دنس أو غير طاهر حينئذ يكون قلبه طاهر أو كيف يصبح قول القائل بأن العين النقية لا تنظر أموراً ردئية.

+ يخاف الإنسان من الدينوية ويحسب كا إنسان أخير منه وإذا نظر الناس سواء كانوا زناة أو ظالمين نعتبرهم أفضل منه من ضميره الخفي بالحق وليس بالكلام الظاهر ويتقدم إلى هؤلاء ويسجد قدامهم ويتضرع قائلا صلوا عني فإني خاطيء وأذنبت قدام الله كثيراً ولم أوف عني ذنب واحد وبقلب طاهر من كل شيء ينظر كل شيء أنه حسن إذ يكون بضمير الله يفكر وينظر.

+ عوض الأفكار الكثيرة التي تتجاذب في النفس يمتلئ الإنسان بالافهام الروحية ويبتهج الضمير بالتأمل بعظمة الكبيعة الإلهية وبالهذيذ بالثالوث الأقدس وتذكاردائم بعشق المسيح ونور مجده الإلهي ويخاف الإنسان من الدنيوية ويحسب كل إنسان أخير منه وإذا نظر الناس سواء كانوا زناة أو ظالمين يعتبرهم أفضل منه من ضميره الخفي بالحق وليس بالكلام الظاهر ويتقدم على هؤلاء ويسجد قدامهم ويتضرع قائلا صلوا عني فإني خاطيء وأذنبت قدام الله كثيراً ولم أوف عن ذنب واحد وبقلب طاهر من كل شيء ينظر كل شيء أنه حسن إذ يكون نظير الله يفكر وينظر.

+ ويصير رحوما بالحق حتى إنه لا يعرف أن يفرق بين المستحق وغير المستحق.

+ حينما تمتلئ النفس من ثمار الروح تتقوي تماما من الضيق……….. وتفتح في قلبها باب الحب لسائر الناس تطرد كل فكر يوسوس لها بان هذا صالح وذاك شرير هذا بار وذاك خاطيء ترتب حواسها الداخلية وتصالحها مع القلب والضمير لئلا يتحرك واحد منها بالغضب أو بالغيرة على واحد من أفراد الخليفة……..

 أما النفس العاقرة الخالية من ثمار الروح فهي لابسة الحقد على الدوام والغيظ والضيق والكآبة والضجر والاضطراب وتدين على الدوام قربيها بجيد وردئ.

+ ما هي العلامة التي تدل على أن الإنسان قد وصل إلىنقاوة القلب؟ حينما يري كل الناس في نور جميل دون أن يتراءي له أي إنسان أنه دنس أو نجس مثل هذا الإنسان يكون قد وصل إلى النقاوة وهذا يحققه كلمة الرسولي حتى تفتكروا فكراً واحداً بنفس واحدة مفتكرين شيئا واحدا لا شيئا يتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم وقول بطرس الرسولي. و أما أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما انه دنس أو نجس (أع  10 :  28)

فما هي النقاوة إذن؟

+ النقاوة هي تجاهل كل أنواع المعرفة التي ليست في الأصل من طبيعة لنفس النقية بل أوجدتها طبيعة العالم وكلمته الغاشة أما حدها فإننا نتحرر من هذه المعرفة الغريبة عن الطبع الروحاني إلى درجة فصل فيها إلى البساطة الأولي وكمال الطبيعة التي للطفل.

خطورة الإدَانة

+ احذر من أن تكون جالساً وتفكر في إدانة أخيك فهذا يستأصل جميع أعمال الفضيلة ولو تكون قد ارتفعت إلى حد الكمال.

+ الإنسان الذي يطلق لسانه على الناس بكل جيد ورديء لن يؤهل للنعمة من الله.

7- تفقدنا السلام الداخلي:-

+ ليس من ألم يهدم بسهولة بنيان فرح الفضائل الرئيسية التي للسلام مثلما تكون جالساً وتفكر في أخيك لكي تعرف إن كان تدبيره حسنا أم لا.

عَــدم النميمـَـة

+إن كنت لا تقدر أن تسد فم المتكلم عن إنسان بالشر فلا أقل من أذن تحفظ فمك من مشاركه في هذا الأمر.

الصداقــــــة

عدم مصادفة الأشرار

 هل تصادق الأشرار؟ سؤال قد يقف أمامه الإنسان حائرا فيجب البعض بضرورة مصادقتهم لتكون لنا صورة المسيح محب الخطاة والعشارين فنحن كأولاد الله كيف نعلن للأشرار طريق الرب ما لم نكون صداقة معهم لكن ما أكثر الذين فتروا في محبتهم الرب واعوج طريقهم بسبب صداقتهم للأشرار‍‍‍‍‍‍‍!!‍‍‍‍‍‍    

ويجيب طرف أخر مناقض للطرف السابق بضرورة تجنب الأشرار فيعشون في عزلة عنهم وهذا يخالف صورة المسيح الجميلة الذي أحب الكل لأجل خلاصهم.

والإجابة على هذا السؤال نقول بأن هناك فارق بين الصداقة والزمالة فأنا كمسيحي ينبغي أن أحب الكل وأزامل الكل لكن عند اختيار الصديق ينبغي أن تكون له شركة مع الرب فالزمالة تقتضي مجرد رباطات بسيطة وعلاقات هينة لكن الصداقة التي فيها يقضي الإنسان نسبة كبيرة من وقته ينبغي أن تكون  في الرب.

بمعني أخر المسيحي ليس إنسان منعزل عن المجتمع بل إيجابي خادم للجميع ومحب للكل لكن لا يجازي أولاد العالم في شرهم أي لا يكون الحب على حساب خلاص نفسه لهذا طالبنا الكتاب المقدس بضرورة الاهتمام باختيار الأصدقاء فقال طوبي للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس (مز1)

لا تضلوا فان المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة (1كو  10 :  33)

ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمر العجين كله. إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير (1كو  5 :  7:6)

+ المجالسة مع الذين ليسوا حكماء تفتت القلب ومحادثة الفضلاء ينبوع عذب.

+ لا تتناول مع المسترخين و إلا صيرت نفسك في الدرجة السفلي بل لتكن مناجاتك مع محي الخير ليكون سكناك معهم في الأعالي لذلك ليكن مقامك بشجاعة في المواضع التي فيها المعرفة العليا اذهب إلى بلد الضوء ولا تتنازل عند الخطاة.  

(أقوال القديس أشعياء ” المذكور في بستان الرهبان” )  

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

أولا:- الأمانة في الوكالة.

+ لم ندخل العالم بشيء و واضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء (1تي  6 :  7) يشهد الرسول بولس بل والعالم كله بهذا أننا لن نستطيع أن نمتاك شيئا فنحن لسنا إلا وكلاء  على وزنات سلمنا الله إياها فالصدقة تعلن عن أمانتنا في هذه الوكالة فيها نشهد بعدم اغتصابنا لما هو لسيدنا الموكل وبذلك يمكن لنا أن نسمع كنت امنيا على القليل فأقيمك على الكثير.

فإن كان الرب قد وهبك بركات روحية وجسدية أعطاك مواهب من إيمان أو صنع معجزات أو وعظ أو ذكاء أو رسم أولاد وأصدقاء أموال وعطايا مادية فأنت مسئول عن إضرام كل هذا المواهب والعطايا المجانية لئلا يأخذها منك وتحرم من واهب العطية ذاته أما إن تصدقت أي قدمت هذه المواهب لله فقد عدت إليه ما هو له لأن لك كل ما في السماء والأرض ولكن من أنا ومن هو شعبي حتى نستطيع أن ننتدب هكذا لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك (أي 11:29-14) فعندئذ لن تحرم من الجزاء بل يعطيك السماء ميراثا.

‍فالصدقة في مفهومها الحقيقي لا تعني مجرد دفع مبلغ معين من المال للكنيسة أو المحتاجين بل يطالبك يسوع بكل ما أعطاك فهروبك من خدمة مدارس التربية الكنيسة أو الترجمة لكتب الآباء أو عدم تشجيع أولادك لتكريس حياتهم للرب في أي صورة من صور التكريس (رهبته خدمة…………) هذا كله يعني بخلا وطمعاَ يعني حرمانا ليسوع مما له ويكون موقفا كأولئك الكرامين الذين لما أرسل لهم صاحب الكرم عبداَ ليأخذ منهم من ثمر الكرم وأخذوه وجلدوه وأرسلوه فارغا (مر12)  

+ إن كان (الذي جاءك) مسكينا فلا تصرفه من عندك فارغاَ بل أعطه من البركة التي أعطاك الله إياها واعلم أن كل شيء لك ليس ملكاً فأعطه من اجل الرب.

حَـول خـدمُة المسَــاكيـُن

+ إن سألك أخ أن تعيره إناءك فأعطه إياه رغم احتياجك إليه وعدم وجود غير لديك وإياك أن تجلس بعد ذلك متضايقا مرتبكا فخير لك أن يهلك أحد أعضائك من أن يذهب جسدك كله إلى جهنم.  

 الصدقة ومطالبة المدين بوفاء الدين.

 المتصدق ينشغل بيسوع فيطلب يسوع في قلب المدين الذي افترض منه لذلك قال رب المجد من افترض منك لا ترده (مت6) فيطلب خلاص نفس المدين لا الدين فإن وجد المدين ميسراَ يستطيع الوفاء بالدين يطالبه بالدين لا حبا في الدين لكن مانعاَ إياه من الطمع المهلك للنفس.

+ إن أقرضت مسكينا شيئا وعرفت أنه ليس له ما يوفيك به فلا تحزنه ولا تضيق عليه في شيء مما أعطيته سواء أكان ثيابا أم وزنات أم غير ذلك.

+ اعمل لكيما تعطي المساكين من عرق جبينك لأن البطالة موت وهلاك.

علامات حـّبـنا للأقرباء

أضرار الغضــُب

8- يشغلنا عن هدفنا: الإنسان المسيحي يري دائما أمامه أورشليم السمائية فأفكاره وحياته كلها مشغولة بيسوع وملكوته وهو ينظر إلى الحياة الزمنية كقنطرة يعبر بواسطتها إلى المدينة المنيرة لذلك لا يقبل مهما كلفة الأمر أن يحول نظره عن هذا الهدف.

+ أما عدو كل خير فيخلق النزاعات حتى يشغل المؤمنين بمطالبهم بما يدعونه بحقوقهم والانتقام لأنفسهم ضد من أغضبهم فتنشغل قلوبهم بما هو غير يسوع فالمؤمن الذي يعلم مكائد إبلي وحروبه الخفية يحول خده الآخر لمن لطمه حتى لا تنشغل بالمحاكمات والنقاش والجدل الفارغ وهذا ما لأوصي به الرسول تلميذه الأسقف ثيموثاوس فكر بهذه الأمور مناشدا قدام الرب أن لا يتماحكوا بالكلام المر غير النافع لشيء لهدم السامين وعبد الرب لا يحب أن يخاصم (2تي14:2-14) ويقول الحكيم مجد الرب أن يبتعد عن الخصام وكل أحمق ينازع (أم3:20)

+ سؤال إن ارتاب في أخ أتؤثر أن اسجد له سجدة ؟

الإجابة أسجد له سجدة واقطع ذاتك منه فإن أنبا أرسانيوس قال أحب الكل وأنت بعيد عن الكل.

علاج الغضــبُ

9- حارب المرض لا المريض:- لو أصيب عضو بسبب عضو أخر في جسدنا هل يهتم العضو المصاب كيف ينتقم من العضو الذي أصابه أم يعمل معه ليعالج ضعفه؟! فإننا لم نسمع عن إنسان انه قطع يديه لأنه شد شعره أثناء الحزن ولا كسر أسنانه لأنه عض لسانه أثناء المضغ هكذا لا يليق بالإنسان أن يفكر في الانتقام من أخيه الضعيف الذي سبه وشتمه بل في محبة يطيل أناته عليه مصلياُ لأجله لكي يشفي الرب جراحاته.

+ إذا تذكرت أن إنساناَ أساء إليك وأحزنك فقم للحال وصل من أجله من كل قلبك أن يغفر الله له وبذلك تنطفئ عنك محبة مكافأة الشر بالشر.

+ إن شتمك إنسان فلا تجبه حتى يسكت وفتش نفسك بخوف الله فانك ستجد أن ما سمعته كائن فيك وأن العالة هي منك فاصنع له مطانيه مثل إنسان يعرف بالحقيقة انه هو الذي أخطأ.

خطورة الإدَانة

+ إذا انشغلت عن خطاياك سقطت في خطايا أخيك.

عَــدم النميمـَـة

+ إن أتاك (أخ) حاملا إليك كلاما ليست فيه منفعة فقل له اغفر لي يا أخي فأني ضعيف ولا أقوي على سماع هذا الكلام.

+ إن سمعت أخا يدين أخر فلا تستح منه أو توافقه لئلا يغضب الله بل قل باتضاع اغفر لي يا أخي فأني إنسان شقي وهذه الأمور التي تذكرها أنا منغمس فيها ولست احتمل ذكرها.

(أقوال القديس أغاثون الرسولي)

أضرار الغضــُب  

+ ولو أن الغضوب أقام أمواتا فليس هو بمقبول عند الله ولن يقبل إليه أحد من الناس.

الصداقــــــة

+ إن كان أحد يحبني وأنا أحبه للغاية وعملت أنه قد لحقني نقص بسبب محبته فأني أقطعه مني وأنقطع عنه بالكلية.

(أقوال القديس اغريغوريوس أسقف نيصص)

الغضــُب المقدس

+ لو بترنا طبيعتنا من هذه العواطف كيف نستطيع الحصول على المباهج السمائية؟! فلو نزعت عنا المحبة كيف يمكنا الإتحاد مع الله؟! وأن تبدد الغضب كيف نحارب العدو؟! لهذا يترك الله صاحب الحقل تلك البذار المشوشة في داخلنا لا للتغلب على البذار الجيدة بل يترك للتربة أن تذبل الأولي وتنمي الثانية حتى تزهر وتثمر.

+ ينبغي أن يكون السخط والغضب والكراهية مثل كلاب الحراسة التي لا تنهض إلا لمهاجمة الخطايا( أي تغضب على أنفسنا بسبب الخطية لا على الآخرين) فينبغي عليها أن نقوم بعملها الطبيعي ضد اللص والعدو اللذين يزحفان ليسرقا ويمزقا ويخربا.

(أقول القديس اغريغوريوس اليثؤلوغوس [النزينزي] )

خصـَــائصُ الحـُب  

+ الله محبة وينبوع كل حب لذلك يقول يوحنا العظيم إن المحبة من الله. الله محبة (1يو7:4-8) لذلك جعل الخالق المحبة من سماتنا قائلا بهذا يعرف الجميع إنكم تلاميذي أن كان لكم حب بعض لبعض (يو 13:  35) فإن لم توجد فينا المحبة نكون قد غيرنا الخاتم الذي به نتشكل بشكل الله.

10- العطية ذاتها تعلن عجزها:- يعطي الرب لنا عطايا كثيرة وهي بذاتها تكشف لن حقيقتها أنها أرضية لا تشبع النفس صورة الله لكن ما أكثر ما يخدع الإنسان نفسه فبدلا من طلب اله يطلب عطايا ثانية وثالثة ورابعة إلى أخر نسمة من حياته لا يكف عن الطلب لعمل نفسه تشبع لكن هيهات إن شعبها في الله الأصل.

+ قال ابن سيراخ(29:24) من أكلني عاد إلى جائعا ومن شربني ازداد بي عطشاً.

يوجد فارق بين خيرات الجسد ولذاته وخيرات الروح ولذاتها فالأولي إن لم نكن حاصلين عليها تزداد رغبتنا إليها وشهوتنا نحوها أما إذا نلناها فحينئذ نستخف بها مثال ذلك أننا نري في العالم كل إنسان يشتهي رتباً معينة هذا في المحكمة وذاك في الجندية وهذا في الكنيسة أما إذا نال مطلبه وحصل على بغيته يبتدئ يزدري بها ويتجه نحو شيء أخر فإذا ما نال الشيء الآخر ضجر منه أيضاً تراه دائما يتوق إلى شيء جديد ولا يقنع بشيء.

وأما الأمور الروحية فهي على خلاف هذا لنه متي كنا خالين منها تكرهما منقبضين ومتي امتلكناها حينئذ نعرف قيمتها أفضل معرفة ونعتبرها اعتباراَ عظيما وبمقدار ممارستنا لها تزداد رغبتنا في طلبها.

والسبب في هذا الاختلاف أن التمتع بالخيرات الوقتية واللذات الزمنية يكشف لنا عن بطلانها ونقصها وبالنتيجة لن يوجد في العالم شيء كاف لإشباعنا وهذا ما قاله سيد الكل للمرأة السامرية كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا (يو13:4) لأن ماء اللذات الأرضية لا يستطيع أن يطفئ ظمأ إنسان قد خلق لأجل السماء وأما الخيرات واللذات الروحية فلا نحبها بالأكثر ولا نشاق إليها أكثر إلا حين نمتلكها وبمقدار ما يكون تمتعنا بها أكمل نزداد إليها عطشا.

+ إنه ليس بعجيب ألا يرغب في الأمور الروحية من لم يختبرها ولا ابتدأ أن يتذوقها لنه من يشتهي شيئا يجهله ؟! لهذا يقول بطرس الرسول أن كنتم قد ذقتم أن الرب حلو (1بط  2 :  3) وقال الملك والنبي ذوقوا و انظروا ما أطيب الرب(مز  34 :  8)  لأنه إذا ما ابتدأنا نذوق الله والأمور الروحية جيداً فحينئذ نجد هناك عذوبة هذا عظم مقدارها حتى انه لا يمكننا أن نشبع منها أبدآ.

11- العمل الخارجي يؤثر على ما بالقلب:- الأعمال الخارجية بلا شك تؤثر على بالداخل فلا أذهب إلى حانات الخور كل يوم وامتنع عن الصلاة وأقول إن هذا لا يؤثر على محبي لله وقد جاء في تاريخ الكنيسة أن احد الآباء رأي راهبا شاباَ دخل مكان الخمور بالإسكندرية فخزن الشيخ وانتظره خارجاً حتى إذا خرج قال له ألا تفكر يا أخي أنك شاب وإشراك العدو كثيرة ألا تفكر في الخطر الذي يصيب الراهب إذا طاف شوارع المدن بسبب ما ينطبع في عقله من التصورات الخطيرة الآتية غليه عن طريق السمع والنظر وأعجباه كيف تتجرأ على دخول الحانات حيث فيها الكثير من الرجال والناس فتلتزم بالنظر وبالسمع إلى أمور سمجة ناشدتك بالله يا بني ألا تفعل هذا بعد ذلك بل اهرب إلى البراري حتى تنجو من كل المخاطر.

فأجابه الشاب قائلاً امض يا أبي في حال سبيلك واعلم أن الكمال لا يتوقف على هذه الأشياء الخارجية بل على نقاوة القلب ومحبة الله في القلب فرفع الأب يداه إلى السماء وقال تبارك الله ربنا هوذا لي خمسون سنه في بربة الصعيد بالانفراد والتحفظ الكلي ولم أحصل بعد على نقاوة القلب وهوذا يريد أن يكتسبها وهو يطوف الحانات.

12- الأعمال الخارجية تكشف الداخل:الأعمال الخارجية قد تخدع الناس عن حقيقة الباطن لكن كثيراَ ما تكشف أعمال الإنسان ما في قلبه وقد عرف اغريغوريوس النزينزي يوليانس الكافر من تصرفاته وأعماله الخارجية إذ قال.

+ إن أناساً كثيرين ما عرفوا طبع يوليانس الرديء إلا عندما اظهر خصاله بأفعاله وتصرفاته الظالمة بالسلطة المطلقة إلا أنني أقول بأنني عرفته قبلا من حين رأيته وعاشرته في مدينة أثينا وذلك لأنني لم أجد فيه إشارة واحدة تدل على خصلة حميدة إذ كان يرفع عنقه منتصباَ (متشامخاَ) وكانت أكتافه تموج دائماً وعيناه هنا وهنا وانفه متفتح متشامخ ولسانه يلهج بالهزء والهجو والمجون يقهقه ضاحكا فوق الحد يتعهد بشيء وينكث بعهده سريعاَ في ساعته خطابه بلا نظام ولا أساس أسئلته وإجاباته بلا ترتيب ولما لي أعدد أحواله الخارجية بالتفصيل فإنني أكرر قولي السابق أنني عرفته واطلعت على طيعة من مظهره وأعماله الأخيرة لم تزيدنى معرفة عنه سوي إني تأكدت مما كنت اظنه فيه سابقاَ ولو كان الذين معي في أثينا حاضرين هنا معي لشهدوا أنني بعد ما تفرست بمظهره قلت لهم آه ما أعظم إثم هذا التنين الذي تربيه الدولة الرومانية قلت هذا وتمنيت أن أكون كاذبا في قولي وليتني كنت كاذبا حتى تنجو الأرض من الشرور التي أصابتها من قبله.    

+ إن الذين يسيرون في سبل افضيلة يشبهون إنسانا موجوداَ في وسط نهر سريع الجريان فإنه إذا رام يقف  قليلا في الوسط ولا يجتهد دائما مقاوماَ الماء يوشك ان يسحب بالماء قهراّ وهكذا الطريق التي يلزمنا السلوك فيها يضاد جريان ميل طبيعتنا الفاسدة بالخطية فإذا غفل السالك فيها ولم يجاهد على السيرإلى الأمام فإنه بلا شك سيسحبه جريان شهواته وقد قال المخلص ملكوت السموات يغتصب والغاصبون يختطفونه.

+ كان ان المسافرين يسيرون بنشاط لا ينظرون إلى مقدار ما تجاوزه من الطريق بل يتأملون فيما يبقي عليهم من مسافات ولا يفتكرون في شيء أخر إلى أن يبلغوا المكان المطلوب هكذا نحن المسافرون في هذا العالم وزالطالبون الوصول على وطنا الذي هو ملكوت السموات فإنه ينبغي علينا ألا نتظر إلى المرحلة التي قطعناها بل نفكر في المرحلة الباقية لكي نبلغها.

إن من كان مسافراَ فإنه لو قطع كبيرة لا يفيده ذلك شيئا إذا لم يسر إلى النهاية ولا ينال غلإكليل إلا في انتهاء الميدان فمن ثم يكوون سعيك الجيد في ابتدائه باطلا إن فشلت بسبب التعب في نصف الطريق لهذا قال الرسول هكذا اركضوا لكي تنالوا(1كو24:9)

13- المسيح أعلن حبه لنا عمليأ.

+ المحبة هي إظهار العمل فزيادة تضحيتنا وتعبنا في العمل يدل على زيادة المحبة ولذا لما أردا التلميذ الحبيب أن يوضح لنا إفراط محبة الله نحو البشر قال هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد (يو  3 :  16)والسيد المسيح عينه حينما تكلم عن محبته لأبيه قال ليعلم العالم أني أحب الأب وكما أوصاني الأب هكذا أفعل. قوموا ننطلق من ههنا (يو  14: 31) فإلى أين كان ماضياَ؟! غنه كان ماضياَ ليتألم ويقبل الموت على الصليب وبيتفيذ هذه الوصية الصعبة أظهر للعالم انه حقا يحب أباه فالمحبة إذا توضح وتعرف من العكمال فظهور محبة أعظم يكون بمقدار صعوبة الأعمال.

حبــّـنا للخروفُ الضـّال

+ فليعلم أن من ود خاطئا عن ضلال طريقه يخلص نفسا من الموت ويستر كثيرة من الخطايا(يو20:5)

إن كان الذي يخلص أحدا من الموت الجسداني مع أنه لم يجده الموت البوم يموت غداَ يستحق مكافآة عظيمة فأي مكافآة يستحقها من يخلص نفساَ من الموت اظلبدي وبسبب لها حياة مجد أبدي لا تخسره أبدآ.

بقدوتنا لهم

+ تأخذنا الغيرة على هذه النفوس فنتحدث عن يسوع في البيت أو الكلية أو مكان العمل أو مدارس الأحد ولكن سرعان ما نعثر المخدومين فبغيرتنا البشرية وحماسنا الوقتي نفعل ما صنعته الدبة التي أحبت صاحبها فألقته بحجر على رأسة وهو نائم لتقتل الذبابة………………..

فإنه أردت أن تخدم تمثل بالسامرية التي التقت بيسوع أولا وعندئذ خرجت تخدم وكزكا العشار الذي أحب يسوع أولا وعندئذ صنع وليمة للخطاة العشارين فالخدمة ليست وعظا ولا صنع معجزات بل تلمذة فما لم تتلمذ على يد يسوع ويعمل هو فيك لا تستطيع ان تتلمذ آخرين ليسوع.

فالتلاميذ ما كسبوا االعالم ليسوع بفلسفتهم لأن كثيرين منهم عاميون ولا بقوة شخصياتهم ولا بصنعهم المعجزات لأن موسي صنع المعجزات فتقسي قلب فرعون ويسوع صنع بقواته الشخصية معجزات هذا عددها فاتهمه الفريسيون والكتبة أنه إنسان خاطيء ناقض السبت بعلزبول رئيس الشياطين.

عن الذي هز العالم كله هو سيرة هؤلاء الأبطال عمل يسوع في حياتهم غنها معجزة المعجزات ان تتحول القلوب الضعيفة الشريرة لتصير هيكلا مقدساَ له بذلك يتم قوله أنتم نور العاتلم انتم ملح الأرض يروا أعماكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السموات.

+ عن الذي يعظ بالكلام لا بالأعمال يقدم النفوس نحو الخلاص باليد الواحدة ويؤخرهم باليد الآخري بواحدة بيني وبالأخري يهدم فهؤلاء هم الكتبة والفريسيون الذي وبخهم السيد بقوله الويل لمن يقول ولا يعمل لأن مثل هؤلاء لا يحركون قلوب الخطاة ولا يأتون في تعاليمهم بالثمار.

حبــّــناِ للأقــــــُـرَباء

+ المسيحي يلزمه ان يطهر هذه المحبة الصادرة عن اللجم والدم وينقيها في المحبة الإلهية وينزع عنها كل الأدران الأرضية (أي يهتم بخلاص أقربائه)

أضرار الغضــُب

+ إن كنت غير مذنب عند الله فلا تغفر للمذنبين إليك وإن كنت تعلم أنك كنت تعلم أنك مذنب فسلف الرحمة وقدمها قدامك فإن الله يضاعف الرحمة للرحومين..

علاج الغضــبُ

لا تذم نفسك فقط بل اقبل ذم الآخرين لك:- كثيرين يرددون على أفواهم أخطات خطيتي ثقيلة أنا أول الخطاة وهم يخفون في قلبهم كبرياء في صورة إتضاع وتظهر حقيقتهم عندما يوجه إليهم الآخرون نفس هذه الكلمات إذ قد تظهر عليهم علامات الثورة والتذمر.

+ قد أخطأت و عوجت المستقيم و لم أجاز عليه (أي  33 :  27)

كثيرين يقولون مثل هذا القول فيذمون ذواتهم بالفم وأما إذا ذمهم احد على هذا النحو أو بنوع أخف مما ذموا به أنفسهم فنراهم لا يحتلمون………..

انهم لو كانوا متضعين حقاَ لما كانوا يستطيعون مذمه غيرهم حينما ينصحونهم او يوبخونهم…….

(أقوال القديس اغريغوريوس رئيس متوحدي قبرص)

خصـَــائصُ الحـُب

+ لنتعلم أن نصنع الصلاح (المحبة) نحو بعضنا نحو بعضنا البعض فإذا فعلنا ذلك نصي متشبهين بالله ونسمي صالحين.

+ حفظ وصايا الله المقدسة يلد لنا التشبه بالله حسب الاستطاعة لا لكي نكون ازلين بل رحومين ومحبين لله كقوله كونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم (لو  6 :  36)

 (أقوال القديس أفراطس [عن بستان الرهبان] )

علامات حبــّــنا للأقرباء

أضرار الغضـبُ

+ يليق بالمتقدمين إلى الله أن ينظروا إليه وحده ويلتجئوا إليه بتورع هكذا حتى لا يعيروا الشتيمة التفانا حتى ولو كانوا مظلومين ربوات من المرات.  

الحــــــُب الأخوي

مفــُهوم الحــــُب

(أقوال القديس مار إفرام السرياني)

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

العطـَـاء وَالرّهبنة

+ إن أحد الإخوة قال طلبت من الله أن يعطيني عملا بدلا من النعمة لكي أعول جميع المنكوبين لأني بذلك أفرح.

علامات حـّبـنا للأقرباء

أضرار الغضـبُ

الغضب في درجاته الثلاث من انفعال وغضب وحقد يعتبر أخطر عدو يهاجم حبنا إخوتنا بل حبنا لله ولعل من أهم أضراره:-

1- يفقدنا المحبة والتشبه بالله.                                2- يظلم عيوننا الداخلية.

3- ينزع سلامنا وهدوءنا.                                4- يمنع إشراق شمس البر علينا.

5- يفسد الصلاة ويحرمنا الغفران.                             6- يشغلنا عن هدفنا.

7- يفسد رسالتنا.                                             8- يؤدي إلى الحقد.

9- يفقدنا كل فضيلة.                                10- التخلص منه يرعب الشياطين.

11- يؤدي إلى التجديف.

1- يفقدنا المحبة والتشبه بالله. 

+ من كان غضوبا فهو خلو من طول الأناة والمحبة يقلق سريعا من الأقوال التافهة ويثير الخصام لأمر يسير حقير وحيثما لا يكون له مكان يطرح نفسه فمن لا ينوح على مثل هذا؟!! فهو مرذول عند الله والناس.

+ مغبوط لعمري ذلك الرجل المقتني طول الأناة فمثل هذا مدحه الكتاب المقدس قائلا الرجل الطويل الأناة جزيل التعقل فليس شيء أعظم من هذا لن الطويل الروح في السرور كل آن في فرح في غبطة لنه قد ألقي اتكاله على الرب ووضع فيه رجاءه.

الطويل الأناة يفرح بالأحزان ويثابر في كل عمل صالح وبتودد إلى من يحسده وفي كل آن يشفي نفسه بطول الأناة.

وأما من ليس بطويل الروح فهو خلو من الصبر يسقط سريعا وبسهوله يأخذ بالخصومات والشر محتدماَ أقواله وأفعاله قلقة مضطربة كأنها ورقة تحركها الرياح لا يثبت في كلامه ويميل غضوبا عن هذا إلى ذاك فمن يا تري يكون أشقي منه؟!

+ طوبي لمن لا يغتاظ بسهولة ولا يسرع إلى الغضب فهو في السلامة كل حين ومن طرد عنه روح الغضب والسخط فهو بعيد عن الحرب والاضطراب هادئ الروح كل حين مسرور القلب مبتسم الثغر.

+ إن الغضوب والسريع السخط لطفيف الأمور سيسمع ما قاله الأناة المختار إن الغضب ينافي عدل الله فمن ظفرت به هذه الآلام فهو تعيس منكود الحظ لأن الغضوب يود لو انه يقتل نفسه ويملكها ويتصرف دائما بالقلق والاضطراب بعيد عن الهدوء غريب عن السلام عديم الصحة لأن جسمه يذوب كل آن وآخر ونفسه حزينة وهيئته كئيبة وقضارة محياه ذابلة وعقله مختبل سقيم وأفكاره تنبع كفائض الأنهر وهو عقوت من الكل.

+ من لا تأخذ منه الحدة يصير مسكناَ الروح القدس ويستطيع أن يكون وديعاَ وصبوراَ ومتواضعاَ….

+ شقي ومنكود الحظ من لم يكن صبوراَ ل غير الصبورين يتوعدهم الكتاب الإلهي بالويل لأن من لا صبر له يشبه ريشة تتلاعب بها أيدي الرياح فمثل هذا لا يحتمل شيئا بل تراه صغير النفس في العموم سريع السقوط في الخصومات متذمراَ على الرب لا يطيع يعجز عن الصلوات واهي القوي في السهر ضعيفاَ في الأصوام رديء الفعل من جهة الأعمال لا يغلب في الخبث قوي الفساد شجاعاَ في ضرب الكلام ضعيف القوة في الصمت فمن لا صبر له يتكبد خسائر كثيرة ولا يعرف كيف يعمل فضيلة.

خطورة الإدَانة

+ إن أبصرت إنسانا قد أخطأ وشاهدته في الغد فلا تنظر إليه كخاطئ فإنك لا تعرف إن كان في فترة غيابك عنه قد عمل شيئا صالحا بعد السقطة وتضرع إلى الرب بزفرات وعبرات مرة مستعطفاَ إياه!!

الصداقــــــة

+ إن كانت لك صداقة مع أحد الإخوة وانتابك مضرة بسبب مخالطتك إياه فأسرع واقطع نفسك منه ولست أقول لك هكذا أيها الحبيب لتبغض الناس كلا وغنما لتقطع أسباب الرذيلة.

+ إن المعاشرات والإتحادات الخاصة تضر النفس ضرراَ عظيما لهذا يجب علينا أن نهرب منها باحتراس ونتوطد على هذا الأساس وهو انه لا يجوز في الرهبنة أن يكون لحد صديق خاص يتحد معه في صداقة يمكن أن يتألم من قبلها بقية الإخوة.

(أقوال القديس اكليمنضس[المذكور في رسائل بولس الرسول])

علامات حـّبـنا للأقرباء

تكـُـريم كل عضـُـو

الكنيسة تحتاج إلى كل عضو.

+ الكل غير كاملين لا قواد الألف ولا قواد المئة ولا قواد الخمسين ولا ما يشبههم بل كل في رتبته يقوم بأداء المهمة الملقاة عليه من (الملك) أو القادة فبدون الصغير في الرتبة ما وجد العظيم وبدون العظيم لا يوجد الصغير إنه يوجد نوع من الخلطة .في كل شيء وبذلك توجد فوائد مشتركة.

لنأخذ جسدنا كمثال: الرأس بدون الرجلين ليس بشيء كذلك الرجلان بدون الرأس فكل الأعضاء حتى أصغرها وأحقوها ضرورية ومفيدة للجسم فالكل يعمل معاَ في انسجام وتحت ضابط واحد لأجل المحافظة على الجسد كله.

إذاَ لنحافظ على سلامة الجسد في المسيح يسوع خاضعين بعضنا لبعض كل بحسب الموهبة التي نالها من الله فالقوي لا يحتقر الضعيف والضعيف يكرم القوي والغني يشبع احتياجات الفقير والفقير يشكر الله الذي وهبه إنساناَ يشبع احتياجاته………..  

(أقوال القديس اكليمنضس الروماني )

حبّـــنا للعَروسُ

جَماعَة المؤمنين

وحدثنا في جسد المسيح وحدة في حبه.

+ لماذا توجد بينكم المشاحنات والانشقاقات والخصومات والتناحرات؟

أليس لنا رب واحد ومسيح  واحد؟ أليس روح واحد يفيض علينا بنعمته؟ ألسنا جميعاَ مدعوون للدعوة عينها في المسيح يسوع؟ فلماذا نمزق وانقطع أعضاء المسيح ونضمر العداء لهذا الجسد ونصل إلى هذه الدرجة من الجنون حتى نسيتا إننا أعضاء بعضنا لبعض؟……..

انشقاقكم أضل كثيرين وأخمد نشاطهم وأثار الشك في قلوب الكثيرين. وأحزننا جميعاَ.

(أقوال القديس اكليمنضس الأسكندري )

حبــّـنا للخروفُ الضـّال

حـــَــول الخدمـَـــة

لا تحتج بخوفك على قامتك الروحية.

حبي لقربي يستدعيني الحرص على علاقتي بيسوع فلا أهمل في الصلاة والتأمل بحجة الخدمة وحبي ليسوع يستدعيني أن أحب الآخرين فعبثا يحتج البعض بأنهم يخافون على نموهم الروحي بسبب الانشغال بخلاص الإخوة.

+ إنك بمقدار ما تستقي من البئر ماء يزيد ماؤها صفاء وعذوبة وإذا أهملته صار كدراَ دنساَ والسكين أيضا طالما تستعملها تزيد لمعانا وإذا تركتها علاها الصدأ ألا تري أن النار تزيد بمادة الحريق اضطراماَ وأجيجاَ وهذا نفسه نراه أيضا في تدرس العلوم فالمدرس يزداد عليه بتدريس غيره قس على هذا العلم الروحي الإلهي لاسيما ما يقوله الرسول لان كلمة الله حية و فعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين (عب4 : 14) فهي تؤثر من جهتين تؤثر على من يستخدمها ومن جهة أخري تؤثر على من تصل إليه أعني الفاعل والمفعول به لأن ما تقوله ألغيرك تحتاج إليه أنت أيضا ويشهد بذلك ضميرك الذي يؤنبك قائلا إنك لم تعمل ما تقوله لغيرك وقد كتب الويل لمن يقول ولا يعمل……….

(أقوال القديس الشيخ الروحاني [يوحنا سابا] )

مفــُهوم الحــــُب

+ اسكب يارب محبتك في قلوب عبيدك فتضطرم فيننا نار حبك حتى تلهينا عن أوجاع وآلام هذا الزمان.

التوبة تجدد ثوب الحب.

لكن يتسائل البعض إنني قد آمنت وختمتصدق إيماني بالعماد وصرت أبنا لله ومع ذلك لا أستطيع أن أحب فلماذا؟

لنرجع إلى سر المعمودية إذ يولد الإنسان ولادة روحية ينتقل من الأبوة البشرية إلى أبوة جدية يكون فيها الله أباه والكنيسة امه ولذا يلزم نقل المعتمد من البيت القديم إلى بيت أبيه الجديد وهذا هو عمل الإشبين الذي يربي المعتمد في أحضان الكنيسة التي في بيته فيهئ للمعتمد بيتاَ مسيحياَ حقيقياَ يعمل المسيح في الوالد والزالدة والإخوة والأخوات لهم الصلوات العائلية المشتركة فيهم روح الإنسحاق والاتضاع والحب بعيدين عن مؤثرات الإنسان العتيق الذي صلب.

اما وقد أهمل الإشبين عمله لم يعد المعتمد يدرك بيت أبيه رغم بناء البنوة لذلك لا يحتاج إلى غعادة المعمودية لأنه ابن فعلا بل يحتاج إلى تجديد ثوبها عن طريق التوبة الحقيقية التي دعيت بحق معمودية ثانية فإن عاد الإبن في انسحاق ودموع ليعمل يسوع فيه فسيجد أحضان أبيه مفتوحة وعندئذ يجد الحب أمراَ سهلا وبسيطاَ.

فهذا الكتاب إن كشف لك عن قليل من الوصايا الصعبة فلا تيأس ولاتخف لأن إمكانية تنفيذها قد نلتها بالعماد وينقصك أن تنسحق وتتضع امام الله حتى يتجدد ثوب المعمودية ثانية بالتوبة والأعتراف فنثبت في المسيح وهو فيك بالتناول من جسده ودمه الأقدسين اللذين سفكا لأجل محبته لك…………

+ من لا يتعجب من محبتك يا ربنا….. لتلدنا من بطن التوبة التي تلد على شبهك (أي محبين)

+ اظلم ذهني من كثرة المحن واظلم ضميري بالشر وليس قوة تقدر أن تغلي بدموع المحبة لكن أيها المسيح كنز كافة الخيرات أعطني توبة كاملة وقلبا منسحقا ليخرجك بالحب في طلبك.

+ أيتها الرحمة الفائضة ما أوفرك التي أعطيت لنا نحن الموتى بالخطايا رحم قدوس الذي هو التوبة يلد بنين……… بهيين متشبهين بأبيهم السماوي من سمجين دنسين متشبهين بمعبودهم الشيطان.

خصـَــائصُ الحـُب

بالحب نتمثل بالله.

كونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء. واسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضا و اسلم نفسه لأجلنا قربانا و ذبيحة لله رائحة طيبة (اف5 : 2:1)

+ إيه أيها الحب الإلهي…… رفعت النفس حتى أجلستها في نور خالقها وطهرتها حتى تشبهت بسيدها فاستأنست الوحوش بها وإذ رأت فيها صورة خالقها لم تكف عن أن تستنشق رائحته……..

وليس الوحوش وحدها التي خضعت لها بل والشياطين فزعت لما رأت النفس مستنيرة بالحب وولت لما رأت فيها صورة سلطان الله. 

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

بركات العطــَـاء

+ من يترحم على إنسان يصير باب الرب مفتوحاَ لطلباته في كل ساعة ذو الإفراز (التمييز) بكسرة خبز يشتري لنفسه الملكوت ومن يفرق ماله بغير إفراز فباطل عمله.

علامات حـّبـنا للأقرباء

أضرار الغضـبُ

+ الوديع ولو صنعوا به شراَ لا يتخلي عن المحبة لأنه من أجلها يتمهل ويصبر بصلاح فإن كان فعل المحبة هو طول الروح فهي غريبة عن الغضب لأن الغضب يقيم البغضة والرجز والمحبة تبطل الثلاثة (الغضب والبغضة والرجز) من أجل ذلك يقال عن المحبة أنها عظيمة لأنها تلجم الغضب مياه كثيرة لا تقدر أن تطفئ المحبة (نش7:8)

عَــدم الحسَـد

1- يعمي البصيرة.

 + الحاسد لا يري النور لنه يلوم المضيئين ويعيبهم بحسده.

تكـُـريم كل عضـُـو

+ إن كنت قد ولدت بالمسيح حقاَ فكل مولود من المسيح هو أخوك فإن أحببت نفسك أكثر من أخيك فهذه الزيادة ليست من المسيح!!

صنــــع السلام

طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.

صنع  السلام وحد الذي أعطي هذا الجزاء العظيم أن ندعي (أولاد الله) ولكن ما هو صنع السلام؟ هل هو مجرد مصالحة الإخوة وأفراد العائلة الواحدة أو الزملاء في العمل؟!

كثيرا ما نخطئ فهم (صنع السلام) فنحاول بغيرة بشرية أو بطرق بشرية أن نصنع سلاماَ فمثلا نذهب إلى الزوج لنصلحه مع عروسه فنجده يشكى كثيراَ حتى نحكم على عروسه بالخطأ وإذ نلتقي بالزوجة ونسمع لها نحكم على عريسها بالخطأ ونحاول أن نصلح وعبثا يصطلحان وإن اصطلحا فإلى حين مجاملة لمن يظن كصانع للسلام أو خشبة حديث الناس أو………. لكن هل تريد معرفة كيف تكون صانعا للسلام أو ابنا لله؟! تشبه به.

لقد كشف لنا يسوع السلام ذاته كيف صنع سلاماَ في صلاته الوداعية إذ تحدث عن ثلاث وحدات:-

(1) وحده أولي مثالية بين الأب والابن كما أنك أيها الأب في وأنا فيك. (يو21:18) وحدة في الجوهر و الذات فرغم استقلال الأب عن الابن لكنهها غير منفصلين قط لهما جوهر واحد لهوت واحد أمر لا يدركه إلا الله ومن أعطاهم أن يدركوه تعجز اللغات البشرية التعبير عن هذه الوحدة.

(2) وحدة بين البشر والله وهذه تعتمد على الأولي فلو لم يكن الأب والابن واحداَ ما قبلت ذبيحة الابن وما استطاع أن يوحدنا مع أبيه وما أمكنه أن يقوم بالمصالحة!! فباستحقاق دمه صار لنا الاتحاد مع الله وصرنا هيكل الله……. لكن ما أبعد هذه الوحدة عن وحدة الجوهر واللاهوت.

(3) الوحدة بين الأعضاء وبعضهم البعض…… أي صنع السلام بين بعضهم البعض وهذا ما كان يمكن أن يوجد بدون الوحدتين السابقتين كيف نصنع سلاماَ بين قلبين مضطربين؟! ليكونوا هم واحد فينا

( يو21:18)

لذلك هل تريد أن تتشبه بيسوع وتصنع سلاماَ بين المتخاصمين؟! قدم يسوع لكل منهم فيشعر كل طرف من الأطراف بالسلام وحبه للسلام…….. ويشعر بخطيته وعندئذ تجد في المثال السابق يقول الزوج أخطأت وهكذا متى حل يسوع السلام الحقيقي فيهما تصالحاَ.

+ من يصنع صلحاَ بين المتخاصمين يدعي ابن الله ومن يدس ويعكر ويوصل كلاماَ شريرا من شخص إلى أخر فهو رسول الشيطان وهذا تهلكه النار.

+ من يغير كلمات شريرة بصالحة ويزرع الصلح بين إخوته يربح حياة لنفسه.

الصداقـــــــة

+ الملتصق برجال الله يستغني بأسرار الله والملتصق بالجاهل والمتكبر يبتعد عن الله وأيضا يبغضه أحباؤه.

+ ليس شيء يبث في نفوسنا الطهارة مثل خلطة هؤلاء الأطهار الأنقياء القلوب فمثل هذا الصديق بيقظ النفس إلى الحياة ويذهب الأوجاع والأفكار السمجة أكثر من كل الفضائل فلا تتخذ لك صديقا أو مستشاراَ إلا من هذه العينة لئلا تجعل عطباَ لذاتك وتحيد عن طريق الله ليكن عظيما في قلبك ذلك الحب الذي يوحدك بالله لئلا يسبيك الحب الذي علته فاسدة.

صداقة القديسين النشطين تملؤك من أسرار الله……………

المائدة التي يتكئ عليها المؤمنون والعاملون والساهرون والنشطون والصائمون امض وخذ منها دواء الحياة واحي به موت نفسك فالحبيب متكئ بينهم عليها ويطهر مائدتهم.

+ افحصي يا نفسي ذاتك وانظري على أي موضع تنتقلين. إذا طردت من جسدك ومن هم الأبناء رفقاءك الذين تسيرون معهم لميراثهم؟ إن كانوا ملائكة نور فكيف لم يضيئوا عليك بشعاع حسنهم بمجيئهم عندك؟! ويفحون بالخلطة معهم قبل الافتراق؟! وأما إذا كانوا أولئك السمجين الخداعين بالشهوة السارقين للأطفال إلى بلدة ظلمتهم المحرومة من العزاء فالويل لي من صحبتهم الويل لي من قربهم الذي يبعدني عن ربي الويل لي لأني أطعت غشهم ومنعت نفسي من نظر الحسن الويل لي لأني أبعدت ذاتي عن الشر وصرت شريكا للشرير بإرادتي فإن كنت من البلدة التي اقتنيت منها الأوجاع فأي الأدوية تضمد جراحاتي؟!

+ شاب يصاحب شاباَ للشر فليبك عليهما المفرزون.

+ أيها المحب لله حين تري المنافقين يتراشقون بألفاظ الغش والتدليس اهرب من هناك لئلا يتعلق بأذنيك ألفاظهم القائلة.

+ هذه هي وقود الشيطان الذي يصارعنا والتي بها تنقد النار التي تحرقنا: الحديث الفاسد مع العلمانين وأم الشرور إنما هي الحنجرة ومعاشرة الإخوة البطالين فأن تعرت نفوسنا من هذه الوقود المحرقة فلا تقع في مصائد مصارعنا وبسرعة تقدر أن تطهير إلى الله وبه تتخلص من مكائد إبليس.

+ صداقة رفقاء الكسل واللهو تملؤك شراهة وشرا. آه ما هذه المحبة النجسة والفعل الطامث؟! اهرب من الذين اعتادوا على هذا يا أخي لا تأكل معهم ولا تصادقهم نجسه هي مائدتهم والشياطين يكونون مساعدين لتهيئنها محبو الختن المسيح لا يذوقونها.

وليمة الإنسان الشره المتلهي بالأطايب…….. تدنس نفس الوديع وكسرة خبز يابسة من مائدة طاهر النفس تجليها من كل الأوجاع والأدناس.

رائحة مائدة الشر تسمج نية الأطهار والطفل ينجذب إليها مثل الكلب إلى بيت الجزار والمواظب كل حين على الصلاة مائدته تفوق رائحة المسك ومن هو محب لله يشتاق لوجودها كمثل الكنز.

(أقوال القديس امبروسيوس )

حبــّــناِ للأقــــــُـرَباء

بَين مَحبة الأقرباء وَبغضِهُم

+ إن الأخوة في المسيح أعظم من الأخوة الدموية لأن هذه ربما يصدر عنها تشابه في الجسم أما تلك فتبلغ إلى اتحاد القلب والنفس كما هو مكتوب وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة

  (أع 32:4)

علامات حـّبـنا للأقرباء

تكـُـريم كل عضـُـو

الإنسان الذي انسكبت فيه محبة اله بالروح القدس يدرك حقيقة عضويته وعضوية إخوته في جسد الرب لذلك لا يحتقر أحداَ ولا يؤدي به بل يحسب الكل مكرمين لأجل الرب فيشعر بمشاعر الرسول بولس وهي أنه أعضاء الجسد التي نحسب أنها بلا كرامة نعطيها كرامة أفضل.            والأعضاء القبيحة فينا لها جمال أعظم.وأما الجميلة فينا فليس لها احتياج لكن الله مزج الجسد معطيا الناقص كرامة أفضل. لكي لا يكون انشقاق في الجسد بل تهتم الأعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض.(1كو12: 25:23) فالفقير الذي نحسب كأنه بلا كرامة له عمل في الكنيسة أعظم بكثير من عمل الغني ففي الكنيسة لا يزدري الأسقف أو الكاهن أو المتوحد أو الراهب في نظام الشركة أو العلماني ببعضهم البعض بل كل منهم يعطي الآخر كرامة.

صور من تاريخ الكنيسة.  

1- القديسان بلامون وباخوميوس:

قلد الرب باخوميوس تلميذ بلامون القيام بإنشاء دير يسلك بنظام الشركة المعتدل من ناحية النسك حتى يتناسب مع الجميع على أن يسمح بزيارة التقشف المتقدين وكنا نظن أن يقف الأنبا بلامون الذي اعتماد العزلة وما سمع قط عن نظام الشركة هذا مع كبر سنه الذي يعمل على رفض كل جديد كنا نظنه يخطئ باخوميوس لكنه وقف موقف البطولة الحقة فقد ذهب معه ليناء الدير وأخيراَ استأذن منه قائلا اعلم أيها الولد الأحب إلى والأكرم عندي من سائر الأشياء أن نفسي تنازعني بالعودة إلى قلايتي ومكان توحدي وقد عرفت أن الله قلدك عمارة هذا الدير……

وأنا قد طعنت في السن وضعفت قوتي وقد أذن انصرافي واري أن توحدي أوفق لي ولكن ألتمس بتوتك وأطلب من خالص محبتك ألا تعدمني رؤياك حينما بعد وتزورني مرة وأنا مرة في الأوقات المناسبة مدة هذه الأيام اليسيرة التي تبقت لي.

هذا هو قلب متوحد محب بكرم قلباَ أخر محب أؤتمن على الشركة.

2- القديسان أنطونيوس وباخوميوس:

عن كان كل راهب يأمل في دخوله الدير إلى بلوغ الوحدة فإن أنطونيوس المتوحد لم يحتقر نظام الشركة لموافقته لكثيرين من المتوسطين وقد اظهر ذلك عند حديثه مع زكاوس أحد تلاميذ باخوميوس.

وباخوميوس صاحب نظام الشركة لم يحتقر النظام الأنطوني بل قال ظهرت في أحيانا ثلاثة أمور مرضية ونامية بالرب أو لها البابا أثناسيوس أقدس أهل زمانه وأكثرهم جهادا حتى الموت دفاعاَ عن الأمانة المستقيمة والثانية الأب أنطونيوس العظيم النموذج المثالي لحياة العزلة والتوحد وثالثهما الشركة التي رسمها الله لنا………….

يا لها من وحده جميلة فيها يقدم كل عضو الآخرين في الكرامة!!

+ إنه لا يوجد شيء يمنحنا عوناَ لتمكين المحبة أكثر من تقديم بعضنا بعضاَ في الكرامة حسب تعليم الرسول معتبرين القريب أفضل منا بهذا يسر المرؤوسون بالخدمة والرؤساء لا يتعظمون بالرئاسة ولا يغتاظ الفقير إذا قدم عنه الغني ويفرح الغني إذا جعل الفقير مساوياَ له والشريف لا يفتخر بشرف أصله ونسبه وأخيراَ لا تعتبر الثروة الكثيرة أفضل من الفضيلة الجزيلة والخصال الحسنة ولا سطوة الأردياء وأقذارهم أكثر من استقامة الأبرار وسذاجتهم.

+ إن المحبة لا تعرف العجرفة لهذا قال الحكيم ( لا تستحي أن تسلم على قريبك(ابن سيراخ31:22)

(أقوال القديس انسطاسيوس )

علامات حـّبـنا للأقرباء

خطورة الإدَانة

+ لا تكن دياناَ لأخيك لتؤهل أنت للغفران فربما تراه دائما مخطئا لكنك لا تعلم بأي خاتمة يفارق العالم فاللص المصلوب مع يسوع كان قتالا وسافكاَ للدماء ويهوذا كان تلميذاَ للمسيح ومن الأخصاء إذ كان الصندوق عنده إلا أنهما في زمن يسير تغيرا. فدخل اللص الفردوس واستحق التلميذ المشنقة وهلك.

+ إن أخاَ من الرهبان كان يسير بتوان كثير هذا وجد على فراش الموت وهو في النزع الأخير بدون جزع من الموت.

 بل كانت نفسه عند انتقاله في فرح كامل وسرور شامل. وكان الآباء وقتئذ جلوساَ حوله.           لأنه كانت العادة في الدير أن يجتمع الرهبان كلهم أثناء موت أحدهم ليشاهدوء فقال أحد الشيوخ للأخ الذي يموت. يا أخانا نحن نعلم انك أجزت عمرك بكل توان وتفريط.

 فمن أين لك هذا الفرح والسرور وعدم الهم في هذه الساعة ؟! فإننا بالحقيقة لا نعلم السر.       ولكن بقوة الله ربنا تقو واجلس واخبرنا عن أمرك العجيب هذا ليعرف كل منا عظائم الله.

وللوقت تقوي وجلس وقال نعم يا آبائي المكرمين فإني أجزت عمري كله بالتواني والنوم إلا أنه حدث الآن في هذه الساعة.

 أن أحضر لي الملائكة كتاب أعمالي التي عملتها منذ أن ترهبنت وقالوا لي أتعرف هذا قلت نعم هذا هو عملي وأنا أعرفه ولكن منذ صرت راهباَ ما دنت أحداَ من الناس قط ولا نمت بأحد قط ولا رقدت.

 وفي قلبي حقد على أحد ولا غضب البتة وأنا أرجو أن يكمل في قول الرب يسوع القائل لا تدينوا لكي لا تدانو اتركوا يترك لكم.

 فلما قلت هذا تمزق للوقت كتاب خطاياي بسبب إتمام هذه الوصية الصغيرة.                                       وإذ فرغ من هذا الكلام أسلم الروح فانتفع الإخوة بذلك وسبحوا الله.

(أقوال القديس اندريانوس الأسقف)

علامات حـّبـنا للأقرباء

عَــدم الإدَانة

+ النفس النقية تري الله في كل نفس أخري كما أعلم اله بطرس حين كان في يافا واقفا على السطح يصلي.

 لأنه ليس من أجل البهائم والوحوش صار له الصوت والرؤيا أن ما طهره الله لا تنجسه أنت بل لينظر إلى كل الناس كأنهم أطهار لذلك نال بطرس بعد أن تلقن وتعلم من الروح القدس وأما أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما انه دنس أو نجس (اع10 :  28).

كذلك أنت يا محب الإله قم صل لنتعلم نقاوة النفس لتري كل الناس أطهار قم اصعد على سلم النفس وارتفع إلى الطابق الأول منها الذي هو أعمال الجسد وصنع الفضائل وحينئذ يمكنك الارتفاع إلى الطابق الثالث الذي هو نقاوة النفس فتري وأنت قائم تصلي كمثل بطرس على السطح أن كل شيء طاهر للطاهر!!!

فإذا نظرت أناسا أشراراَ وفسقه أو نمامين وشتامين أو متوانين ومتكاسلين فلا تظن أنهم مع طبع البهائم خلقوا بل اعلم أنهم من الله أتوا إلى الوجود! وحينئذ يصيروا أطهارا في عينك! وإذا نظرت أناسا جهلة وزناة وعبده أوثان فلا تقل في نفسك إنهم مثل الكلاب والخنازير بل اعلم أنهم شبه الله خلقوا وهم له إن قاموا أو سقطوا.

والمسيح لما علمك أن تزور المسجونين أرادك أن تفهم أن الذين في الحبس هم المسيح بالحقيقة كنت محبوسا فأتيتم إلى لأنه بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر في فعلتم (مت36:25-40) ونحن نعلم أنه لا يكون في الحبس غاليا إلا عاملوا الشر والسارقون والزناة والسحرة والقتل ة إذا فالمسيح أراد أن يعرفك أن تنظر على فاعلي الشر كالأبرار وان لا تحكم على أحد بأنه دنس أو نجس أو شرير…………. فهو يطلب نقاوة قلبك مع نقاوة عينك………

وهكذا إذا نظرت جميع الخليقة بفكر طاهر ونفس نقية ورأيت أن الجميع طاهر أمام عينيك فاعلم أن المسيح حقا ساكن فيك.

( أقوال القديس انطونيوس الكبير )

حبّـــنا للعَروسُ

جَماعَة المؤمنين

+ الذي يحب الرب فهو يحب الكل. فيا أولادي الأحباء لا تكلموا ولا تملوا من محبة بعضكم لبعض. بل اجعلوا هذا الجسد الذي تلبسونه مجمرة ترفعون فيها جميع أفكاركم ومشوراتكم إلى الرب يرفع عقولكم إليه وتقديم قلوبكم له واطلبوا منه أن يوقد فيكم نار محبته لتحرق كل ما في تلك المجمرة وتطهرها فيخاف منكم كهنة البعل المضادين ويهربون من أمامكم وحينئذ كإيليا الغبي تشاهدون سحابة فوق بحر هذا العالم تمطر ماء الحياة.

حبــّـنا للخروفُ الضـّال

كيـَف أخـُـدم؟!

+ كما أن المياه الأسنة تجعل حتى أحسن الخمور غير صالحة للشرب كذلك المناقشات الشريرة تفسد الناس الفضلاء في السيرة ولذا حينما تقابل إنسانا يحب المجادلة ويتناقش معك ضد ما هو حق وواضح من ذاته فاقطع الحديث وانسحب عنه سريعا.

علامات حبــّــنا للأقرباء

أسباب الغضــبُ

+ أحسن على كل احد وإن لم تقدر فأحب ك احد وإذا لم تستطيع فلا أقل من أن لا تبغض أحداَ ولن يتيسر لك شيء من ذلك مادمت تحب العالميات.

علاج الغضــبُ

+ ينبغي لمن يشتم أن يعتقد في نفسه أنه هو السبب في شتمه لسوء فعله فيصبح الشاتم مذللا له من الخارج في الوقت الذي يذلل فيه نفسه بنفسه في الداخل مثله في ذلك داود النبي الذي منع أصحابه من قتل شاتمه إذ قال دعوه فإن الرب جعله يشتمني دعوه حتى ينظر الرب ذلي ويرحمني؟

حول موضوع الغضــبُ

+ إذ تعلم الشياطين أن كل من يحب أخاه فهو يحب الله لذلك يخدعوننا تحت ألف حيلة ومكر حتى يبغض كل منا الآخر إلى أن يصبح الواحد منا في حالة لا يريد فيها أن ينظر أخاه أو يشتهيه أو يكلمه بكلمة واحدة وذلك كله لبغضهم الفضيلة.

خطورة الإدانة

2- تمنع عنا نعمة الله.

لو دققت في حياتك تجسد أنك تسقط في الخطية التي تدين فيها أخاك بمجرد أدانتك له لأن نعمة الله لا تحفظ المتكبرين على أخوتهم.

+ لا تفتر على أخيك ولو رأيته عاجزا عن أتمام جميع الفرائض لئلا تقع في أيدي أعدائك وتفعل الخطية التي فعلها.

+ إياك أن تعيب أحداَ من الناس لئلا يبغض الله صلاتك.

الصداقــــــة

+ ابتعدوا عن كل الذين لهم اسم رهبان بتولين وليس فيهم روح الحكمة والإفراز لأنكم إذا خالطتوهم لا يدعونكم تتقدمون بل يطفئون نار المحبة فيكم لأن ليس منهم إلا برودة لنه مكتوب في الرسول بولس لا تطفئوا الروح ولا ترذلوا النبوات واعلموا يا أولادي أن الروح لا ينطفئ منا إلا بالكلام الباطل والمزاح وأعمال أخري كثيرة لا يمكنني أن اكتبها واحدة فواحدة.

 لكن إذا نظرتم مثل هؤلاء فلا تحتقرونهم بل اصنعوا معهم الخير ولا تخالطوهم لئلا يجذبونكم إلى الوراء.

( أقوال القديس أوغريس )

حبــّـنا للخروفُ الضـّال

كيـَف أخـُـدم؟!

+ لا يمكن (تقويم أخيك) بغضب ولا بحنق لن كل الأشياء قد تجيء بغير غضب فابذل كل جهدك ألا يكون لك ذلك بغضب انظر فيها تريد أن تشفي أخر من أمراضه النفسية قصير في أمراض ليس لها برء وتعطي نقصا لصلاتك.

أهتم ألا تؤلم أحداَ من الإخوة عندما تصلحه و إلا تكون في كل زمانك غير متخلص من شيطان الكآبة وتكون لك عثرة في كل حين للذي تصلي من أجله.

علامات حبــّــنا للأقرباء

أضرار الغضـبُ

+ إن الغضب هو حركة للجنون والذي يقتنيه لنفسه يحيره ويجعل النفس مثل الوحوش.

كما أن الماء يضطرب بقوة الريح كذلك الغضوب يضطرب بأفكار الرجز.

 الرجل الوديع مثل ينبوع صاف يروي الأفاعي تسرع نحوه أما الوديع فينظر في نومه القديسين وتنكشف له الأسرار بالليل.

+ كلما أردت أن تنتقم من الذين ظلموك فإن هذا يصير لك عثرة في وقت الصلاة…………….

إذا أردت أن تصلي كما يجب فلا تؤلم قلب أحد لئلا يكون تعبك باطلا.قال الرب (أترك هناك قربانك قدام المذبح و اذهب أولا اصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك (مت  5 :  24) لذلك إن تذكرت شر أخيك فإنك تصلي وأنت مظلم العقل.

القي عن نفسك أفكار الغضب ولا تدع الرجز يسكن فيك فما تقلق وقت الصلاة.

صلاة الغضوب هي بخور نجس مرذول وقربان الغضوب ذبيحة غير مقبولة.

أسباب الغضــبُ

 3- الكبــــــــــرياء

وإن تعددت أسباب الغضب بل وأسباب الخطية عامة إنما تتركز في خطية واحدة أو علة أولي هي الكبرياء.. التي أسقطت كوكب الصبح ليصير شيطانا وآدم ليعيش في أرض الشقاء…………الخ.

+ الذي يطلب الكرامة يتعظم قلبه جدا حتى لا يحتمل كلمة شتيمة واحدة محب المجد إذا شتم يحزن وأما المتضع فهو يحتمل بفرح.

علاج الغضــبُ

+ كثيراَ ما نضطرب لغضب الآخرين علينا مما يثير الغضب في نفوسنا لكن لنستغل كل المناسبات لتقديم الخير والهدايا لهم………..

+ الهدايا تعطل السجس.. ويقنعك بذلك يعقوب حين التقي مع عيسو بالهدايا عنه خروجه للقائه ومعه أربعمائة رجلا.

الحــــــُب الأخوي”3″

مفــُهوم الحــــُب

(أقوال القديس إيرونيموس [القديس جيروم])

خصـَــائصُ الحـُب

حب عملي

العمل لأجل النمو الروحي.

ليست هناك حالة وسطي بين المحبة والبغضة فإما حب نحو الله واشتياق للنمو الروحي في المسيح يسوع وإما بغض للسماويات وبالتالي حب وتعلق بالأرضيات فإن كان جميعناَ نتساوى في بذار الحب……… في المعمودية لكن الجهاد والعمل هام للنمو في كل شيء وبخاصة الحب……… لا أجرة لجهادنا ومرنا إنما يعطي لنا هذا النمو لأن جهادنا هو مجرد إعلان الرغبة في عمل الله في حياتنا إعلان منا لحياة التسليم فبدون جهادنا وقيامنا بأعمال المحبة لن تعمل النعمة فيا.

+ مغبوط هو الإنسان الذي أعد مطالع في قلبه( مز6:83)

إن البار لا يوجد في قلبه إلا مطالع ومصاعد وأما الخاطئ فلا يوجد في قلبه إلا انحدار وانخفاض فالبار يتجه نظره دائما إلى الأمور الأسمى ارتفاعا في الفضيلة ولا يرغب سوي أن ينمو في الكمال غير مفتكر في شيء آخر كما قال الحكيم أفكار المجتهد غنما هي للغضب( أم5:21)

+ طوبي للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون (مت6:5)

إن الطوبي للذين لم يحسبوا أنفسهم كاملين بما فيه الكفاية بل لا يزالوا مجتهدين في اكتساب كمالا للفضيلة.

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

حَـول خـدُمة المسَـاكيُن

كشف لنا القديس جيرم (ابرونيموس) كيف كان المؤمنين محبين لعطاء بسخاء وسرور وذلك بما جاء في رسالة كان قد بعث بها إلى يوستوخيوم احدي شريفات روما معزياَ إياها لانتقال والدتها باولا (Paula) المحبة للفقراء إذ جاء فيها:-

+ إن رأت (Paula) إنساناَ فقيراَ عالته, وإن رأت غنياَ حثت إياه على فعل الخير سخاؤها وحده بلا حدود حقاَ فقد كانت حريصة ألا ترد فقيراً فارغاَ ولو اقترضت من اجله بالربا…………..

إنني كنت أخطئ عندما كنت انتهرها على إسرافها في السخاء محدثاَ إياها بكلمات الرسول القائل (فانه ليس لكي يكون للآخرين راحة و لكم ضيق. بل بحسب المساواة لكي تكون في هذا الوقت فضالتكم لإعوازهم كي تصير فضالتهم لإعوازكم حتى تحصل المساواة (2كو  8 :  14:13) مقتبساَ من الإنجيل (من له ثوبان فليعط من ليس له (لو  3 :  11) ناصحاَ إياها أنه ينبغي عليها ألا تفعل دائما حسبما تريد……… أما هي فباتضاعها وبإجابتها المختصرة أفحمتني إذ قالت                  (الله شاهد على أن ما أصنعه إنما لأجل الله إن طلبتي هي أن أموت شحاذة لا أترك فلساَ واحداَ لابنتي بل تقترض من الغرباء لشراء أكفاني وقد ختمت حديثها بهذه الكلمات انمي عن شحذت أجد كثيرين يعطونني أما هذا الفقير فإن لم يجد عونا مني بان أقترض وأعطيه يموت وإن ماتفمن تطلب نفسه؟!..

كنت أرغب فيها أن تكون أكثر حرصا في تدبير ممتلكاتها لكن إيمانها كان أقوي من إيماني ملتصقة بالرب بكل قلبها فقد تبعت بمسكنه روحها الرب في فقرة وردت له ما أخذته منه لتصير فقيرة من أجله……………

 لقد أعطت أموالها لكل سائل بحسب إحتياجه لم ترد فقيرا ما فارغ اليدين وهذا كله لم تستطع أن تصنعه بسبب كثرة غناها بل بعنايتها في تدبيرها لثروتها دائما تجدين على شفتيها أمثال هذه العبارات(طوبي للرحماء لأنهم يرحمون (مت7:5) كما أن الماء تطفئ النار كذلك الصدقة تخمد الذنوب (سيراخ30:3) اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذ فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية(لو9:16)

حبــّــناِ للأقــــــُـرَباء

بَين مَحبة الأقرباء وَبغضِهُم

+ كثيراَ ما تكون محبة أقربائنا لنا غير حقيقة حيث أن الدافع إليها وقياسها في أكثر الأوقات ليس إلا لنفعهم وفائدتهم إذا ما اعتنوا بنا فإذا مازال هذا النفع لا يبالون بنا فرب أخ يحب مالي أكثر مني وأما الروحانيون فلا يشتهون غناك بل يرغبون خلاص نفسك وهذا هو عين المحبة الحقيقة.

صفات الأزواج المحبيُن

الصلة الجنسية والطهارة

موضوع قدسية الصلة الجنسية بين الزوجين من الأمور التي شغلت أذهان العالم كجماعات أو أفراد فقد ثارت بدعة مانى بتحريم العلاقة الجنسية بين الزوجين كأمر نجس غير لائق كما اعتبرها مذهب العلم المسيحي المنحرف خطية لا تغتفر وقد حذرنا الرسول بولس من ذلك (1تي3:4)

والسبب في ظهور هذه البدع عدم معرفتهم لمفهوم الطهارة أو العفة وعدم إدراكهم لقيم الحياة الجنسية.

فالطهارة أو العفة هي استخدام كل ما خلقه الله في الوظيفة التي خلقه الله لأجلها وعلى العكس النجاسة هي تدنيس ما هو مقدس والعبث به في غير وظيفته الأعضاء وتكريسها للرب واستخدام مواهبه وعطاياه لأجل مجده فالشراء والبيع في هيكل الرب واستخدام اسم الله استخداما باطلا وتوجيه الحواس كالنظر والسمع واللمس…… توجيها خاطئاَ…. هذا كله يعني نجاسة وعدم طهارة وعلى هذا يمكن للإنسان أن يكون متصنعاَ للحشمة يتحدث عن الأمور الجنسية باستمئزاز كما لو كانت نجاسة بل وقد ينفر من الزواج ظانا في نفسه طاهراَ لكنه يشبع لدته الجنسية بطريقة خاطئة كأن يشعر بلذة في إثارة الضجر والشغب ولفت أنظار الآخرين نحوه والاهتمام الزائد بالأناقة كل هذا يعني عدم الطهارة وعلى العكس قد يعيش رجلا له زوجته وأولاده في حياة العفة والطهارة محبا لزوجته لا ينظر لغيرها مهتما بيته غير مشغول بحب الظهور…….. مثل هذا يحيا طاهراَ عفيفاَ.

أما بالنسبة لحياة الجنسية ففي سر الزواج يسمو الله بالحب الذي بين الجنسين (الرجل و المرأة) ويقدسه ويجعله يقرب روحيا إلى حد ما من طهارة البتول إذ طهارة البتول أسمي.

+ أيها الرب إلهنا العظيم الأبدي……. أنت الآن أيها السيد اطلع على عبديك ( فلان وفلانة) معينته. ثبت اتصالهما احرس مضجعها نقيا.

+ استر عبديك……… واحرس اتصالهما واحفظ مضجعهما نقيا حصنهما بملائكتك الأطهار.

+ فعلي هذا الرسم وهذه السنة هكذا اتخذ سائر الآباء المؤمنون امرأة واحدة بطهر ونقاوة لطلب الذرية وإيجاد الخلف فيجب عليكما أن يعرف بعضكما حق بعض ويخضع كل منكما لصاحبه.

(صلوات الإكليل المقدس)  

الرهبنة والحياة الجنسية

الرهبنة تلزم من قبلها باختياره عن رضا ألا يتزوج… لا احتقاراَ بالزواج أو النظر إلى الصلة الجنسية بين الزوجين كأمر نجس عير طاهر…… و إلا كانت بدعة ترفضها المسيحية لكنها هي توجيه للقلب للانشغال الكامل بيسوع فهي تطالبه ألا ينشغل باهتمامات العالم ومطالبه ولا بالاهتمامات الزوجية لأجل الرب ولكن لغير لأجل الرب ولكن لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا…..أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة لكنك وإن تزوجت لم تخطئ وإن تزوجت العذراء لم تخطئ…….. فأقول هذا أيها الإخوة الوقت منذ الآن مقصر لكي يكون الذين لهم نساء كان ليس لهم……. فأريد أن تكونوا بلاهم غير المتزوج يهتم في للرب كيف يرضي الرب وأما المتزوج فيتم في ما للرب لتكون مقدسة جسداَ وروحاَ وأما المتزوجة فتهتم في ما للعالم كيف ترضي وجلها(1كو7)

+ (في رسالة بعث بهاpammachius يظهر له أن الكتابين الذين كتبهما ضد jevanian  لا يذم فيهما سر الزواج وإن كان قد أظهر أفضلية البتولية عن الزواج)

إننا لا نجهل أن الزواج مكرم عند كل أحد والمضجع غير نجس (عب4:13)

لقد قرأنا أول وصية لله أثمروا وأكثروا واملاؤا الأرض (تك28:1) ولكن بينما نسمح  بالزواج نفضل البتولية النابعة عنه.

فالذهب اثمن من الفضة لكن هل تفقد الفضة قيمتها كفضة؟! هل في تفضيلنا للتفاح عن الجذور والأوراق ما يشين الشجرة؟!  هل في تفضلينا للسنبلة عن الساق والنصل ما يسيء للحصول؟! فكما أن التفاح يأتي من الشجرة والحبوب من القش (البنات قبل جفافه) هكذا البتولية تنبع عن الزواج.

فمن أرض واحدة وبذر واحد تأتي ثمار مختلفة اختلافا بينا من حيث الكمية فمنه من يثمر مائه وآخر ستين وثالث فالحصول الذي أنتج الثلاثين هو الزواج لأنه عندما ترتبط أصابع اليدان معا تشير إلى الرقم 30(الروماني) ûûû  معبرة عن محبة الزوج لزوجته……………

والحصول الذي تنتج ستين فيشير إلى الأرامل اللواتي لم يتزوجن الذين عم في حالة ضيق وتعب فيرمز لهم بالإصبع الموضوع تحت الآخر معبرا عن الرقم 60û L

أضف إلى ذلك من جهة الرقم (C) أطلب من القارئ أن يعطني انتباها أكثر فهناك ضرورة لتوجيه اليد اليسرى إلى اليمين وفي هذه الحالة يكون اتجاه اليد دائرة )أي شكل رقم C 100) وبذلك تشير إلى تاج البتولية.   

فهل الذي يقول بهذا يكون قد احتقر الزواج؟ فإن كنت قد دعوت البتولية ذهبا فالزواج دعوته فضة لقد قلت بأن الإنتاج أن كان مئة أو ستين أو ثلاثين فالكل من تربة واحدة وبذر واحد وأن حدث اختلاف شاسع من ناحية الكمية………………

على أي الأحوال فأنني عالجت الأمر أفضل من كثيرين من الكتاب الآتين واليونانيين الذي أشاروا بالمئة إلى الشهداء والستين إلى البتوليين والثلاثين إلى الأرامل مستبعدين المتزوجين من البذار الصالحة ومن بذار الأب العظيم.

أن جوفنيانوسjovinian  عدو للجميع بلا تميز (للبتول والأرامل والمتزوج…) لكن هل لي أن أحتقر الزواج كما يفعل أتباع الهراطقة.

+ السؤال الهام بالنسبة المتزوجين هو (هل يجوز لهم أن يتركوا زوجاتهم؟ الأمر الذي يحرمه الرب أيضا في الإنجيل (مت9:19)….

يقول الرسول لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله الواحد هكذا و الأخر هكذا (1كو  7 :  7) ولشرح هذا أوضح قائلا إنني أقول بما قاله الرسول أن هناك مواهب مختلفة في الكنيسة          (1كو 12: 4). أنني أسمح بالزواج كشيء حسن فلا احتقر الطبيعة.

تأمل فإن البتولية شيء والزواج شي آخر لكل منهما مكافأته المناسبة فهناك اختلاف بين الفئات (بتوليون أرامل متزوجون..) أقول أن الزواج كما البتولية هو عطية من الله لكن عطية تختلف عن عطية أخري..

فيوسف إن أخذناه كرمز للرب فأن قميصه الملون (كثير الألوان) يرمز إلى البتوليين والأرامل والعزب والمتزوجين فهل يمكن لإنسان له نصيب في ثوب الرب أن يدعي أجنيا؟!

ألم أتكلم عن الملكة نفسها أي كنيسة المخلص التي بذهب أوفير أنها تلبس ملابس مختلفة الألوان؟! جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير… بملابس مطرزة (مز45)

+ ليس الختان شيئا وليست العزلة شيئا بل حفظ وصايا الله (1كو  7 :  19) هكذا لا العزوبة ولا الزواج ينفع شيئا بسيطا بدون العمال بل والإيمان نفسه الذي هو العلامة المميزة للمسيحين بدون الأعمال ميت……

+ دعيت وأنت عبد فلا يهمك بل  وإن استطعت إن تصير حرا فاستعملها بالحري (1كو  7 :  21) بمعني أنه إن كان لك زوجة وارتبطت بها وتعطيها حقها فليس لك سلطان على جسدك أقول بمعني أوضح إن كنت قد صرت عبدا لزوجة لا يسبب لك هذا حزنا لا تتحسر على فقدك لبتولية بل حتى أن وجدت لك عللا بها تستطيع الانفصال عنها لتتمتع بحرية العفة فلا تلب ما هو لصالحك على حساب دمار الآخرين احتفظ بزوجتك قليلا ولا تحاول أن تتسرع نحو جعل الاشمئزاز يسيطر عليها… انتظر حتى تقتدي هي بك…

صفات الآباء المحبيُن

كيف يربي الآباء أبناءهم؟

كتبت لئيتا laeta إلى إيرونيموس تطلب إرشادا بخصوص ابنتهاpaula  ( على اسم جدتها والدة والدها) لكي تهيئها لتكون عذراء مكرسة للسيد المسيح فأرسل إليها رسالة في ذلك نقتطف منها بعض الفقرات.

+ إن صموئيل كما تعرفين نشأ في الهيكل ويوحنا المعمدان في البرية الأول كنذير للرب ترك شعره وخمرا ومسكرا لم يشرب وفي طفولته تكلم مع الله والثاني ترك المدن وكان لباسه من وبر الإبل وطعامه جرادا وعسلا بريا (مت4:3) هكذا ينبغي أن تهذب النفس التي هي هيكل الله إنه ينبغي أن نعملها ألا تسمع ولا تقول إلا ما يخص خوف الله فلا تفهم الكلمات ألدنسه ولا تعرف أغني العالم لنانها ينبغي ألا يخف وهو يميل إلى حلاوة المزامير.

ينبغي أن تعزل باولا paula   (الطفلة)  عن الأولاد بأفكارهم ألدنسه بل ووصيفاتها والمساعدات لها ينبغي أن يعزلن عن المجتمعات العالمية (الهزلية..) لأنهن إن تعلمن أشياء خاطئة فسيعلمن إياها أكثر…

+ ليكن حتى في لعبها ما يعلمها شيئا جديداَ (أي ألعاب هادفة).

+ ليكن لها أصدقاء أثناء دراستها حتى يثيروا فيها المنافسة فتثار عندما يمدحون.

لا توبخيها إن أبطأت في التعلم بل شجعيها حتى ينتعش عقلها فتبتهج عندما تسمو على الآخرين وتحزن عندما يسمو الآخرين عليها.

وفوق كل هذا احذري ألا تعطيها الدروس بلا طعم لئلا تمتد كراهيتما للروس في الطفولة إلى سنوات النضج.

+ اهتمي ألا تقود ابنتك احدي السيدات الشريرات فتعودها أن تقتضب الكلام أو التحلي بالذهب واللآلئ فبالعادة الأولي تفسد حديثها وبالعادة الثانية تفسد شخصيتها فمؤثرات الطفولة يصعب على العقل التخلص منها وقد حدثنا التاريخ اليوناني عن الإمبراطور الإسكندر الذي كان يسود العالم أنه لم يكن يستطيع التخلص من تلك الحيل الأخلاقية والسلوكية التي بثها في طفولته الحاكم ليونديوس….

فينبغي ألا تكون مربية باولا paula  داعرة أو فاسدة أو بلهاء ينبغي لمن يحملها أن يكون محترماَ ومربيها ذا يلوك جاد فعندما تري جسدها تقفز على صدره وتحيط عنقه بذراعيها وعندئذ تغني في أذنه هللويا إن أراد أو يرد…..

+ ليكن ثوبها وحلتها يليقان ممن قد كرست له لا تأذي أذنيها أو تطلي وجهها الذي تقدس المسيح بما هو أبيض وأحمر لا تعلقي ذهبا أو لآلئ حول عنقها ولا تثقلي رأسها بالجواهر ولا بصبغ شعرها بلون أحمر تعديه لنيران جهنم.

لتكن جواهرها من نوع آخر أم مثل هذه الجواهر فلتقوم بيعها فيما بعيد في هذا العالم وتشتري عوضا عنها الجوهرة ” غالية الثمن” (مت46:13)

+ إننا نقرأ عن عالي الكاهن الذي لم يسر الله منه بسبب خطايا أولاده. وقد أوصانا الرسول ألا يختار إنسان أسقفاَ إن كان أولاده فاسدين غير وقورين وعلى العكس كتب عن المرأة ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل( اتي15:2)

+ إن كنت تحذرين على ابنتك من أن تعضها خرير فكيف لا تعطيها نفس الحرص في حفظها من مطرقة الأرض كلها؟! حتى تحفظيها من أن نشرب من كأس بابل الذهبي؟! وتنفذيها من الرقص الرشيق ومن الثوب ذي الذيل؟!……

لماذا تقولون إننا نقرأ الابن لا يحمل من إثم الأب و الأب لا يحمل من إثم الابن بل النفس التي تخطئ هي تموت (حز  18 :  20) فبينما يكون الابن طفلا أو لازال يفكر كطفل فأنه حتى يبلغ السن التي فيها يستطيع أن يختار أي الطريقين…. فأن الأبوين مسئولان عن أعماله عن كانت صالحة أو شريرة.

عندما تتقدم باولا paula كعريسها (يسوع) في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس(لو52:2) لنذهب مع والديها إلى هيكل أيها الحقيقي بل لا تدعوها ترجع معهما منه ليبحثا عنها بين الأقرباء والمعارف في طرق العالم العالية فلا يجدنها إلا في خزانه الكتب المقدسة تسأل الأنبياء والرسل عن معني ذلك العرس الروحي الذي نذرت له.

اجعليها تقتدي بمريم التي وجدها جبرائيل الملاك وحدها في غرفتها فاضطربت إذ نظرت رجلا في حجرتها.

اتركيها تقلد تلك التي قالت مجد ابنه الملك من داخل(مز13:45).

لتجرح بسهام الحب فنقول لحبيبها أدخلني الملك إلى حجاله (نش  1 :  4)       

لا تجعلي الوقت يضيع عليها يجدها الحراس ويأخذوا منها ستار العفة ويتركونها عارية في دمها(أنظر حز1:16-10) لا بالحري لتقل لمن يقرع بابها أنا سور  وثدياي كبرجين (نش 8 : 10).

+ علميها حتى من الآن ألا تشرب نبيذا الذي فيه الخلاعة (أف  5 :  18).

+ ليكن عملها اليومي هو أن تقطف لك الأزهار التي تنتقيها من الكتاب المقدس.

+ كوني مدرسة لها نموذجاَ لما تريدين أن تكون عليه في طفولتها لا تفعلي أنت أو والدها شيئا مما إذا قلدتكما فيه تكون قد ارتكبن خطية تذكرا أنكما والدي عذراء مكرسة وبسيرتكما تعلمانها بوصاياكما.

+ لا تدعانها تلتقي بالعامة إلا في صحبتكما ولا تذهب إلى كنيسة أو مكان شهيد إلا مع والدتها لا تتركان شابا يحييها بابتسامة..

+ لتختر لنفسها عذارى مسنات لهن الإيمان والشخصية القوية والعفة فيعلمن إياها بالكلام كما بالقدوة.

+ ينبغي عليها أن تستيقظ بالليل لتحفظ الصلوات والمزامير وأن تتغني بالتسابيح في الصباح وفي الساعة الثالثة  والسادسة والتاسعة تأخذ مكانا في صفوف المحاربين لأجل يسوع.

+ لتمتزج صلواتها بالقراءة والقراءة بالصلاة.

صفات الأبناء المحبيُن

+ في رسالة كتبها إلى أم وابنه (تحيا كراهية) كان بينهما نزاع.

إن أحببتهما بعضكما بعضا فإن عملكما هذا لا يستحق المدح أما إن أبغضتما بعضكما فتكونان قد ارتكبتما جريمة.

الرب يسوع كان خاضعا لوالديه(لو15:2) لقد احترام تلك الآم تلك التي كان بنفسه أبا لها لقد وقر أباه بحسب التبني هذا الذي كان المسيح بنفسه يعوله لأنه كان يعلم أن الأولي قد حملته في بطنها والثاني حمله 8على ذراعيه….

حقا إنني لا أقول للأم شيئا لأنه ربما كان في كبر السن أو الضعف أو وحدتها ما يعطيها أعذارا كافيه ولكنني أقول لك أيتها الابنة هل منزل أمك أصغر من أن يحتملك هذه التي بطنها لم تكن صغيرة عن حملك؟!

 عندما عشت معها تسعة شهور في أحدهما (بطنها) أما تستطيعين أن تعيشي يوما واحدا في الآخر (منزلها)؟! أم إنك لا تحتلمين أن تلتقي مع نظراتها؟!

ربما تجيبين قائلة عن أمي سلوكها شرير إنها تطلب الأرضيات تحتقر الأصوام إنها تكحل عينيها بالإثمد إنها تحب السير بملابس خليعة(الأمر الذي يعطل حياتك الرهبانية) ولذلك لا أستطيع العيش معها.

ولكن قبل كل شيء حتى إذا كانت هي هكذا كما تقولين سيكون لك مكافأة عظيمة برفضك التفتيش عن أخطائها لقد حملتك في بطنها لقد ربتك بعطف نبيل احتملت متاعب طفولتك لقد غسلت خرقك عطفت عليك عندما كنت تمرضين إن أمراض الأمومة لم تحتملها لأجلك بل وبسببك لقد أتت بك حتى صرت امرأة (شابة) وقد علمتك محبة المسيح ينبغي ألا تضجري بسلوك والدتك التي كرست كعذراء تخدمين عريسك (الرب يسوع).

1- إعالة والديهم

من بين تعاليم اليهود البشرية المنافية لروح الكتاب المقدس أن الإنسان الذي يقدم للمذبح تقدمات يستطيع أن يمهل والديه ويحرمهم من الناحية المادية بحجة تقديم المبلغ لله لكن الله أكد أكرم أباك وأمك لكي تطول أيام حياتك على الأرض وقد وبخهم رب المجد على هذا التعليم أو التقليد الخاطئ… وأما أنتم فتقولون إن قال إنسان لأبيه أو أمه قربان أي هدية هو الذي تنتفع به مني فلا تدعونه فيما يفعل شيئا لأبيه أو أمه (مر11:7-12)

وقد أعطانا الرب نفسه درساَ في الاهتمام بالوالدين وهو على الصليب في لحظات الموت الجسدي إذ لم ينسي أمه بل سلمها ليوحنا الحبيب مع أنه هو بنفسه الذي يهتم بكليهما حتى أثناء دفنه في القبر!!

+ عندما كان معلقا على الصليب أمر تلميذه أن يهتم بأمه ذاك الذي كان متلصقا به دائما قبل الآلام.

+ يتكلم الرسول عن الأرامل اللواتي لهن أبناء أو أحفاد مسئولين عنهن فبوصي الأبناء أن يشفقوا على من في بيتهم فيردوا لآبائهم تعبهم ويعولونهم بما فيه الكفاية.

فالكنيسة لا تتكفل بأمثال هؤلاء بل تقوم بإعالة من هن بحق أرامل فيقول الرسولا أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل (1تي  5 :  3) أي اللواتي هن مهجورات ليس لهن أقرباء يساعدهن ولا يستطعن العمل بأيديهن هؤلاء اللواتي ضعفن بسبب الفقر وغلبتهن السنين وقد ألقين رجاءهن على الله وعملهن الوحيد هو الصلاة(أنظر 1تي5 :3 -16:5)..

لقد أمر الرب أن يعول الأبناء آباءهم المحتاجين فيردوا لآبائهم تلك الفوائد التي حصلوا عليها في طفولتهم أما الكتبة والفريسيون فقد علموا الأبناء أن يقولوا لآبائهم انه قربان أي هدية هو الذي تنتفع به مني فلا تدعونه في ما بعد يفعل شيئا لأبيه أو أمه (مر  7 :  12:11).

حَـول الحــُب العَـائلي

2- أخت تنتهر أخاها.

جاء في السنكسار (اليوم السادس من شهر برمهات) أن شخصاَ يدعي ديسقوروس من الإسكندرية أنكر المسيحية فعلمت بذلك أخته بالفيوم فأرسلت إليه تقول لقد كنت أشتهي أن يأتيني خبر موتك وأنت مسيحي فكنت أفرح بذلك ولا يأتيني خبرك بأنك قد تركت المسيح إلهك… واعلم أن هذا الكتاب أخر صلة بيني وبينك فمن الآن لا تعد ترينني وجهك ولا تكاتبني…

+ إن سمعت أبي أو أمي أو أخي يقول شيئا ضد سيدي المسيح فإنني أكسر تجديفات فمه كما كانت خارجة من فم كلب مجنون…. فمن يقول للأب أو الأم أننا لا نعرفكما (بسبب إنكارهما للإيمان) يكنوا قد نفذوا إرادة الرب فمن أحب أبا وأما أكثر من المسيح لا يستحقه(مت27:10).

3- في حالة رهبنة أحد الأعضاء.

توقف القلم ليحدثني: دع هذا الأمر يكتب عنه إنسان مختبر غيرك فما يجوز لك الكتابة هنا لكنني اطلب من الرب أن يعطني حكمة وفهماَ ورحمة.

لقد سجل لنا التاريخ ولازال يسجل إلى الآن عن حب الكثير من  العائلات العميق لله فتتباري في تقديم أولادها مكرسين للرب وبخاصة كرهبان حاسبة هذا شرف عظيم لا تسحقه وموهبة خاصة وبركة عظيمة يسمح الله لهم بها.

فرهبنة عضو من أعضاء الأسرة ليس بالأمر الهين في نظر الكثيرين لأنه قطع لصلته بالأسرة ماديا وعاطفيا إنه قدوم على الموت باختياره لذلك لا يستطيع بقية الأعضاء أن يقبلوا هذا الأمر أو يرضوا عنه ما لم يكن حب الله قد تغلغل في قلوبهم لهذا لا نعجب إن رأيناهم لا يقدمون له موافقة صريحة على الرهبنة ولا نحزن إن رأينا مشاعر الأبوة وحنان الأمومة دعا الأب والأم إلى البكاء ومشاعر الأخوة دعا الإخوة إلى الحزن وقتياَ فهذا أمر طبيعي لكننا نحزن ونحجل عندما نري عائلاتنا بكل أسف تصر على الرفض بل وقد يستخدمون وسائل العنف والقسوة المادية والأدبية فنسمع عن أولئك الذين أجبروا أبناءهم على عدم الترهب بالقوة ومن الآباء والأمهات من هددن أبناءهن بالانتحار وكثيرون استخدموا كل الوسائل لمنع أبنائهم عن العشق الإلهي.

يا للجفاف الروحي الذي انتابنا!!! يا للأنانية التي سيطرت علينا فأحب الآباء أولادهم لا بل أنفسهم أكثر من إلههم ومن أولادهم !! أليست سعادة الأب أن يجد ابنه سعيدا في أحضان إلهه؟!!

أمثلة لعائلات محبة.

إذ تغلغل حب الله في قلوب الآباء الأولين لذلك رأينا عائلات بأكملها من أب وأم وأبناء يتقدمون للرهبنة لذلك لا نعجب إن عرفنا أن عدد الأديرة التي حول الإسكندرية كانت أكثر من مائتين ديرا وأن الدير الواحد من الأديرة الباخومية في الصعيد كان به حوالي ألف راهب رغم تقارب الأديرة الباخومية من بعضها البعض وفيما يلي أمثلة تكشف لنا عن حبهم لله فوق كل عاطفة بشرية.

1- جاء عن الأنبا بيشوي أن والدته رأت رؤيا كأن ملاكا يقول لها الرب يقول لك أعطيني أحد أولادك ليخدمني فأجابته خذ يا سيدي من تريده فمسك الملاك بيد الأنبا بيشوي وكان رقيقا نحيف الجسم فقالت أمه للملاك خذ يا سيدي واحدا قويا ليخدم الرب فأجابها هذا هو الذي اختاره الرب.؟

2- جاء عن القديس باخوميوس أب الشركة أن مريم أخته سمعت بأخبار أخيها فاستدلت على مكانه وذهبت إلى طبانسين وهناك أخبرت المسئول عن الباب بأمرها وكنا نظن أنه يعانق أخته التي لم يرها منذ خروجه للدير أو على الأقل يذهب باشتياق ليقابلها لكن حبه لله فيها جعله يجيبها على فم البواب قائلا يا أختي إنك تعلمين إني حي وصحتي حسنة اذهبي مطمئنة إلى البلد دون أن تغضبي لعدم رؤيتك لي بعينيك الجسديتين فإن كنت ترغبين في اعتناق الحياة التي أسلكها كي تنالي رحمة الله ففكري في هذا جديا وإن كانت هذه هي إرادة الله فارجعي وسأبني لك في مكان ما ديراَ حيث تعيشين في قداسة وإنني لست أشك قط في إن السيدات القديسات سيقلدنك.

3- لئلا نظن أن مثل هذا الحب لا يمكن أن يوجد في هذا العصر نذكر عن أحد عائلاتنا المعاصرة أنه كان أحد الإخوة وحيدا لأبويه وقد بذلت أسرته الكثير ؟لأجل تعليمه وبعد تخرجه فاتحهم في أمر تكريسه حقا لقد بكت الأم وصمت الأب عن الكلام لكنه بعدما ترهب ابنهما أرسل الأب يقول ابنه يا ابني أنا أب وأعلم يقينا أن سعادة الأب في سعادة ابنه فإن كان طريق الله يسعد نفسك ففيه يجب أن تكون سعادتي أنا أيضا ولن أقف بوما عثرة في طريق خدمتك لله التي تكون فيها سعادتك.

أمثلة لعائلات تعلقت ببعضها أكثر من الله.

1- لقد حدث في الأيام الماضية (أي قبيل كتابة الرسالة) أن السيدة Practextata  التي هي ذوي المكانة أبدلت ثوب ابنتها العذراء وصففت شعرها بحسب ما يطلب العالم وذلك بناء على أمر زوجهاHymettius خال يوستوخيوم الذي أراد أن يتغلب على عزيمة العذراء نفسها ورغبات أمها الواضحة وفي نفس الليلة رأت ملاكا في الحلم وبنظرات مرعبة… قال هل تجاسرت فجعلت وصايا زوجك قبل وصايا المسيح؟! هل تجرأت ووضعت تلك الأيدي التي تدنس ما هو مقدس على رأس العذراء ؟! فإن أصررت على البقاء في شرك فسأحرمك من زوجك وأطفالك.

+ كتب إيرونيموس في سنة 373م أو 374م رسالة إلى Heliodorus   يحثه فيها على الرهبنة رغم رفض والديه نقتطف منها ما يلي:- 

لقد سألتني وأنت راحل أن أدعوك إلى الصحراء حيث أنا مقيم لذلك ادعوك الآن تعال- تعال سريعا لا تذكر بعد الرباطات القديمة فإن الصحراء ليست لا لهؤلاء الذين تركوا كل شيء لا تدع ثقل أسفارك القديمة تؤخرك إنك تؤمن بالمسيح آمن بكلماته اطلبوا لولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم (مت  6 :  33).

ولكن ما هذا؟! لماذا ألح عليك بغباوة مرة أخري؟! إنني لن أعود على التوسلات فسأضع حدا إلى الملاطفة لقد امتهنت طلباتي فربما تنصاع لا حتجاجي ما الذي يجعلك لا تزال في بيت أبيك أيها الجندي المدلل؟ أين هي الحواجز والخنادق التي لك؟………. أذكر اليوم الذي فيه سجل أسمك عندما دفنت مع المسيح في المعمودية فقد تعهدت بالوفاء له معلنا انك لأجله مستعد للانفصال عن أبيك وأمك.

هوذا العدو يحاول أن يذبح المسيح في صدرك هوذا كل رتب العدو تتنهد في حسرة بسبب الهبة التي نلتها عندما دخلت في خدمة المسي.

هل ابن أخيك (ابن أختك) الصغير يعانقك؟1 لا تعطه التفاتا.

هل أمك بوضعها للرماد على رأسها وتمزيقها بثيابها تظهر لك الصدر التي رباك؟! لا تنصاع لهذا.

هل يتمدد أبوك على مدخل الباب؟! أعبر إلي طريقك.

لتنظر بعيون جافة إلى مستوي الصليب ففي مثل هذه الحالات تكون القسوة هي المحبة الحقيقة.

إنه سيأتي اليوم حقا سيأتي ذلك اليوم الذي فيه تعود منتصرا إلى المدينة الحقيقية وتسير في أورشليم السمائية متوجاَ بتاج البسالة عندئذ ستطلب مثل هذه الرحلة لوالديك عندئذ تطلب من أجلي أن الذي أحفزتك لتعبر طريق النصرة.

+ إنني لست أجل تلك القيود التي قد تحتج بها كعوائق تمنعك إن صدري ليس من جديد وقلبي ليس حجر لست مولود من حجر صوان ولا رضعت من ببرة.

لقد اجتزت أنا أيضا بضيقات مشابهة لضيقاتك فالآن أختك الأرملة تلقي بذراعيها على عنقك لملاطفتك والعبيد إخوتك يصرخون لأي سيد تتركنا والمرتبة المتقدمة في السن والخادمة و…… يقولون انتظر فقط حتى نموت وتذهب بنا إلى المدافن.

إن حب الله والخوف من الجحيم يقطعان بسهولة مثل هذا.

+ الكتاب المقدس يأمرنا بطاعة والدينا ولكن من يحبهم أكثر من المسيح يخسر نفسه8(مت37:10)..

هوذا العدو يحمل سيفاَ ليقتلني فهل أفكر في دموع أمي؟! أو هل أحتقر خدمة المسيح لأجل أب الذي لو كنت خادماَ للمسيح لا أرتبط بدفنه(لو59:9-60) ولو إنني كخادم حقيقي للمسيح مدين بهذا (بالدفن) للجميع.

فبطرس بنصيحته المملوءة جنبا كان مخالفا الرب عند اقتراب آلامه (مت23:16) وبولس أجاب الإخوة الذين طلبوا منه ألا يصعد إلى أورشليم قائلا ماذا تفعلون تبكون و تكسرون قلبي لأني مستعد ليس أن اربط فقط بل أن أموت أيضا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع (أع  21 :  13).

أن آمنوا (أمي وأبي وإخوتي) فليأمرونني في آمان اله فاذهب لأحارب (روحياَ أي يذهب إلى الدير) لأجل اسمه وما إن لم يؤمنوا به فـ دع الموتى يدفنون موتاهم…. أخي أن المحبة دفعتني أن أحدثك بهذا أنك يا من تجد الحياة المسيحية الآن صعبة هكذا سيكون لك جزاء في تلك اليوم.

4- مرض أحد الأقرباء.

يظهر مدي حبنا لله إذا مرض عزيز لدينا فبقدر ارتباطنا بالرب تهون علينا كل الضيقات ونشعر أن الله أب محب صانع للخيرات لن يسمح بشيء ما لم يكن فيه خير لنا لست أعني بهذا أن يضطرب يكون غير مؤمن بالله أو محب له لكنه ضعيف يطلب عونا من الله.

وقد أظهرت Paula  حبها الحقيقي العميق لله عندما كان يمرض أحد أفراد عائلتها إذ يقول عنها إيرونيموس في رسالته لابنتها يوستوخيوم.

+ إنني أعلم انه عندما كانت تسمع عن مرض أحد أولادها مرضاَ خطيراَ وخاصة عند مرض توكسوتيوس Toxotius     الذي كانت تحبه جدا كانت أولا تكمل بنفسها القول انزعجت فلم أتكلم (مت37:10)  . وعندئذ تصرخ بكلمات الكتاب المقدس ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني (مت  10 :  37) وكانت تصلي للرب وتقول يارب احفظ أطفالك الذين كتبت عليهم بالموت أي هؤلاء الذين لأجلك يموتون كل يوم جسديا.

علامات حبــّــنا للأقرباء

طول الأناة آو الترفقُ عدم الغضب

+ أن كان الشخص يغضب بكونه إنسانا فإنه يضع حدا للغضب بكونه مسيحيا.

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ إن الكلمة الخارجة من الفم تخرج كحجر مرشوق باليد هيهات عودتها أو ضبطها فلهذا يلزم التأمل فيما سيقال قبل أن يخرج الكلام لأنه بعد خروجه يكون التأمل فيه باطلا.

عَــدم النميمـَـة

لا تصفي إلى التمام

+ جاء عن القديس اغسطينوس أنه نظم بيتين شعرا كتبهما وعلقهما في بيت المائدة لأباده طاعون النميمة ترجمتهما:-

يا ثالبا عرض غيره

دع ذا المكان مفرا

وسالبا شأن ديره

فلست تخطئ بخيره

فانفق أن جلس معه على المائدة بعض الأساقفة من أصدقائه فأخذوا يغتابون قوما وينمون عليهم أمامه فنصحهم القديس حالا قائلا لهم إما أن تمحوا هذين البيتين أو أنني أقوم عن المائدة.

+ إذ سمعت أحدا يثلب غيره اهرب منه كهروبك من حية سامة حتى يخجل ويتعلم إلا يتكلم بهذا مرة أخري.

( أقوال القديس الأنبا باخوميوس )

علامات حبــّــنا للأقرباء

أضرار الغضـبُ

+ إذا أكمل الإنسان جميع الحسنات وف قلبه حقد على أخيه فهو غريب عن الله.

علاج الغضــبُ

أنظر إليه كطبيب.

الله طبيب نفوسنا لن يسمح لإنسان أن يخطئ في حقنا أو يعادينا ما لم

يكن ذلك لإبراء جراحاتنا أو لتهيئتها للإكليل السمائي…. ونظراَ لتشابه عمل من يغضبنا ومن يعادينا لذلك أرجات الحديث ع هذه النقطة عند الحديث عن حبنا للأعداء إن شاء الرب.

+ إذ توبخ أحدنا من احد أخواته ولم يقبل ب حقد عليه فقد اغتالت الشياطين نفسه ولست أقول هذا فقط بل وإن لم تعتبره كطبيب معالج فقد ظلمت نفسك لأنه ماذا تقول فيما أصابك؟! ألست تعلم أنه قد نظف أوساخك؟! فسيبلك أن تعترف به كطبيب أرسله إليك المسيح فإن كنت تحب المرض فلا تحتج على البريء أما هذا الألم الذي حدث فيك فذلك دليل ضعفك و إلا ما كنت تحزن من الدواء لذلك ينبغي أن تعترف بالفضل للأخ لأن به قد عرفت مرضك القائل فعليك أن تقبله مثل دواء شاف مرسل من عند يسوع المسيح فلو أنك لم تقتصر على عدم شكرك له فقط بل خلقت حوله شكوكاَ كأنك تقول ليسوع المسيح لست أريد أن تشفيني ولا أشاء أن أقبل شيئا من أدويتك.

الأحزان هي (مكاوي) يسوع فمن أراد أن يبرأ من أسقامه يلزمه حتماَ أن يصبر على ما يرد عليه من الطبيب ولعمري إن المريض ليس من شأنه أن يستلذ بالكي والبتر وشرب الدواء النقي بل من طباعه أن يبغض الأدوية ولكنه إيقانه انه بلا علاج لن يحصل على الشفاء لذلك نجده يدفع ذاته للطبيب عالماَ أنه بالأدوية المرة يتخلص من الأمراض الضارة الرديئة.

               الصداقــــــة

+ إذا ضعفت عن أن تكون غنياَ بالله فالتصق بمن يكون غنيا به لتسعد بسعادته ونتعلم كيف تمشي حسب أوامر الإنجيل.

( أقوال القديس باسيليوس الكبير )

خصـَــائصُ الحـُب  

+ اهتموا أيها الصديقون بالرب(مز1:33) أنظروا كيف أن النبي لم يقل اهتفوا (ابتهجوا) بكثرة الخيرات الزمنية ولا بحذاقة العقل وغزارة العلم ولا بصحة الجسد وقوته ولا بالكرامة والجاه……

 بل قال اهتفوا بالرب واجعلوا فيه وفي تكميل إرادته سروركم ورجاءكم.

حقا إنه لا يوجد شيء سواء بقدر أن يشبعنا بالكلية وغيره لا يمكن أن يخولنا سرورا حقيقا.

حبّـــنا للعَروسُ

جماعَة المؤمنين

+ وهكذا في كل موضع طلب السيد هاتين الوصيتين مرتبطتين أحدهما بالأخرى حتى أن الخير الذي نصنعه برفيقنا من أجل الله يقبله الله كأننا قد صنعناه به قال  جعت فأطعمتموني…. إلى آخر قوله إذا صنعتم بأحد إخوتي المساكين في صنعتم  (مت  25 :  35-39)

فمن جهة الوصية الأول نقدر أن نقيم الثانية ومن أجل الثانية نقدر أن نعود إلى الأولي.

والذي يحب الله هو يحب قريبه حقا.

حبــّـنا للخروفُ الضـّال

كيـَف أخـُـدم؟!

+ من يوبخ غيره ويؤدب عليه أن يتشبه بالأطباء الودعاء الذين لا يغضبون محتدين على المرضي بل ليكن ضربهم وقتالهم ضد ذلك الداء ويستعملون في استئصاله جميع الوسائط التي يتلاءم فيها الدواء مع الداء هذه حال من. من حقه أن يؤدب ويوبخ فلا يجوز له أن يغضب على من زل وأخطأ بل يوجه عزمه نحو تلك الزلة والرذيلة ليستأصلها من نفس الأخ.

إن الطريقة التي يلزم للرئيس أن يسلكها مع المرؤوس تكون كالطريقة التي يسلك فيها الأب الطبيب الذي يعالج ابنه الجريح فإنه يعالجه بكل حرص وشفقه ورغبه هكذا يلزم مع يوبخ مرؤوسه الذي هو ابنه الروحي فيؤدبه بكل عذوبة ولين بالأناة والاتضاع كما قال الرسول بروح التواضع(غلا1:6)

5- اخبر مرشدكما.  

يقف بعض الإخوة موقف الحيرة عندما يسمع عن أخيه انه أخطأ في خطية معينة……….

 هل يخبر أب الاعتراف أم يعتبر هذا نميمة أو إدانة؟!

إن الحب يدفعنا كثيرا بل ويلزمنا أن نخبر أب الاعتراف المهتم بخلاص هذه النفس فنحن لا نصنع هذا من أجل إدانته ولا عن نميمة بل في حب لأجل علاجه.

+ إن كتمانك لخطية أخيك وعدم أخبار المرشد بها ليس إلا حث المريض إلى الموت الموجه إليه سريعا. لأن الخطية الخفية المستورة بمنزلة القرحة ألباطنه فإنها إذا أخرجت (صديدا) في الداخل لحقت بالقلب وقتلت المريض فإن وجد من يظهرك ويستخرج سمها الكامن فيها ولو كان ذلك بألم شديد يكون قد أحسن إليه إحسانا عظيما ونعتبره لذلك محباَ كبيراَ.

وهكذا إن كان الأمر بالعكس  أي إذا لم يقبل أن يظهر تلك القرحة ولا يستخرج منها موادها العفنة إلى الخارج شفقة عليه من التألم, فإنه يحسب عدوا مبينا لكونه سمح بموته.

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

فلسفة العطاء في المسَيحّية

+ عن الدليلين الأساسيين على أنن حاصلون على المحبة الأخوية هما أن يتوجع حزنا من قبل ضيقات القريب الروحية والجسدية وأن يغتبط فرحا بخيراته كقول الرسول فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين.

بركات العطــَـاء

+ من أجل أنك لم ترحم الآخرين فلا يصنع بك رحمة أيضا ولأنك أغلقت باب بيتك إزاء المساكين فلا يفتح لك الله باب ملكوته وكما أنك أمسكت بالخبز عن البائسين حينما كانوا يطلبونه منكم هكذا يمسك الله عنك الحياة الأبدية.

 التي تطلبها إنكم ستحصدون ما زرعتم فإن كنتم قد زرعتم المرارة فستحصدون المرارة وإن زرعتم القساوة فلا تحصدون سوي الأتعاب القاسية والعذابات الهائلة وإن كنتم هربتم من الرحمة تهرب منكم وإن رذلتم الفقراء فيرذلكم ذاك الذي صار فقيرا حبا لكم……….

العطـَـاء وَالرّهبنة

هل للراهب أن يتصدق؟

إنني أتجاسر فأتكلم عن الرهبنة ليعطني الرب فهما وحكمة لأتكلم من اختيارات آبائي.

الرهبنة عشق ليسوع… فهي عطاء لأنها تقديم القلب ليسوع وازدراء بالعالم لأجل يسوع لذلك فالراهب بهذا المفهوم يحب كل الناس فيتصدق ويرحم إخوته واو بالنية عل ان يترحم هذه النية عمليا في صلواته وأعماله قدر ما يهبه الرب من إمكانيات لأن الراهب الذي مات عن العالم لا يملك حتى الكتاب المقدس الذي يقرأ فيه.

+ ينبغي ألا يعمل أحد (من الرهبان) من أجعل حاجته فقط بل ليعطي المحتاجين أيضا فالمجتهد في عمل النهار والليل ليوجد ما يعطي للمحتاجين هو رجل كامل والذي يقول إن عمل يديه يكفي حياته فعليه خطر القول ملعون كل من يتوكل على إنسان(أر5:17) 

حبــّــناِ للأقــــــُـرَباء

صفات الأزواج المحبيُن

+ يجب على النساء أن يتزين بالتواضع ككلام الرسول ولا يتزين بذهب ولا فضة ولا بزينة ما خلا الحسن الحقاني( بط3:3-4) ولا تتزين امرأة على خديها بحمرة بل تمشي هكذا بعفاف ووجهها مطأطئ إلي أسفل في كل حين ولتكن طائعة لبعلها كالوصية مثل النساء الأوليات ولا يكن لها سلطان على جسدها كقول الرسول وتكون تحت أمر بعلها (كو4:7)

والشعر قد دفع لها عوضا عن البلين (الوشاح) (1كو11-15) ولكنه ليس بافتخار وتعديل لأن مثال الزواني يتبين بهذا ولا تتزين بحسن كاذب الذي هو بأدوية ورشم بكحل وبضفر شعر وبعده تحريك أعين بلا حشمة وإشارة أصابع بغواية وضحك مملوء حلاوة كاذبة ومشي بلا هدوء وكلام ليس فيه عفة هذه المثالات الكثيرة التي تثير الزناة وتدع الشهوات تتحرك في أعضاء الذين يزنون…..

امرأة تلبس ذهبا وهي ماضية إلى الكنيسة أو تلبس حليا أو تتعطر بطيب حسن هذه هي هكذا شك وهي كلها عثرة.

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ يجب على الإنسان عند الكلام أن يتأمل في نفسه من هو؟…. مع من يتكلم؟…. في حضرة من يتكلم؟

تكـُـريم كل عضـُـو

+ بهذا عرفنا محبة الله لأنه أسلم نفسه عوضا عنا فينبغي علينا نحن أيضا أن نسلم أنفسنا عوضاَ عن إخوتنا(1يو16:3) فإذا كان ينبغي أن يبلغ حينا للمسيح إلى هذا الحد أي إلى بذل أنفسنا عوضا عن إخوتنا فبالحري إذا أن تبلغ بنا إلى أشياء كثيرة نصادفها كل يوم وهي أقل كلفة بكثير عن بذل أنفسنا عنهم فأحد هذه الأشياء وأحقها الذي تقتضيه المحبة منا ويعيننا في حياتنا ونموها هو اعتبارنا للقريب فهذا عليه يتأسس ويعتمد كل بنيان المحبة الحقيقية فاعتبارنا لهم تزداد فينا المحبة وتوابعها لهذا يحث الرسول أهل فيلبي. لا شيئا بتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسكم (في  2 :  3) وقال أيضا لأهل رومية وأدين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة.

الصداقــــــة

الصداقـــــــــــــــة الشريرة

كل صداقة ليست في الرب لا يحق دعوتها صداقة لأنها تزول سريعا ومن أمثلة تلك الصداقات غير الحقيقية.

(1) الصداقات الخاصة المعثرة.                                     (2) الصداقة لأجل نزال شهرة.

أولا:- الصداقات الخاصة المعثرة. إذا جلست في وسط جماعة احذر من تكوين صداقة خاصة تجلب غيره الباقين نحوكما بل حدث الكل وحب الكل وتعامل مع الكل بلا تميز.

وقد تحدث القديس باسيليوس الكبير كثيرا في عظاته عن تدبير الرهبان عن تلك الصداقات العثرة التي توجد في وسط جماعة عامة طالبا من أن نستخدم الحكمة في تكوين الصداقة فلا نحب شخصا أكثر من الآخرين وبخاصة من الرؤساء لئلا يتسبب عن ذلك تحزبات وانشقاقات وحسد وغيره بين الرؤساء.

+ يجب على الرهبان أن يكون بينهم حب وإتحاد عظيم إلا انه ينبغي أن ينتزع عنهم كل إتحاد خاص كائن بين شخصين أو ثلاثة على أن هذه الإتحادات الخاصة ولو ظهرت كأنها مقدسة فهي انشقاق عن الآخرين.

+ إن وجد راهب يظهر أنه مائل نحو أحد الإخوة أكثر من الآخرين إما لأجل قرابة أو لسبب آخر يجب صده وتأديبه لأنه بفعله هذا يفتري على المحبة العامة.

+ إن الذي يحب أحدا من الإخوة أكثر من الباقين فإنه بمجرد فعله هذا يظهر أنه لا يحب بقية الإخوة حبا كاملا وبالتالي يسئ إليهم مفتريا على جماعة الدير فإن كان الله يغتاظ عن أساء إلى شخص واحد غيظا هذا حد حتى أنه يقول أنه يمسه تعالي في حدقة عينه (زك8:2) فماذا يكون حال من يسئ إلى كل الجماعة؟

+ إن الصداقات الخاصة تزرع على الدوام الحسد والعداوة وتسبب الانشقاق والتعصبات واللوم الخفي التي هي خراب للرهبنة وهدم لها.

علامات حبــّــنا للأقرباء

أضرار الغضـبُ

( أقول القديس نيل السيناوي )

+ كل ما تنتقم به من أخيك الذي أخطأ إليك فسيكون كله وبالا عليك في وقت صلاتك.

الحــــــُب الأخوي”4″

مفــُهوم الحــــُب

(أقوال القديس الأنبا برصنوفيوس)

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

العطـَـاء وَالرّهبنة

هل يجوز للراهب أن يتصدق على عائلة.

الله الذي امرنا بمحبة القريب كنفسنا أي من كل القلب امرنا أن نعطي اهتماما خاصا بالأقرباء حسب الجسد فطالبنا أكرم أباك وأمك لذلك وبخ اليهود الذين أهملوا والديهم لأجل تقديم القربان. وهو بنفسه خالق كل البشر أعطي اهتماما خاصا بأمه فكان خاضعا لها وسمع لطلبتها في عرس قانا الجليل بل وهو في أحلك ساعات اللم على الصليب لم ينسي أمه بل سلمها ليوحنا الحبيب وعندما أرسل التلاميذ طالبهم بالتبشير أولا في أورشليم ثم اليهودية فالسامرة فالعالم كله.

وبولس رسول يسوع المسيح أعطي اهتماما خاصا لأقربائه حسب الجسد رغم دعوته ليكون رسولا للأمم وعندما كتب عن شروط الأسقفية طالبنا أن يكون الأسقف مهتما بيته لأن من لا يهتم بيته كيف يستطيع أن يهتم ببقية إخوته؟!

فيخطئ كل إنسان يحسب أن السمو الروحي يستدعي الإهمال في حقوق والديه وأقاربه حسب الجسد.

لكن رجال الإكليروس والرهبان لهم وضع خاص فيخشى من رجال الإكليروس انه في إعطائهم لأقاربهم تتغلب عليهم محبة المال والتميز بين أولاده الروحيين فيعطي بسخاء لأقاربه حسب الجسد على حساب أولاده الآخرين.

أما الراهب فقد مات عن العالم كلية لا يعرف له أبا ولا أما ولا إخوة ولا أقارب جسديين بل يري يسوع أباه والكنيسة أمه وكل إخوته المنتقلين والمجاهدين بين إخوة له تمييز.

لقد صلب الراهب العاطفة البشرية فيجب أقاربه بنفس حبه لكل الماس من كل نفسه.

تقول ولماذا لا يتصدق على أقاربه إن احتاجوا دون أن ينظر إليهم كأقرباء جسديين؟ أقول لك بأنه عن صنع هذا فليتصدق أولا على المحتاجين حتى لا يبقي إنسان أفقر من قريبه هذا وعندئذ ليتصدق على إخوته حتى هذا يخشى منه أن يفك رباطات العاطفة البشرية المصلوبة.

+ أتسألني أيها الأخ بخصوص أخيك؟ إني لا أعرف لك أخا غير المسيح. فإن كان لك إخوة فأعمل معهم شئت (فأنا ليس عندي كلام) لأنه إن كان الرب نفسه قال من هي أمي ومن هم إخوتي فماذا أقول أنا لك؟! هل تطرح وصية الرب وترتبط بأخيك حتى ولو كان مفتقرا إلى ثوب وإن كنت قد ذكرت أخاك فلم لم تتذكر المساكين الآخرين لا بل لم تتذكر القائل عن نفسه أني كنت عريانا ولم تكسوني لكن الشياطين تلاعبك وتذكرك أيضا بأولئك الذين كنت قد جحدتهم لأجل المسيح لكما تظهر مخالفا لأوامر.

علامات حـبـّـــنا للأقرباء

أضرار الغضــُب

+ لقد طلبت من الله أن يعرفني جواب سؤالك فقال لي طهر قلبك من كل أفكار الإنسان العتيق وأنا أجيبك إلى سؤال قلبك لأن مواهبي إنما تكون في الأطهار ولهم تعطي ومادام قلبك يتحرك بالغضب وبالحقد وبسائر الآلام العتيقة فلن تدخل فيه الحكمة.

إن كنت تشتهي أن تنال لقمتي ومواهبي فأخرج رجل العدو وأبعده عنك ومواهبي منها وبها تأتي إليك فمن يشتاق إلى مواهبي فليقف آثاري لأني مثل الحمل الذي لا شر فيه ومع أني أوصيتكم بأن تكونوا ودعاء مثل الحمام إذ بي أجدكم وقد اتخذتم لنفسكم قسوة الآلام…

علاج الغضــبُ

+ إذا اتفق أن شتمك إنسان وأتاك الفكر بأن ترد عليه قل لفكرك عن أنا رددت عليه أحزنته وأعثرته فلا صبر أنا قليلا والآمر يجوز بسلام.

كذلك إن وجدت في داخلك فكرا بالشر من جهة إنسان فقل ما يأتي إن الذي يفكر بالشر يعاقبه الله فكما قال الآباء إن وجدت عقلك محاربا في الزنا فتعال به إلى القداسة وإن حوربت بالبغضة فتعال به إلى المحبة وبذلك تصبح على الدوام في يقظة وحذر.

+ إذا ما حركك فكر ضد إنسان فقل في نفسك بطول روح إني قد أخضعت ذاتي لله لكيما أخدم آخرين فكيف عنك الفكر.

كن دائما مستقصيا عن أفكارك لتبكتها لأن الذي يبكت أفكاره ويقول انه خاطئ وهو في فعله ليس خاطئا فهذا هو غاية الإتضاع.

+ كن وديعاَ بقلبك واذكر الخروف الوديع وكم صبر ورغم أنه لم تكن ل خطية لكنه احتمل الشتم والضرب وسائر الآلام حتى الموت اتعب وجاهد ليبعد عنك الغضب بمعونة الله الحق إلهك المسيح الذي أحبك له المجد دائما على الأبد آمين.

+ سؤال:- يا أبي إن الأخ يحتقرني جدا وأحاول أن أبدله بتلميذ آخر أو أبقي وحدي لأن فكري يقول لي لو كنت وحدك ما كنت تحزن.

الإجابة:- لا يجب أن تقبل تزكية نفسك ولا تقل لو كنت وحدي ما كنت أحزن لأنه لا يكون خلاص بدون أحزان لأنك بقولك هذا تبطل الكتاب القائل كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب.

أما بخصوص استبدال تلميذك بأخر فالآمر واحد لأنك إذا اتخذت آخر وصادفك منه ما يحزنك فماذا تعمل؟ فيجب عليك أن تحتمل التلميذ الذي لك وسياسته ويلزمه هو القبول منك على أن تحتمل ثقله بخوف الله.

عَــدم الإدَانة

+ يوم تدين أخاك تنقطع عنك نعمة الروح القدس فتعثر بأخيك وتكون سبب عثرة. 

( أقوال بيامون [ مناظرات يوحنا كاسيان] ) 

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ إننا لا نحصل على الصبر الحقيقي والهدوء ولا نحفظهما بدون أتضاع عميق من القلب لنه في هذه الحالة لا يحتاج إلى أي عون خارجي من أي شيء طالما توجد فضيلة الاتضاع الداخلية أم الصبر وحارسته.

أما إذا اضطربنا من أي إنسان يهاجمنا فأنه يكون من الواضح أن أسس الاتضاع غير موجودة فينا بإحكام لذلك فأن هبت أقل عاصفة يهتز البناء كله ويهلك لأن الصبر لا يستحق الإعجاب والتقدير إن احتفظ بالهدوء وعندما لا يهاجمنا عدو بل يكون عظيما ومجيدا إن بقي بلا تأثير عندما تهاجمه عواصف التجارب.

+ إذا غلب إنسان بخطأ واشتعلت فيه نيران الغضب وجب عليه ألا يعتبر أن مرارة الإهانة الموجهة إليه هي سبب خطيته بل بالحري ظهور ضعفه الخفي وذلك طبقا لمثل ربنا ومخلصنا الذي تحدث فيه عن المنزلين(مت 54:7-59) أحدهما مؤسس على الصخر والآخر على الرمل فقد قال عن الاثنين أن عواصف المطر والسيول والرياح هبت عليهما بالتساوي لكن المؤسس على الصخر الصليب  لم يتأذ على الإطلاق من قسوة الصدمة أما الذي تأسس على الرمل الناعم المتحرك للحال انهار وسقط والسبب في سقوطه بالتأكيد لم يكن اصطدامه بالعواصف والسيول بل لأنه بني في غير حكمة على الرمل.

فالقديس لا يختلف عن الخاطئ في أنه ليس مجربا مثله بل يختلف عنه في أنه لا يقهر حتى من الهجوم العنيف أما الآخر فينهزم من أقل تجربة…. طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه (يع  1 :  12) ويقول الرب هآنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد و أسوار نحاس على كل الأرض لملوك يهوذا و لرؤسائها و لكهنتها و لشعب الأرض فيحاربونك و لا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك (ار1 :  19:18).

فما لم يتقو ذهننا بقوة حماية الله الذي يقول في الإنجيل ملكوت الله داخلكم (لو  17 :  21). فباطلا نظن أنا نستطيع أن نتفاداها (الخطايا) يبعد المكان (أي الانعزال عن الناس ) أو نتخلص منها بحماية الجدران لنا فلسنا نحتاج إلى البحث عن سلامنا في الخارج ولا نظن أن صبر الآخرين يكون مفيدا لأخطاء عدم صبرنا لأنه كما أن ملكوت الله داخلكم كذلك أعداء الإنسان هم الذين من أهل بيته (مت10 : 36). لأنه ليس هناك عدو لي أكثر من قلبي الذي هو بالحق ألصق أهل بيته إلى . وبذلك إن كنا حريصين فأنه لا يمكن بسهولة أن نتأذى من الأعداء الباطنيين فإذا لم يقاومني أهل بيتي عندئذ أضمن وجود ملكوت الله في سلام القلب.

فإن فحصت الأمر يدا أجد أنه لا يمكن أن يصيبني أي ضرر من إنسان مهما كان مؤذيا ما لم أحارب نفسي بقلب محارب فإن لحقني ضرر فإن الخطأ ليس من جانب هجوم الآخرين بل بسبب عدم احتمال فكما أن الطعام القوي الدسم مفيد للإنسان ذو الصحة الجيدة إلا انه مضر للمريض فهو لا يستطيع أن يضر الإنسان الذي يتناوله ما لم يسبب له المرض الضرر.

+ أولئك الذين يتملقون أنفسهم بمظهر المتوحدين وشكلهم الذين يبدون في أيامهم الأولي في حماس شديد يبحثون عن الكمال في المجمع والآن بردوا. وإذ لا يريدون أن يقطعوا عادتهم وأخطاءهم القديمة غير راغبين في حمل نير الاتضاع والصبر لأي فترة أطول محتقرين الخضوع لأوامر الشيوخ هؤلاء يبحثون عن قلال منفردة طالبين البقاء فيها وحدهم حتى إذا لم يوجد من يثيرهم يعتبرهم الناس صبورين ولطفاء ومتواضعين وبهذه الطريقة ليس فقط أخطاءهم لا تستأصل بل وتصير إلى أسوء بينما لم يوجد من يثيرهم فتكون مثل سم داخلي ميت كلما بقي مخفيا زحف إلى الداخل بالأكثر وإلي عمق أشد مسببا مرضا لا علاج له…

إن الصبر لا يكون مستحقا للمدح والإعجاب في حالة عدم التعرض لسهام الأعداء عندما يكون الهدوء طبيعيا بل يكون عظيما ومجيدا إذا ما هبت عليه عواصف التجربة وبقي غير متزعزع وحيثما يظن إنسان ما أنه قد تضايق وتأذي بسبب العداوة يكون قد تشدد بالأكثر وتحنك لأن الصبر يأخذ اسمه من الألم والاحتمال.

في الواضح انه لا يمكن لأحد أن يدعي صبورا إلا إذا احتمل بدون تضايق كل الإهانات الموجهة إليه فليس باطلا يمدح من سليمان الرجل الصبور أفضل من القوي والذي يكبح غضبه أكثر من الذي يأخذ مدينة (ام16 :  32).

فقوة الإنسان لا تستحق المدح إن كان قد نال النصرة بدون أن يجرب كما لا توجد نصرة حيث لا صراع أو حرب فطوبي للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه (يع  1 :  12).

عَــدم الحسَـد

+ ومهما يكن الأمر فعليكم أن تعرفوا أن شر الحسد يصعب الشفاء منه أكثر من بقية الأخطاء فهو الوباء الذي رمز له بالنبي لأني هاأنذا مرسل عليكم حيات أفاعي لا ترقى فتلدغكم يقول الرب     (ار8 : 17) بحق قارن النبي الحسد لدغات الحسد بالسم المميت للأفاعي….. فهي مصدر السموم لكنها تهلك ونموت فالحاسد يقتل المحسود ويهلك نفسه قبل أن يقتل المحسود ويهلك نفسه قبل أن يصب سم الموت على الآخرين لأنه بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم فيذوقه الذين هم من حزبه      (الحكمة2 : 25:24) لأنه تماما كما أول من عطب بواسطة وباء هذا الشر (إبليس) لا يجد علاجا للتفكير ولا شفاء يلحقه كذلك الذين سمحوا لأنفسهم أن يصابوا بنفس الوخزات تستبعد عنهم مساعدة أي راقي (حاوي الثعابين) مقدس لأنهم لم يتعذبوا بأخطاء الآخرين بل يتفوق من يحسدونهم وهم عندئذ يخجلون من إظهار الحقيقة ويبحثون عن أسباب خارجية للخطية غير هامة وتافهة وإذ دائما يزيفون الحقيقة فإن الرجاء في شفائهم يكون باطلا……

هذا الشر يصعب شفاؤه لأنه بالتفتيش عن أسبابه يصير أردا (إذ  يبحث الحاسد عن الأسباب الخارجية لا الحقيقة الداخلية ) ويزداد بالخدمات ويهيج بالهدايا لأنه كما يقول سليمان نفسه من يقف قدام الحسد (ام27 :  4) فعلي قدر ما ينجح الآخر (المحسود) في خضوع و أتضاع أو فضيلة الصبر أو في كرمه فإن هدا يهيج وخزات حسد الآخر إذ لا يرغب إلا هلاك المحسود وموته.

أخيراَ فإنه لم يمكن لأي تذلل من جاني أخيهم(يوسف) الذي لم يضرهم أن يخفف من حدة حسد الآباء الإحدى عشر الراغبين في موته وبالكاد اكتفوا بخطية بيعهم لأخيهم.

من الواضح أن الحسد من أسوأ الخطايا وأصعبها شفاء لأنه يلتهب بنفس الأدوية التي بها تهلك بقية الخطايا فكمثال الإنسان الذي تحزنه خسارة قد لحقته يشفي بتعويض حر والمتألم بسبب خطأ أصابه يرضيه اعتذار متضع كاف لكن ماذا تفعل إنسان تزداد معصيته أكثر كلما ازددت إتضاعا ورحمة هذا الذي لم يغضب طمعا في رشوة ينالها أو ليحصل على خدمات غنما يغضب بسبب نجاح الآخرين وسعادتهم؟! من الذي يستطيع أن يرضي الحسود الذي يطلب ضياع ثروة الآخرين ويعمل على فشلهم أو يسبب لهم مصائب؟! كذلك نحن نحتاج إلى عون إلهي الذي لا يقف أمامه شيء غير مستطاع حتى لا تهلك الحية بعضتها الفريدة ما هو مزدهر فينا بل نحيا بحياة الروح القدس الفعالة وقوته.

+ عرض القديس الأنبا بيامون أثناء حديثه مع القديس يوحنا كاسيان عن موضوع الحسد وقد أورد قصة الأنبا بفنوتيوس والأخ الذي جسده موضعا كيف كانا الرب المحسود خيرا والحاسد شرا فقد قال:-

لقد كان حتى في صبوته صالحا ومملوءا بالنعمة حتى أعجب مشاهير الرجال وعظماءهم بهيبته واستقامته الدائمة ورغم صغر سنه كان يوضع في مصاف الشيوخ بسبب فضائله….. ولكن الحسد الذي سبق أن أثار عقول إخوة يوسف ضد أخيهم أثار أحد الإخوة بغيرة متقدة آكله وإذ أراد الأخ أن يشوه جماله بفنوتيوس بوصمة….. انتهز فرصة تركه قلايته يوم الأحد لذهابه للكنيسة وتسلل إليها وخبا كتابه بين السعف ولما انتهت الخدمة المعتادة جاء يشتكي أما جميع الإخوة للقديس إيسيذوروس الذي كان قسا للبرية قبل رسامة بفنوتيوس هذا قسا عليها وأعلن بأن كتابه قد سرق من قريته فأثارت شكواه بلبلة في عقول الإخوة وبخاصة القس حتى توقف تفكيرهم إذ غلبتهم الدهشة لأن يسمعوا عن جريمة لم ترتكب قبلا ولا سمعوا عنها لأنها لم تحدث من قبل في هذه البرية فحث المتهم أن ينتظر الكل في الكنيسة ويرسل بعض الإخوة المنتخبين للبحث في قلالي الرهبان راهباَ فراهب فعهد القس الأمر إلى ثلاثة من الشيوخ الموثوق فيهم فدخلوا قلايات الجميع وأخيرا وجدوا  الكتاب في قلاية بفنوتيوس وسط السعف فلما عادوا إلى الكنيسة أحضروا الكتاب أما الجميع أم بفنوتيوس فرغم نقاوته من جهة ضميره لكنه كان كما لو كان إنسانا كشفت جريمة سرقته فطلب منهم تهذيب نفسه وباتضاع طلب التوبة…

ولما خرج من الكنيسة في الحال لم يضطرب فكره لكنه وثق في حكم الله فصار يزرف الدموع في الصلوات ويصوم ثلاثة أضعاف ما كان عليه ويصنع مطانيات للأخوة في أتضاع….

أما الشرير…. فقد صرعه روح نجس فاعترف بكل المكيدة السرية المدبرة وقد بقي زمانا طويلا متألما من الروح النجس حتى لم تستطع صلوات القديسين الساكنين هناك أن تشفيه…….          بل ولا حتى الموهبة الخاصة التي للقس إيسيذوروس……

 لأن المسيح كان يحفظ للشباب بفنوتيوس مجداَ إذ لا يشفي الرجل إلا بصلوات من دبرت له المكيدة…….

( أقوال القديس الأنبا بيمين )          

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

بركات العطــَـاء

+ واظب على عمل يديك ما استطعت وذلك لعمل صدقة لأنه مكتوب إن الرحمة تطهر الخطايا.

العطـَـاء وَالرّهبنة

+ واظب على عمل يديك ما استطعت وذلك لتعمل منه صدقة لأنه مكتوب إن الرحمة تطهر الخطايا.

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ إذا لأم إنسان نفسه حينئذ يكون أخوه عنده أكرم منه وأفضل منه وإذا ظن في نفسه انه صالح حينئذ يكون أخوه وعنده حقيراَ ومهاناَ ويقع فيه.

علامات حبــّــنا للأقرباء

عَــدم الإدَانة

+ إن كنت تريد أن تجد نياحاَ ههنا وفي الآخرة فقل في نفسك في كل أمر أنا من أنا ولا تدن إنساناَ.

+ لا تدن أحد ولا تقع بإنسان والله يهب لك الهدوء والنياح في القلاية.

( أقوال القديس الأسقف ثيوفان الناسك)

مفــُهوم الحــــُب

خصـَــائصُ الحـُب

1- العمل وسيلة لإنماء الحب.

إن كان الحب هبة معطاة من الله لأولاده بالمعمودية لكن هذه الهبة تبقي كامنة ما لم يستخدمها المؤمن وقد شبه أغسطينوس هذا بالجندية فالإنسان يعطي له رتبه الجندية وعندئذ غما يجاهد فيكلل أو يعيش كشريد طريد هائم رغم رتبة الجندية المعطاة له فأعمال الحب لأزمة وضرورية إنماء الحب فينا.

+ التواضع يكتسب بأعمال الأتضاع والحب بأعمال الحب.

(أقوال القديس العلامة ديوناسيوس[يعقوب بن الصليبي السرياني] )

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

فلسفة العطاء في المسَيحّية

+ إذا تصدقتم على أحد فلا يكن ذلك أمام الناس بقصد الافتخار والتكبر لأن الكبرياء تفاجئ الإنسان من حيث لا يعلم فكونوا متيقظين لها.

+ فالرحمة ذات ربين اله والمجد الباطل ويتوقف ذلك على نيتك.فإن صنعتها لأجل الله فإنه تعالي يوفيك إياها أما الملائكة ويمدحك على رحمتك وإن صنعتها طعماَ في إحراز المجد العالي فقد أخذت أجرك من مدح الناس. 

علامات حبــّــنا للأقرباء

صنــــع السلام

+ طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون( مت9:5)

السلام هو اتفاق الإرادة التامة بالمحبة أما مفاعيلها فهي المحبة والأمن والاتفاق والمودة وعكسها الشكوك والاضطراب إذن يسمي فاعلي السلام أولئك الذين يبطلون القتال ويسكنون الخصومات والذين يجعلون السلام بين النفس والجسد وفاعل السلام هو ذاك الذي يصلح بينه وبين الآخرين.

( أقوال القديس دوروثاؤس )

مفــُهوم الحــــُب

خصـَــائصُ الحـُب

+ يجب علينا أن نهتم في الفضيلة غير متقاعدين وأن نمارس رياضياتها مجتهدين لئلا إذا توقفنا عن النمو الروحي نجنح حالا إلى النقض لأن الضمير لا يمكنه الثبات في حال واحدة أي لا يمكنه أن يكون في الفضيلة غير زائد ولا ناقص لأن عدم الجمع هو تبديد.

+ الأجدر بي أن أقول هذا هو أمرنا الوحيد فابن الله طالما مكث على الأرض لم يمارس شيئا غير محبته لنا ملتمساَ نفعنا الأعظم حتى سفك دمه وخسر حياته (الزمنية) فهل كثير عليه إذا ما كافأناه على هذا بان تجعل أمرنا الأول هو أن نحبه ونعبده ونلتمس دائما مجده الأعظم لذلك قوموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة(عب12:12) فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة (عب  4 :  11) ولا تتقاعد حتى نصل إلى حوريب جبل الله (1مل  19 :  8) أعني بذلك أن نصل إلى أعظم درجات الكمال والمجد.

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ إن وقعت ضيقة على التواضع فإنه بسرعة يلوم نفسه بأنه يستحقها ولا يلوم أحدا ولا يوبخه وهكذا يحتمل كل شيء يصيبه بسرعة وبدون اضطراب وبدون حزن وبهدوء كامل وهكذا لا يغضب من أحد ولا يغضب أحدأ.

+ كيف تدرك هذا؟ (أي كيف تعالج الغضب).

بالصلاة من كل القلب عن المسيء قائلا أعن يا ربي أخي وأعني من أجل صلاته فبصلاتك هذه تتضع وحيث توجد الشفقة والحب والاتضاع كيف يمكن أن يوجد مكان للتهيج أو الحقد أو أي ألم أخر؟!

قال أنبا زوسيما لو أن إبليس أثار جميع مكائد شره وكل شياطينه فأن جميع شروره الماكرة تنهار وتتحطم بواسطة الإتضاع حسب وصية المسيح.

وناسك آخر قال الذي يصلي لأجل عدوه لا يكون عنده حقد فكل إنسان يريد أن يخلص لا يجب عليه أن يبتعد عن الشر فقط بل ويصنع الخير أيضا(مز14:39) مثال ذلك إذا دفع إنسان للغضب فيجب عليه ليس فقط إلا يغضب وإنما يقتني الوداعة.

+ يضطرب الناس غما لأنهم في حالة غير حسنة أو لأنهم يكرهون من يشتمهم أو لأسباب أخري ولكن السبب الأساسي للاضطراب هو أننا لا نلوم أنفسنا….

قال أبنا بيمين حيثما يذهب الإنسان الذي يلوم نفسه فإنه في أي ضرر أو إهانة أو أي ضيقة تحل به يعتبر نفسه مقدما أنه يستحق كل شيء غير  سار ولهذا فإنه لا يضطرب أبدا فهل توجد حالة أكثر من هذه تخلصنا من الحزن؟!

ربما يقول البعض إن أساء إلي أخ وفحصت ذاتي فوجدت أنني لم اصنع ما يسبب ذلك فكيف يمكنني أن ألوم نفسي؟!

في الواقع إذا اختبر إنسان نفسه بخوف الله فسيجد أنه كان السبب إما بكلمة أو بفعل أو بنظرة وعلى أي الأحوال أن ثبت أنه في هذه المرة لم يصنع ما يسبب ذلك فلابد انه قد أساء إليه في وقت آخر بطريقة ماء وربما قد أساء إلى أخ آخر فعليه أن يحتمل من اجل ذلك….

لذلك فإنني أقول أنه عن فحص إنسان نفسه بخوف الله وفي حزم يسأل ضميره فإنه لا يمكن أن يفشل في أن يجد نفسه مذنبا وهكذا يلوم نفسه.

+ لكي تفهم الأمر بوضوح أعطيك مثلا لكي تشعل نارا تأخذ قطعة صغيرة من الفحم هذه هي كلمة الأخ الذي أساء إليك عن استطعت أن تحتملها فقد أطفأت الفحم ولكن عن فكرت فيها. لماذا قال ذلك.

هنا نضع الوقود أو ما شابهه لتبدأ النار فتكون قد أنتجت دخانا الذي هو الاضطراب.

فلو انك احتملت تلك الكلمة الصغيرة التي قالها أخوك لأطفأت قطعة الفحم الصغيرة قبل أن تنتج اضطرابا وما تزال بعد تستطيع عن أردت أن تطفئ حتى الاضطراب في بدايته وذلك بالصمت والصلاة بل وبمجرد انحناءة من القلب أما أن استمررت تثير وتهيج نفسك فانك تكون مثل إنسان يضيف وقودا إلى النار وهكذا تنتج لهيبا هو الغضب والغضب عن استمر يتحول إلى حقد….

لذلك أقول لم اقطع الآلام دائما وهي ما تزال صغيرة قبل أن تتأصل وتقوي فيك وتبدأ أن تضعفك لأنك حينئذ تقاسي الكثير منها فإن نزع ورقة عشب يختلف عن اقتلاع شجرة من جذورها.

+ قد يحدث أن يكون إنسان جالسا في الوحدة والسكون في سلام ولكن يأتيه أخ أخر وفي كلامه معه يقول شيئا غير سار فيضطرب المتوحد في الحال ويقول بعد ذلك لو لم يكن قد جاء هذا ليزعجني ما كنت قد أخطأت.

أي نقاش مضحك هذا؟! هل الذي تكلم معه هو الذي قدم الألم إليه أن أن اللم الذي كان موجودا فيه من قبل خرج إلى السطح ؟! والآن بدلا من المرارة ضد أخيه كان يجب ان يتوب عن ألمه ويلوم نفسه.

هذا الإنسان مثل خبزة عفنة لذلك فإن كسرها أي شخص يظهر عفنها او هو يشبه آنية نظيفة من الخارج ومملوءة  من الداخل من القذارة والنتن ولهذا فإن من يفتحه في الحال من نتنه بنفس هذه الطريقة كان هذا الشخص عائشا كما يبدو في سلام غير عالم بالألم الموجود في داخله فإن كان يريد أن ينال رحمة يجب عليه أن يتوب لائما نفسه وهكذا فقط يحصل على النقاوة ويتقدم أما عن الأخ فكان يجب أن يشكره إذ كان نافعا له.

علامات حـّبـنا للأقرباء

عَــدم الإدَانة

خطورة الإدانة.

2- تعني عدم محبتنا.

المحبة تستر كثرة من الخطايا فالمحب لا يري في محبوبة شراَ مهما كانت خطاياه فاللحظة التي أدين فيها إخوتي اعرف شيئا خطيرا إنني لم أعرف بعد كيف أحب.

+ أصل الإدانة هو عدم المحبة لأن المحبة تستر كل عي أما القديسون فلا يدينون أحداَ لكنهم يتألمون معه كعضو منهم ويشفقون عليه ويعضدونه ويتحايلون في سبيل خلاصه حتى ينتشلونه كالصيادين الذين يرخون الحبل للسمكة قليلا. قليلا حتى لا تخزق الشبكة وتضيع فإذا توقفت ثورة حركتها حينئذ يحركونها قليلا. قليلا.

+ من دان أخاه في قلبه وتحدث في سيرته بلسانه وفحص عن أعماله وتصرفاته وترك النظر فيما يصلح ذاته فحينئذ تتخلي عنه المعونة الإلهية فيسقط فيما دان أخاه.

والإدانة أمر صعب جدا لذلك شبه ربنا خطية الإدانة بالخشبة والخطية المدانة بالقذى من أجل ذلك قبل توبة زكا العشار وصفح عما فعله من آثامه وشجب الفريسي لنه دان غيره مع ماله من صدقة وصوم وصلاة وشكر لله على ذلك فالحكم على خليقة الله يليق بالله لا بنا فدينونة كل واحد تزكيته هي من قبل الله وحده فالذي يريد الخلاص إذن ليس له أن يتأمل غير نقائص نفسه ذلك مثل الذي رأي أخاه يخطئ فبكي وقال اليوم أخطأ هذا الأخ وغدا أخطئ أنا وربما يفسح الله لهذا فيتوب وقد لا يفسح لي أنا فبالحقيقة ويل لمن يدين أخاه فإنه سيهلك نفسه بكونه صار ديانا ولكونه يؤذي الذين يسمعونه وعنه يقول النبي ويل للذي سقي أخاه كأسا عكرة كذلك ويل للذي من قبله تأتي الشكوك أما أصل هذا كله فهو عدم المحبة.

( أقوال القديس سرابيون أسقف تيموس )

علامات حـّبـنا للأقرباء

محبُ للنصيُب الأصغر

الإنسان المحب امتلأ قلبه بيسوع المحبة أي صار يسوع هو نصيبه لذلك يستصغر كل شيء آخر غير يسوع يري مجد العالم وشهاداته الدراسية ومقتنياته ومباهجه أمورا تافهة إنه يود لو انعدم نصيبه من هذه كلها!!!

والمحب يري يسوع قد أتضع لأجل خلاصنا فصار الأصغر في كل شيء في مقتنيات العالم(لم يكن له أين سند رأسه) في مجد العالم (دعي مختل العقل) في مباهج العالم (كان يجوع ويعطش ويتألم…) وهو رب السماء والأرض احتل أخر صف من صفوف البشر لذلك كلما اشتقنا على النصيب الأصغر كلما اقتربنا إلى يسوع ذاته وأن كان لا يعني هذا نزول ونحن ما هي مكانتنا حتى ننزل إلى مستوي أقل؟! إننا مهما تركنا ومهما اعترفنا بضعفنا لا نضع أكثر من أن نعرف ذواتنا وحقيقة نصيبنا أقصد بهذا انه يخشى عند اختيارنا للنصيب الأصغر نتكبر حاسبين أنفسنا قد تفضلنا على الرب!! فينقلب حتى ما قد يدعي أتضاع إلى كبرياء!!

هذا والتطلع إلى السماء وأمجادها يجعلنا نتوق إلى النصيب الأصغر والمكان من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما و من أراد أن يكون فيكم أولا فليكن لكم عبدا (مت  20 :  27:26) لهذا يتبارى المسيحيون في احتلال المركز الخير ونوال أقل نصيب وأن كان مهما رجعنا إلى الوراء وجدنا يسوع خلفنا احتل آخر الكل وقد تركت موضوع الاتضاع رغم ارتباطه ارتباطا قويا بالمحبة الأخوية لأبينا الحبيب غبطة الأنبا شنودة أسقف التعليم الكنسي والتربية الكنيسة حيث سيقوم على ما أعرف بطبع أقوال الآباء في هذا الشأن هذا وإن كنت سأضطر إلى العبور عليه سريعا في الكتاب الثاني إن شاء الرب في الحديث عن المحبة بين الفضائل وأكتفي الآن بذكر أمثلة لاشتياق الآباء لنوال النصيب الأصغر في هذه الحياة.

+ مضي أبونا مقار دفعة إلى الوداي ليجمع سعفا فلما جمع حاجته وقف عليه شيطان في زى راهب لا بس إسكيما وقال له.

 هب لي جزءا من هذا الخوص الذي جمعته فقال له الشيخ خذ ما أحببت فأجابه الراهب أريد نصفه فقسم الشيخ الخوص على قسمين أحدهما صغير والآخر كبير وقال للشيطان خذ  ما شئت فقال له الشطان أنت قد تعبت خذ ما أحببت فمد يده  واخذ الجزء الأصغر.

وللوقت لم يصبر الشيطان على تواضع الشيخ لكنه تبدل إلى صورة العاموريين وشبك يديه على رأسه وجعل يصيح الغوث منك يا مقارة الغوث منك قد غلبتنا بكثرة تواضعك وما قدرت أن يكون لي فيك ولا نصيب واحد لأن كثيرين قد أطغيتهم وكثيرين قد أكسلتهم وأرخيتهم بفخاخي وأعمالي الطمثة وجعلت لهم حظا في الجحيم فقال القديس من أنت.

 فإجابة الشيطان أنا شيطان محبة الجزء الأكبر بالأعمال الطمثة العديمة القناعة.. فقال له القديس الرب يهلكك وللوقت صار دخانا وغاب عنه.

( أقوال القديس الأنبا شيشاي )

علامات حـّبـنا للأقرباء

عَــدم النميمـَـة

+ بالنميمة أغوت الحية حواء وأخرجتها من الفردوس وآدم معها فمن يقع بصاحبه (نيم) فأنه يهلك من يسمعه ونفسه لا تنجو.

 ( أقوال القديس فاسينوس الرومي )

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

العطـَـاء وَالرّهبنة

+ إنه لأمر فظيع وقبيح بنا أن يتعب العلمانيون ويعملون ويعولون أولادا ونساء ويدفعون خراجا وضريبة ويحسنون إلى فقراء و محتاجين حسب طاقتهم ويحملون إلى بيت الله باكورات وقرابين أما نحن  فلا نقتني من أتعابنا حتى ولا حاجاتنا اللازمة لنا بل نحبس أيدينا داخل ثيابنا ونستجدي أتعاب غيرنا ولا نصغي على الرسول القائل إن هاتين اليدين قد خدمتا حاجاتي وحاجات الذين معي ولذلك كان الآباء باسقيط مصر لا يسمحون للرهبان لا سيما الشبان منهم بان يتفرغوا عن العمل لا صيفا ولا شتاء حتى ولا لحظة من الزمان لأن الذي يمارس العمل يتخلص من الضجر ويتحصل على ما يقيت به نفسه ويسعف منه المحتاجين. 

(أقوال القديس فيلادفت [ مطران موسكو] )

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ اجعلوا الوداعة وبساطة القلب سلما تنزلون عليه إلى أن تدركوا أقل أخ لكم في البشرية وعليكم بالهدوء والتواضع والصبر حتى لا تغرقوا في بحر هيجان الغضب اجعلوا هذه فيكم كما كانت في المسيح

( أقوال القديس مار فيلوكسينوس )

مفــُهوم الحــــُب

خصـَــائصُ الحـُب

+ إن سيدنا لم يعلمنا أن نحفظ جميع الوصايا بالكلام فقط بل أرانا ذلك بأفعاله أيضا لأنه مكتوب أنه ابتدأ يعمل ويعلم ويكمل جميع الوصايا واحدة. واحدة لأنه قال أحبوا أعدائكم وباركوا لأعنيكم وهذه جميعها أكلمها بالفعل…..

وقال من سخرك ميلا سر معه ميلين هذه أيضا أكملها بالفعل لأنه عندما كان يدعي إلى مكان ليشفي مريضا كان يمشي مع الذي يدعوه وعندما دعاء رئيس المجمع لشفاء ابنته مضي معه إلى بيته وعوض المريض أقام ميتا…

وقال لتلاميذه إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي مثلما حفظت أنا وصيا أبي واثبت في محبته فلا يمكن للإنسان أن يكون محبا إلا أن حفظ الوصايا وإن لم يحفظها جميعا فأنه ليس فقط لا يبلغ للتاوريا التي هي الشركة مع المسيح بل أيضا لا يرث الحياة.

حـــَــول الخدمـَـة

+ أنظروا أية مشورة تعطونها له لكيلا تقولون له شيئا يضاد مرضه بقلة معرفتكم وهكذا بمشورتكم يعود إلى مصر الشر وتبلعه أرض قطع الرجاء (اليأس) ويطلب الله دمه من أنفسكم…..

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

   3- تأمل يسوع طويل الأناة.

+ إذا شتمت فانظر واعلم انه أيضا شتم من أجلك ودعي مجنوناَ وسامرياَ وإن كانوا يعيرونك ويستهزئون بك فأنظر إلى مخلص الكل كيف كانوا به ويعيرونه ويتفلون على وجهه ويسقونه الخل والمرارة وكانوا يقرعون رأسه بقصبة؟

الغضــُب المقدس

+ حرك الغضب قبالة الشهوة ليساعدك لتهدا وتطور إغراءاتها.

( أقوال القديس كيرلس الإسكندراني)

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

بركات العطــَـاء

+ إن الرحمة بالآخرين فضيلة سامية يسر بها الله تعالي وهي صفة عالية توصف بها النفوس الصالحة وتزيدها فخراَ ونبلا إنها من صفات الله فكونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماء هو رحيم. 

+ إن رحمنا الآخرين نلنا أجزل مكافأة فقد وعدنا السيد المسيح بالكيل الملبد المهزوز وفي موضع آخر كتب…….

 بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم ومن يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الرب(2كو6:9)

علامات حـّبـنا للأقرباء

عَــدم الإدَانة

4- تسقطنا تحت الدينونة

+ يقول الحكيم بولس لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها (رو  2 :  1) ولما كنا لا نستطيع أن نتحل لأنفسنا صفة القضاء لخطانا وجب علينا أن نتنحى عن القيام بهذا العمل لأنه كيف ونحن خطاة نحكم على الآخرين وندينهم؟!… فإن حدثتك نفسك بمحاكمة الآخرين فاعلم أن الناموس لم يقمك قاضيا ومحاكماَ ولذلك فانتحالك هذه الوظيفة يسقطك تحت طائلة الناموس لأنك تنتهك حرمته فكل من طاب ذهنه لا يتصيد معاصي الخير ولا يشغل فكره بزلاتهم وعثراتهم بل عليه فقط أن يتعمق في الوقوف على نقائصه وعيوبه.

( أقوال القديس الأنبا مرقس الناسك )

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ يوجد في العقل ثلاثة مناطق الطبيعية الفائقة لطبيعة والمضادة للطبيعة فعندما يدخل العقل في منطقته الطبيعة يجد نفسه يجد نفسه أنه هو سبب الأفكار الشريرة والآلام (أي يلوم نفسه دائما) ويعترف لله بخطاياه.

ولكن عندما يكون في المنطقة المضادة للطبيعة فأنه ينسي عدل اله فيحارب الناس ظنا منه أن معاملتهم له غير لائقة.

أما عندما يرتفع إلى المنطقة الفائقة للطبيعة فأنه يجد في ذاته ثمار الروح القدس التي أظهرها الرسول محبة فرح سلام (غل22:5)

علامات حـّبـنا للأقرباء

عَــدم النميمـَـة

بين النميمة والحسد

النميمة تقترب كثيرا من الحسد…. لكنها أشر منه فالحسود يري الخير في الآخرين فلا يطيقه متمنيا زوال الخير بكل وسيلة أما النمام فلا يري خيراَ قط.

إنه يري الشر في كل إنسان ولو كان خيراَ ولا يسكت عنه فيسعى في إبراز كل شخص في صورة مهلهلة وهو في ذلك يجد لذة وسروراَ مشركا الآخرين معه في خطيته وهو في هذا يصير أشر من الساقط في خطية الإدانة.

وإن كان من صفات النميمة طول اللسان في القدح والدم… فإنها صفة من صفات الشيطان الذي ذم الله ذاته القدوس أمام حواء وذم أيوب أمام الله فعمله ليلا ونهاراَ هو ذم الله أمام أولاده ليشككم في حبه لهم واشتكائه أولاد الله أما أبيهم!!!

قال الكتاب عن النميمة كلام النمام مثل لقم حلوة فينزل إلى مخادع البطن (ام26 :  22) أي إلى عمق القلب.

النمام وذو اللسانين أهل للعنة لإهلاكهما كثيرين من أهل المسالمة اللسان الثالث.                     ( الذي تدخل بينهما بالنميمة) أقلق كثيرين وبددهم من أمة إلى امة وهدم مدنا محصنة وخرب بيوت العظماء وكسر جيوش الشعوب وأفني أمما ذات اقتدار اللسان الثالث طرد نساء فاضلات وسلبهن أتعابهن من أصغي إليه لا يجد راحة ولا يسكن مطمئنا ضربة السوط تبقي حبطاَ و ضربة اللسان تحطم العظام كثيرون سقطوا بحد السيف لكنهم ليسوا كالساقطين بحد اللسان                      (ابن سيراخ  28 :  15 :22)   

+ كلما تقوله خلف أخيك ولا تقدر أن تذكره قدامه فهو نميمة وسعاية.

( أقوال القديس نيلس تلميذ يوحنا ذهبي الفم )

حبــّــنا لإخوتنا الفقراء

العطـَـاء وَالرّهبنة

+  بلغني أن إنسانا كسلانا أخذ من خزانته الإنجيل من الساعة السابعة إلى غروب الشمس ولم يستطيع أن يفتحه البتة وكأنه كان مربوطاَ بالرصاص أما أنطونيوس فإنه لم يفعل أمامنا هكذا بل كان يعمل عملا يدويا كما أراه الملاك حتى قال بحب أن تكون أعمال يديك إلهية لا أرضية…… ولتكن أثمانها مشاعة بينك وبين المساكين.

( أقوال القديس الأنبا يوحنا القصير )

علامات حـبـّـــنا للأقرباء

أضرار الغضــُب

+ مرة لما كنت ذاهباَ في طريق الإسقيط ببعض (الليف) سمعت الجمال يقول لي كلمات على وشك أن يجعلني بها أغضب ولكنني للتو تركت الليف وهربت.

علامات حبــّــنا للأقرباء

علاج الغضــبُ

+ كن ساكناَ بين إخوتك كمثل ميت عديم الغضب لأنه من الغضب تأتي الخطية.

Scroll to Top