التشـــــــــــــــــــــاؤم

مقدمه
مازال يوجد كثير من الناس حتى الآن ينظرون إلي الحياة بمنظار ملئ بالفرح و البهجة أي بشكل متفائل عندما يسمع أحداً من الناس رجلا ينادى” يا سالم” فيقول قد تفاءلت،لذلك يقول فال حسن. فيعيش يومه هذا مسروراً ، ولكن سرعان ما يتحول هذا الفرح إلي حزن واكتئاب بمجرد مقابلة إنسان سلوكه غير حسن أو الذهاب إلي مكان معين،ومن الناس من يؤمن بوجود ساعة نحس يوم الجمعة بينما قيل أن يوم الأربعاء كله نحس بحجة أنه غرق فيه قوم نوح وهو رأي لا حاجه لنا أن نرد عليه الآن… فيتشاءم الناس ويتحول  فرحهم إلى حزن.

ويوجد من يتشاءم من الناس عندما يرى طيراً معيناً. وكثير من النساء يتشاءمن من الحذاء المقلوب، ومن سكب الملح علي الأرض (المائدة) والامتناع عن المرور أسفل السلم ،والشائع في الريف أنهم ينسبون قلة البركة ألي عدم الطهارة. وكثيراً ما نسمع من الناس الذين يتشاءمون(يقولون أن عيونهم بترف) وأن ذلك انذر بحدوث أمر سيئ ويستنتجون ذلك عندما يحدث حركات عصبيه عاديه بالعين لا ترتبط مع مصير الإنسان،وقد أكد الطب أن تلك الحركات التي تحدث بالعين حركات طبيعية ولا علاقة لها لمل يدعي البعض من التشاؤم.
أصول هذه المعتقدات
إن أصل هذه المعتقدات خرافات وثنيه ورثناها عن أجدادنا الفراعنة ومازلنا نتعلق بها ونصدقها رغم أنها خرافات تتعارض وقوانين الكتاب المقدس. وقد قام التشاؤم مثلاً: التطير (أي أن الشخص يتعرض لشيء غير مستحب ،فيرى طير معين فإنه يزجره، وعاف الطير أي زجره والعائف في اللغة هو صادق الحدس والتخمين وهو يدعى بأنه يعرف ما سيحدث وذلك بناء علي علامات في نظره فمثلاً إذا سمع صوت غراب فيقول أن مثل هذا الطير يؤدى إلى أشياء غير سارة ) وحصر علي أساس عدم المعرفة الأسباب الحقيقية وذلك لانتقالها من السلف إلى الخلف آليا ًدون التحقق منها كذلك من حدوث منبهات داخليه ومن دوافع لا شعورية نتيجة مواقف الترب والتوقع والتفكير الكثير ،وما قد يصاحبها من قلق وتأثر فحدوث أمر سيئ يؤدي إلى حدوث حركات بالعين والشعور بأكلان في اليد اليمني عندما يكون الإنسان في حاجه ملحه إلي المال وهو ما يسمي عند علماء النفس بالفعل المنعكس الشرطي(مثل زلة عثرة القدم) ومثال ذلك أيضاً كسر الخادم الأواني وكسر العامل الآلة أو الجهاز لا يعتبرها العالم فرويد سهواً أو مصادفة بل إنها أفعال عرضيه لها دوافع لا شعورية أي لغرض معين في العقل الباطن.
رأي الكتاب المقدس والأباء القديسين في هذا المعتقد الخاطئ
يقول الرب يسوع له المجد”لا يوجد فيك… ولا عائف ولا متفائل… لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب وبسبب هذه الأرجاس الرب طاردهم من أمامك”( تث10:18-13)
فالله نهانا عن هذه المعتقدات الخاطئة ويعاقب عليها. والذي يقراء الكتاب المقدس يلاحظ أن العيافه (التخمين فيما يحدث) ومشتقاتها يجدها ملازمه للسحر والسحرة لما بين الاثنين تشابه في القصد.
*** وفي ذلك يقول الكتاب المقدس:
” فلا تسمعوا أنتم لأنبيائكم وعرافيكم وحالميكم وعائفيكم وسحرتكم…لأنهم إنما يتنبأون بالكذب لكي يبعدوكم عن أرضكم ولطردكم فتهلكوا”(أر9:27-10)
وأيضاً يقول ” واقطع السحر من يدك ولا يكون لك عائفون” (مى12:5)
وقد ورد نص صريح في الدسقوليه(تعاليم الرسل) إن أي مسيحي يتشاءم من مكان ما أو طير معين(مثل الغراب) يعتبر كافرا بما تحمل هذه الكلمة من معني لأن ذلك نوع من ممارسة عادات وثنيه يجب اقتلاع جذورها من قلوبنا ولهذا حرصت الكنيسة عدم  الاشتغال بأي حرف للتنجيم أو قراءة الكف أو غيرها، واشترطت علي الوثنين الذين كانوا يرغبون الدخول في المسيحية ضرورة ترك هذه الحرفة أولاً والبحث لهم عن حرف أخري.
 ويقول أحد القديسين” لا يستطيع أحد أن يضرك سوي نفسك” وذلك عندما يصدقون هذه المعتقدات التشاؤمية الخاطئة فيعشون دائماً في خوف وفزع من كل فعل أو قول أو فكر ويتسبب عن ذلك انفعالات مختلفة، فالذين يعتقدون بهذه الأمور يتأثرون بمسبباتها فيثرون أحياناً، ويغضبون أحياناً،وتنهار أعصابهم لأنهم يظنون أن أشياء غير مستحبة ستحدث أو علي الأقل يخافون لئلا تحدث ،وبالتالي يفقدون سلامهم، ويزداد قلقهم وحزنهم وتبرمهم في الحياة .
 ونحن نقول للذين يتشاءمون من أرقام معينه أن الأرقام ليس لها أي تأثير علي حياتنا، فالرقم (13) مثلاً لا أدرى لماذا يتشاءمون منه وعلي العكس فقد كرمت المسيحية هذا الرقم إذ يدل علي السيد المسيح والرسل الإثني عشر، ولهذا نجده منقوشاً بشكل (13) صليباً صغيراً علي القربان المقدس وكثيرا ما نري اليوم من الناس سرعان ما يستيقظوا في كل صباح ويقبل علي قراءة الحظ البخت في الصفحة المختصة بذلك في الجرائد المختلفة لمعرفة ما سيحدث لنا في يومنا هذا، ونتأثر فعلاً بالمكتوب كما لو كان حقيقية كما لا نؤمن كذلك بأنه لا يوجد أي علاقة بين ميلاد أي شخص وكوكب في السماء، ولا نؤمن بأن كنس المنزل ليلا لا يؤدى إلى الفقر، وأن تربية الكلاب تجلب الرزق….الخ ، وهذا يضاد قوانين الكنيسة.
Scroll to Top