نهاية امر خير من بدايته

 

بسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين

نهاية امر خير من بدايته طول الروح خير من تكبر الروح  ( جا 7: 8 )


+ الحكم المتسرع وارتباطه بالكبرياء، والمطلوب طول الروح. ونحن كثيرا ما نتسرع فى الحكم على الأمور.

+ والحكم الحقيقى يكون فى نهاية الأمر، وليس فى بدايته ولا فى منتصفه. فكثير من الأشياء تبدأ ولا تستمر إلى النهاية.

هكذا كان الغلاطيون الذين ابتدأوا بالروح وانتهوا بالجسد فى غلا 3: 3

” اهكذا انتم اغبياء ابعدما ابتداتم بالروح تكملون الان بالجسد “

وهكذا كان ديماس الذى كان يخدم مع بولس الرسول، ثم!!

  يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب و ديماس ” (كولوسي  4 : 14)

  مرقس و ارسترخس و ديماس و لوقا العاملون معي ” (فليمون  1 : 24)

لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر و ذهب الى تسالونيكي ” (تيموثاوس الثانية  4 : 10)

وبلعام بن بعور الذى رأى رؤى، والذى كان يقول ” لتمت نفسى موت الأبرار ولتكن آخرتى كآخرتهم ” كيف مات ؟ وماذا كانت آخرته ؟

وهذا الأمر نطبقه فى ثلاثة اتجاهات :

1 ـ فى نظرتنا إلى أنفسنا، ولما نعمله ( لا كبرياء ولا صغر نفس )

2 ـ نظرتنا للآخرين والحكم عليهم.

3 ـ فهمنا لأعمال الله.

 

أولا : فى نظرتنا لأنفسنا 

ليس المهم فقط أننا بدأنا، ولكن المهم جدا أيضا أن نستمر.

مثل مخيف قاله السيد المسيح عن الأرض المحجرة، التى قبلت كلمة الملكوت بفرح، ولكنها لم تحتمل الشمس ( التجارب ) ( مت 13: 5،20،21 )

  و سقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض 6  و لكن لما اشرقت الشمس احترق و اذ لم يكن له اصل جف…. 20  و المزروع على الاماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة و حالا يقبلها بفرح 21  و لكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر “

وبولس الرسول يقول :

” لا تستكبر بل خف ” (رومية  11 : 20) ” اذا من يظن انه قائم فلينظر ان لا يسقط  ” (كورنثوس الأولى  10 : 12) ” تمموا خلاصكم بخوف و رعدة ” (فيلبي  2 : 12)

بل وهو رسول الجهاد العظيم يقول :

  ليس اني قد نلت او صرت كاملا و لكني اسعى لعلي ادرك الذي لاجله ادركني ايضا المسيح يسوع  (فيلبي  3 : 12)

وأيضا ” بل اقمع جسدي و استعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا ” (كورنثوس الأولى  9 : 27)

وفى رسالته الوداعية نشعر بتنهيدة الراحة الأخيرة حينما يقول :

 قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان 8  و اخيرا قد وضع لي اكليل البر ” ( 2 تى 3: 7،8 )

+ ومن الناحية الأخرى لا تصغر نفسك، بل جاهد وتأكد أن الرب يقيمك.

 

ثانيا ـ فى الحكم على الآخرين 

كيف نحكم على انسان لا يزال يحيا على الأرض، مهما كانت خطاياه، ومهما كان سلوكه؟

لننظر إلى مثل رائع قاله السيد المسيح عن الإبن الضال، والإبن الأكبر !!

لم تحتمل الشمس ( التجارب ) ( مت 13: 5،20،21 )

  و سقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض 6  و لكن لما اشرقت الشمس احترق و اذ لم يكن له اصل جف…. 20  و المزروع على الاماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة و حالا يقبلها بفرح 21  و لكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر “

وبولس الرسول يقول :

” لا تستكبر بل خف ” (رومية  11 : 20) ” اذا من يظن انه قائم فلينظر ان لا يسقط  ” (كورنثوس الأولى  10 : 12) ” تمموا خلاصكم بخوف و رعدة ” (فيلبي  2 : 12)

بل وهو رسول الجهاد العظيم يقول :

  ليس اني قد نلت او صرت كاملا و لكني اسعى لعلي ادرك الذي لاجله ادركني ايضا المسيح يسوع  (فيلبي  3 : 12)

وأيضا ” بل اقمع جسدي و استعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا ” (كورنثوس الأولى  9 : 27)

وفى رسالته الوداعية نشعر بتنهيدة الراحة الأخيرة حينما يقول :

 قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان 8  و اخيرا قد وضع لي اكليل البر ” ( 2 تى 3: 7،8 )

+ ومن الناحية الأخرى لا تصغر نفسك، بل جاهد وتأكد أن الرب يقيمك.

 

 

ثالثا ـ فهم أعمال الله 

لا تنظر إلى أول العمل فترتاع، ولا إلى منتصفه فتخاف، بل انتظر النهاية بصبر، وتأكد أن الله بحكمة فائقة يرتب كل الأمور.

أنظر إلى الفنان الذى يرسم لوحة، والكاتب الذى يكتب رواية.

كيف تكون الخلفية؟ وما شكل الصورة فى تخطيطها الأولى ؟ وما شكل الألوان ؟ ولكن انتظر النهاية، فمواطن الظلال ستُظهر بصورة أجمل وأبهى مواطن الضوء والنور.

والتعقيد والحبكة فى القصة سوف ينتهى فى النهاية إلى الفكرة الرئيسية.

والله هو الفنان الأعظم. وكل شخص فينا هو بطل فى قصة يكتبها الرب، وهو الشخحصية الرئيسية فى لوحة رائعة يرسمها الله.

وهناك أحداث لو قرأت فى البداية تظهر صعبة. ولكن الله بنهايتها أظهر لنا جمالها وروعتها، مثل قصة يوسف الصديق.

إعلم أيها الحبيب أنك فى يد الله القدير، وثق تماما فى ثلاث صفات فى الله الحب، والقدرة، ثم الحكمة.

إن الحياة لا يظهر جمالها إلا فى النهاية، حيث يكون لكل جرح فيها، ولكل ألم فيها ضياء وبهاء.

ولننظر إلى أيقونة الشهيد العظيم مارجرجس، ماذا لو رفعنا منها شكل التنين، والذى منظره وحده بشع جدا، أى بهاء ستفقده الصورة ؟ بل أجزم أن أحدا لن يعرف مارجرجس مطلقا بدون التنين، فالصورة ستفقد معناها.

ولننظر إلى جراحات بولس الرسول، وكيف ستكون مضيئة وبهية كالشمس ؟

وانظروا إلى الرسل الذين اشتهوا المجد فطلبوا من الرب أن يظلوا فوق جبل التجلى، وقارنوا بين هذا وبين المجد الذى صار لهم، ولكن بظلال كثيرة، بآلام ومتاعب لا تحصى.

المهم النهاية، ونهاية أمر خير من بدايته. كن طويل الأناة وانتظر حتى النهاية. حيث كل ألم سيسطع ضياء، وكل اضطهاد هو تطويب، وكل إهانة هى مجد.!!

Scroll to Top