القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة
نشأته Åرهبنته ÅأسقفيتهÅنياحته
ولد الطفل بولس غبريال من أبوين تقيين محبين لله عام 1829م فى قرية دلجا مركز ملوى وتعلم حفظ المزامير والكتاب المقدس فى كُتَّاب الكنيسة على يد المعلم روفائيل. وتوفيت أمه فى الثامنه من عمره وبعد ثلاث سنوات تزوج والده مرة ثانية… ورشم شماساً وهو فى الخامسة عشر من عمره بيد نيافة الأنبا يوساب (أسقف صنبو) وفى عمر الثامنه عشر قرر ترك العالم وإختار حياة التكريس الكامل للرب فذهب إلى دير السيدة العذراء (المحرق) وظل عاماً تحت الاختبار ثم رسم راهباً [باسم الراهب بولس غبريال الدلجاوى المحرقى] وتميز الراهب بولس بإتجاهين بارزين . حلمه وضبطه لنفسه، حبه العجيب للعطاء.. وقد سمع عنه نيافة الأنبا ياكوبوس (مطران المنيا ) فأرسل إلى رئيس دير المحرق القمص عبد الملاك الهورى يطلب منه السماح للراهب بولس بالخدمة فى المنيا فوافق وعرض الأمر على الراهب بولس فأطاع وذهب للخدمة ثم بعد سنة من خدمته رسم قساً بيد نيافة الأنبا ياكوبوس ثم بعد ثلاث سنوات رجع إلى ديره بناء على رغبته… وبعد فترة عُزل القمص عبد الملاك الهورى من رئاسة الدير واتفق رأى جميع الرهبان أن يكون القس بولس الدلجاوى هو رئيس للدير وعرض الأمر على قداسة البابا ديمتريوس الثانى البابا 111 فى تعداد البطاركة الذي كان يعرفه جيداً فوافق ثم رُسم قمصاً.. وفى فترة رئاسته للدير اهتم بالدير اهتمام روحى كبير حتى زاد عدد المتقدمين للرهبنه كثيراً وأهتم بمكتبه الدير لإقتناعه أن تفسير الكتب المقدسة وكتب سير القديسين هى سند الراهب فى طريقه نحو الفضيلة وأهتم بزيادة رقعة الأرض الزراعية ومبانى الدير والحفاظ على أملاك الدير… وكان مهتماً جداً بالفقراء وسد احتياجاتهم وكانت هذه الفضيلة سبباً من أسباب طلب بعض الرهبان عزل القمص بولس من الرئاسة بتهمة تبديد أموال الدير على الفقراء والمساكين وكان ذلك بعد مرور خمس سنوات من رئاسة الدير واستجاب نيافة الأنبا مرقس (مطران البحيرة) لطلبهم وفعلاً ترك الدير وسط بكاء الأرامل والأيتام والعجزة والفقراء وذهب معه بعض من تلاميذه المخلصين وكان يريد الذهاب معهم القمص ميخائيل البحيرى لولا أن القمص بولس غبريال لم يوافق على أن يترك القمص ميخائيل البحيرى الدير… وتوجهوا إلى البطريركية ومن هناك تم إرسالهم إلى دير القديس الأنبا بيشوى ونظراً لحالة الدير فى ذلك الوقت لم يمكث الرفقاء هناك سوى ثلاثة شهور وذهبوا إلى دير السيدة العذراء (البراموس) وظلوا هناك احد عشر عاماً… ثم تم رسامة كل منهم أسقفاً لمكان معين وتم رسامة القمص بولس المحرقى أسقفاً للفيوم والجيزة حيث كان أسقفها قد تنيح منذ فترة… وظل فى الأسقفية بإسم نيافة الأنبا ابرآم ثلاثة وثلاثين سنة وفى عمر 85 سنه تنيح بسلام فى يوم 9 يونيو سنه 1914م بعد مرض لازمه شهر ونصف…
شفاعته وصلاته تكون معنا…. أمين
فضائلة ومواهبة
1– صلواته :
كان القديس الأنبا ابرآم رجل صلاة بالحقيقة فقد أحب الصلاة من كل قلبه فحفظ المزامير فى طفولته وكرس عمره لحياة الصلاة وتمجيد الله وكانت الصلاة عنده تمتع بالأحضان الأبوية الإلهيه كما يقول القديس مار اسحق السريانى ” أحب الصلاة كل حين لكى يستنير قلبك بالله” وكان يقضى الليل كله فى السهر مواظباً على صلاة نصف الليل فى مخدعة يومياً حتى قال عنه الآب دروثيئوس ” الله شاهدى أننى لم أرى هذا الإنسان ممدداً رجليه وراقداً كما يفعل الإنسان ولم ينم على حصير من سعف النخل أو غيرة بل تعود أن يعمل طول الليل فى خياطة السلال ليعول نفسه بالخبز والطعام اليومى الذى يلزمه وبينما كان يعمل بيديه كان يغلبه النعاس فيغلق عينيه كما هو وكنت أرجوه من وقت لآخر أن يستلقى على حصيرة ليستريح قليلاً فكان يجيبنى إذا استطعت أن تقنع الملائكة أن تنام تستطيع أيضاً أن تقنعنى بذلك”
وقد أتقن القديس بالروح القدس الثبات فى الصلاة فلم يكن يقطع صلاته أو حتى يضطرب مما حدث فكان يشعر بالحضرة الإلهية ولا يوجد شئ يجعله يلتفت حوله حتى فى شيخوخته كان مستمر فى صلاته بقوة لا تعرف الكلل بقوة الروح القدس الذي يجدد مثل النسر شبابه… وبلغ القديس درجات عالية فى الروحانية وفى حياة الصلاة المملوءة بالأسرار ولقد صار من الآباء السواح ولم يكن القديس يتحدث مطلقاً عن هذه الأمور نظراً لإتضاعه وهروبه من المجد الباطل ولعدم قدرته على التعبير عما رآه… وكانت صلواته ذو فاعليه فى استجابتها حتى قيل عنه انه لم يضع صليبه على رأس أحد إلا وهبطت الاستجابة سريعاً.. لقد اتقن أيضاً الجمع بين حياة الصلاة والخدمة حتى سلم جميع شعب إيبارشيته روح الصلاة.
2- حياتة بحسب الإنجيل :
قاد الروح القدس القديس الأنبا ابرآم إلى أعماق كلمة الله لكى يتغذى ويشبع بها ويستنير قلبه ويفيض على الآخرين من غنى الروح وظهر ذلك فى محبته للكتاب المقدس حباً شديداً وقال عن المؤرخ الألمانى F.A. Meinardus Otto أنه كان يحفظ نصوص الكتاب المقدس غيباً وليس فقط يحفظها لكن يعيش بوصايا الله وكان يقدس الوصية جداً فعاش بالصلاة الدائمة وفى جهاد مستمر وظهرت محبته للجميع بلا تمييز بين مسيحى أو أممى ولا بين غنى وفقير وفى محبته نفذ وصية التسامح وغفر للمسيئين إليه وكان التسامح عنده هو صليب محبوب ودَرَجُ يصعد عليه إلى مجد الصليب.. وكذلك كان يتميز بإضافة الغرباء حتى دون فحص نواياهم وإضافة المرضى حتى أصبحت الأسقفية مثل بيت حسدا والملاك الذى يحرك الماء هو أسقف الإيبارشية الذى فى حب لا يعرف الكلل فكان يصلى دائماً لينال شفاء للنفوس المتألمة.. وفى حياته بحسب الإنجيل نلاحظ مداومته للتعليم وتفسير الكتاب المقدس لشعبه حتى جعل الكتاب المقدس كتاباً شخصياً يحوى رسائل من الله لكل إنسان وكان غيور على الإيمان والتعليم الأرثوذكسى.
السلام للقديس الأنبا ابرآم الذى أحب الوصايا من كل قلبه فكرمته الوصايا ورفعته إلى مرتبة القديسين.. الذى صار نوراً للعالم وملحاً للأرض وبأعماله الصالحة تمجد الأب السماوى.. الذى بحكمته قاد أولاده إلى ينابيع المعرفة الحقيقية.
3– حياته النسكية:
لقد استطاع الروح القدس أن يقدم لنا فى سيرة القديس أيقونة حية للكنيسة القبطية وهى فى أوج مجدها ككنيسة نسك فى عهد الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس وأبو مقار وغيرهم كثيرين.. لقد عاش بمبدأ الفقر الإختيارى وتجرد من كل قنية ومن أقواله المشهورة ” لا حُزنا ولا عُزنا ” لا امتلكنا شيئاً ولا صرنا فى حاجة لشئ”وقد قيل عن تركته التى تركها بعد نياحته انها لم تتعدى مرتبة بسيطة ووسادة ولحاف ودكة خشب وسرير صغير وكراسى قديمة وكنبة وغرفة للغرباء أما خزينته فقد كان بها كشوفات بمصروفات شهرية تقدم للعائلات الفقيرة وكان يعتبر أن قنية أى شئ حتى ولو كان تافهاً معطلاً لخلاص النفس.. كانت ثياب القديس الأنبا ابرآم بسيطة وبالية ورفض تماماً أن يغير ملابسه ليرتدى ثياباً فخمة لكن ثيابة البالية هذه كانت مكرمة جداً فى أعين الله فقد كانت معطرة برائحة القداسة ورائحة البخور والصلوات المرفوعة أمام الله.. حتى مبانى الأسقفية كانت فى منتهى البساطة رائحتها تدل على النسك العجيب الذى عاشه الأنبا ابرآم فكانت أشبه بمزود بيت لحم فى بساطتها فأحبها القديس وتمسك بها لأنه تذوق فيها اتضاع المزود وعشق فيها رائحة طفل المزود غير المنظور وسط قصور أورشليم…
وظهرت أيضاً حياته النسكية فى محبته للأصوام فكان طعامه الرئيسى الفول والعدس وفى أيام الفطار الجبنة القريش وخيار اخضر بلبن بلا دسم… وكان حنان قلبه تجاه المذلولين والجائعين والغرباء والعرايا هو الذى أعطى لصومه قيمته المقبولة أمام الله ولم يكن القديس الأنبا ابرآم يقمع جسده كتدريب إرادى بلا هدف بل كان أمام عينيه شهوة الطعام الباقى الذى للحياة الأبدية و لم يكسر القديس قانون صومه حتى فى الحفلات العامة..
كذلك كان يؤمن فى أعماقه انه لا يمكن الجمع بين المجد الإلهى ومجد الناس فكان يهرب من كل كرامة بشرية وعندما كان يكرم الكرامة التى تليق به كأسقف كان يعتبر هذه الكرامة لا لشخصه بل لسر الكهنوت المقدس ودرجة الأسقفية الجليلة التى إئتمنه الرب عليها وكان يرفض الركوع أمامه أو الجلوس علىكرسىعال فى الكنيسة ولم يسمح للشمامسة أن يقولوا عبارات التبجيل الخاص بالأسقف وعندما أراد قداسة البابا كيرلس الخامس أن يرقيه مطراناً رفض مكتفياً بدرجة الأسقفية ورفض أن يقرأ كتاباً عن تاريخ حياته خوفاً من الكرامة والمجد الباطل… لقد كان متضعاً جداً متجرداً من روح الرئاسة ولم يدع أحداً من الخدام لكى ينظف له مسكنه. ورغم كل هذا كان مكرماً ومهاباً فى أعين الكل حتى كان كل حكام الفيوم يهابونه لتقواه ويحترمونه احتراماً ليس له مثيل.
4– حامل الصليب :
كان القديس الأنبا ابرآم يستخدم الصليب فى كل تحركاته وأعماله وفى خدمة المذبح كان يستخدمه حسب الطقس القبطى كأحد الأوانى المقدسة ويستخدمه أيضاً فى إخراج الشياطين وحفظ بيوت اولاده من الأوبئة … أما حمل الصليب عند القديس الأنبا ابرآم فقد تعدى مستوى ارتدائه على الصدر إلى مستوى حمله كحياة.. كان حاملاً صليب الفقر الإختيارى مجاهداً فى إماتات بالغة للذات.. كان حاملاً صليب التسليم لله والتخلى عن المشيئة الذاتيه والطاعة أينما قاده الله… كان حاملاً صليب الآلام والتجارب التى سمح بها الرب منذ طفولته فقد توفيت أمه وهو فى سن الثامنة وتذوق طعم الحرمان من حنان الأم وتحمل صليب الطرد من الدير من أجل محبته وعطفه الشديد على أخوة الرب… كان حاملاً صليب التسامح محتفظاً بنقاوة قلبه تجاه مضطهديه المزدرين به.. كان حاملاً صليب الخدمة بازلاً ذاته من أجل شعبه وكانت نفسه تُسكب سكيباً أمام كل قصة حزينة تمر أمامه..
لقد تعلقت روح القديس الأنبا ابرآم بالصليب فهى العلامة التى ستظهر عند مجئ ابن الإنسان فى السماء ولهذا ظلت روحه منطبعة بطابع الصليب المقدس فهو علامة ابن الإنسان الذى أحبها ولن يفارقها.
5– حياته الكنسية:
كان القديس الأنبا ابرآم يوصى أولاده دائماً بضرورة الشركة فى قداسات الأحد والأعياد السيدية وكان يؤمن بفاعلية وقوة الروح القدس العامل فى الأسرار الإلهية.. أحب الممارسات الكنسية من أعماقه فقد كان يرى وراء كل حركة وكل طقس يد الله العاملة بقوة وجوهر المسيح المختفى فى الأسرار.. كان مجتهداً فى حفظ وحدانية الكنيسة أخذاً مواقف حازمة ممن يُسببون الشقاقات ويفرح بعودة الضالين إلى أحضان الكنيسة.. كان ملتزماً بتنفيذ قوانين الكنيسة الخاصة بالزواج والطلاق.. كان مدققاً فى اختيار الآباء الكهنة وكان دائماً يسترشد بالبابا البطريركية وهو فى الأسقفية وعندما أصدر الخديوى أمراً باستبعاد البابا كيرلس الخامس إلى دير البراموس بتحريض بعض أعضاء المجلس الملى كان القديس من أوائل الأساقفة الذين قرروا إرسال طلب تظلم من ذلك القرار وطلب رجوع البابا إلى كرسيه.
وكان مهتماً ببناء الكنائس وتعمير الأديرة وفى عهده تم بناء (11) كنيسة وتجديد (6) كنائس وأهتم بـ (5) أديرة.
6– حبيب الفقراء :
كان القديس الأنبا ابرآم يؤمن تماماً بأن كل ما يفعله بأحد أخوة المسيح الأصاغر فبالمسيح نفسه قد فعله وقبل أن يفتح يده للفقراء فتح قلبه لهم وكان يعطى كل من يسأله بدون فحص من هو مستحق ومن هو غير مستحق وكان يؤمن أن الروح القدس يدبر من يعطى وماذا يعطى ومتى يعطى ومن يأخذ ولماذا يأخذ أما هو فإنه الآنية المختارة التى يستخدمها روح الله لهذه الكرامة ولم يمتنع أن يعطى للمؤمنين وغير المؤمنين للمحتاجين أو للذين أرادوا استغلاله.. لا شك أن القديس الأنبا ابرآم يقدم درساً لهذا الجيل لكى ينفتح القلب بالمحبة وأحشاء الرأفات ببساطة ونقاوة دون أن نقوك بإجراءات وأبحاث نسكب بها نفسية الفقير والمحتاج ونشعره بالمهانة بل ونفقد بها كثير من الفرص لعمل الرحمة.. وكان واثقاً من قبول العطية عند الله سواء قُدمت لزوى الحياة الصالحة أو الطالحة فكل ما يقدم باسم المسيح هو للمسيح فعلاً بغض النظر عمن يتناوله فى يده.. وكان يعطى بسخاء من كل ما عنده ولم يدخر لنفسه شيئاً ولم يبق رصيداً للأسقفية يستند عليه فى أى من أمور المستقبل وأنتصر على ما أسماه قداسة البابا شنودة الثالث “شيطان الرصيد” ولم يكن يفحص قيمة العطية المقدمة له بل كان يعطيها لمن يسأله مؤمناً أن هذا هو ترتيب الله الذى أرسل العطية وأعدها لمن هو فى حاجة لها. وكان يعطى أولوية مطلقة لإحتياجات الفقراء على أى شئ أو مشروع آخر حتى أن ولائم الأنبا ابرآم (الاغابى)تشهد بمحبته الفائقة للفقراء والمساكين وكان يطمئن بنفسه على حالة الطعام المقدم لهم ولم يكن يسمح بأن يقدم إليه أو إلى موائد الأغنياء طعام أفخر مما يقدم للفقراء.. ودائماً يوصى الأغنياء أن يهتموا بالفقراء وكان كلما يعطى تمتلئ خزانته أكثر فأكثر وأفاض الرب عليه بالبركات والمجد السمائى الذى لا يوصف من أجل محبته للفقراء.
7– مواهب الروح القدس :
” وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمى ويتكلمون بألسنه جديدة يحملون حيات وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون” (مر16: 17، 18) لقد أعطى الروح القدس للقديس الأنبا ابرآم موهبة شفاء المرضى وإخراج الشياطين وصنع المعجزات فقد كان يؤمن تماماً أن صنع المعجزات أمر صادر عن قدرة الرب يسوع القائم من الأموات وكان يقوم بصنع المعجزات فى إنسحاق وإتضاع وإنكار ذات عجيب صادر عن قلب متحنن وليس مجرد القلب المشتاق لصنع أمور خارجة عن الطبيعة وكان الهدف من المعجزات :
أ – تثبيت إيمان الضعفاء :
قصة : فى مستشفى الأمريكان بأسيوط قال الطبيب لأم أحد المرضى أنها إذا وعدت أن تنضم إلى الكنيسة الإنجيلية فإنه وكل أطباء المستشفى سيصلون من أجل ابنها وإن لم تعدْ فعليها أن تتحمل النتيجة ورفضت الأم هذا التهديد المستتر وأرسلت برقية للقديس بالفيوم تقول له” ابنى مريض صلى من أجله” فعاد إليها رد القديس ببرقية يقول فيها” اطمئنى ابنك سيشفى” وحملت هذا الرد الذى ملأ قلبها عزاء ووضعته تحت وسادة المريض وفى اليوم التالى جاءه الطبيب فوجده معافياً فأظهر الطبيب دهشته فما كان من الأم المتهللة سوى أن قدمت له برقية الأنبا ابرآم لكى يقرأها ويؤمن بعقيدتها الأرثوذكسية.
ب- تثبيت مخافة الله فى الكنيسة:
قصة : شاب أراد أن يترك السيد المسيح لاجل إغراء مادى وظل القديس يقنعه بخطورة إهماله لخلاص نفسه وبتفاهة الأمور المادية التى لأجلها يخون السيد المسيح له المجد وهكذا كرر له النصح ولم يقبل الشاب وإزاء رفض الشاب للنصيحة امتلأ القديس بالروح القدس واحتدت روحه فيه وقال له” روح الله يعرف شغله معاك” وفى نفس اليوم مات الشاب.
ج- تأكيد رعاية الله لأولاده :
قصة : مرة كانت إحدى الرحلات فى طريقها لدير القديس بالعزب متخذه طريق القاهرة الفيوم الصحراوى وبينما كان الأتوبيس فى أقصى سرعتة انفتح باب الطوارئ الخلفى فجأة وسقطت فتاه بقوة اندفاع هائلة كأنها طارت فى الهواء وتوقف السائق وترك الجميع فى حالة ذهول ويأس من مصير الفتاة ولكن كم كانت المفاجأة حينما وجدوا الفتاه واقفة سليمة تبكى متأثرة بالموقف. فماذا حدث؟ هل حملتها الملائكة بصلوات القديس أم أن القديس حملها بالروح الإلهى المتحد به!
د- تأكيد سلطان أولاد الله :
قصة : يروى شاب لحظات خروج الروح النجس من عمته قائلاً ” فى اللحظة التى ظهرنا فيها بالحجرة سقطت عمتى صارخة بصوت مفزع . ابعدوا عنى هذه النار… آه … اننى سأحترق”
وكان الأنبا ابرآم يصلى بوقار وتحرك ببطء حيث ترقد عمتى ثم وضع الصليب على جبهتها وقال بلهجة حازمة ” آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج وتتركها ” ولن أنسى هول تلك اللحظة لأن عمتى لوت فمها وصرخت صراخاً عظيماً أما القديس فلم يحرك الصليب من على رأسها وكرر أمره ببساطة ويبدو أن الروح النجس فى صراعه ضد هذه القوة العظمى قال من خلال عمتى سأخرج من العين ثم من الأذن ثم من الفم ولكن فى كل مرة كان يقول الأنبا ابرآم يوبخه بحزم قائلاً ” اخرج من القدم” وبدأت عمتى بعد ذلك تدعك عينيها وتمد زراعيها وتبعد شعرها عن جبهتها كما لو كانت مستيقظة من نوم ثم انتصبت قليلاً وحملقت فى وجه الأنبا ابرآم الذى كان يبتسم فى تلك اللحظة فأمرها أن تنهض وتكشف له قدمها وجاء آخرون من أسرتنا إلى الحجرة ونظر جميعنا إلى القدم فوجدنا به صليب أحمر من الدماء على الأصبع الكبير لاحظته بدقة وخافت عمتى من رؤية الدماء ولكن عندما أخبرناها بما حدث وقفت وأمسكت يد الأنبا ابرآم مقبلة إياها…
هـ – تأكيد على محبة القديس لأولادهومشاركته معهم :
قصة : ذات مرة زار أحد أولاد القديس دير الأنبا ابرآم بالعزب وفى طريق عودته بالقطار المتجه إلى بنى سويف رأى القديس الأنبا ابرآم راكباً على سحابه تتحرك فى موازاة القطار حتى محطة الواسطى.
*كما أعطى الروح القدس للقديس موهبة التنبؤ ومعرفة الغيب
قصة : أرسل أحد إخوتنا المسلمين للقديس ثوباً من قماش وسلمه لميخائيل عيد أحد تلاميذه فقال لسيده أنه استلم نصف ثوب فقط فعرف الأسقف حقيقة الأمر ولكنه لم يكاشفه به وفى مناسبة أخرى حضر الرجل وقال للأسقف لعله يكون قد وصل قداستكم ثوب القماش فقال وصل الثوب يا ابنى. الله يعوضكم خيراً. واستحضر التلميذ وقال له وصلك ثوب أم نصف ثوب فقال له نصف ثوب فقال وماذا تعمل بالنصف الثانى فسكت التلميذ فقال له انه سيكون كفنك . كل شئ عندى هو لك فلماذا هذا الطمع وبعد أسبوعين توفى الرجل وكان كفنه النصف الثانى من الثوب الذى أخفاه.
تلاميذة :
1- القمص ميخائيل البحيرى
2- الأنبا متاؤوس مطران أثيوبيا
3- الأنبا بطرس مطران أثيوبيا
4- القمص عبد المسيح المسعودى الكبير
5- القمص جرجس الأسيوطى المحرقى
6- الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وديروط وقسقام
7- القمص سليمان الدلجاوى
8- الأنبا مرقس مطران إسنا والأقصر وأسوان
تكريم الكنيسة للقديس :
كحسب نظام كنيستنا القبطية يمكن اعتراف المجمع المقدس بقداسة القديسين بعد نياحتهم بخمسين عاماً ففى أول اجتماع يحضره قداسة البابا شنودة الثالث بالمجمع المقدس بعد رسامته أسقفا للتعليم وكان قد مر على نياحة الأنبا ابرآم ما يقرب من الخمسين عاماً اقترح قداسة البابا على أعضاء المجمع المقدس على ضم القديس إلى المجمع بالقداس الإلهى والإعتراف بقداسته وتم نقل جسد القديس للمزار الجديد يوم 2 يونيو 1987م قبل الإحتفال بنياحته بأسبوع ليكون الإحتفال بالقديس لمدة أسبوع من نقل الجسد إلى عيد نياحته.
معجزات القديس بعد نياحته :
1- يحكى الأستاذ خير الله محمد حسن : أصبت بمرض حرارة جلدية فى النصف الأسفل من ظهرى وأستمر هذا المرض معى مدة كبيرة تصل إلى عشرة أشهر كنت أقاسى فيها من العلاج المستمر دون أى تحسن فى حالتى. وفى أحد الأيام بعد سماعى عن القديس الأنبا ابرآم ورأيت صورته مع أحد معارفي كنت جالس على فراشي عند قرب موعد نومي وفى يدى سيجارتى وكنت اطلب شفاعة الأولياء القديسين وقلت قبل نومى شئ لله يا سيد أنبا ابرآم وانتهيت من سيجارتى بسرعة ونمت وأثناء نومي أحسست أن شخصاً يمسك ورقة بيضاء ويمسح بها وجهى وأحسست بيده تلمس على ظهرى عند موضع الألم ونمت دون أن أبالى شيئاً.. واستيقظت ظهر اليوم التالى وسألت أهل البيت هل أحد منكم وضع يده على ظهرى وأنا نائم فأجابوا بالنفي وقالوا ربما كنت بتحلم. فسكت وأيقنت أن القديس الأنبا ابرآم هو الذى جاء ومسح وجهى وملس على ظهرى وبدأ بعدها ألم ظهرى يخف وبعدها اتصلت بصديقي الذي رأيت معه الصورة وذهبت معه إلى دير القديس الأنبا ابرآم بالعزب ودخلت الهيكل الذى يرقد به جثمانه وعند سجودي أشممت رائحة مسكية على رخام القبر وأحسست بأن أرض الهيكل تهتز تحتي اهتزاز أفقيا وبعدها قمت وأيقنت فعلاً أن القديس ابرآم هو الذي مد يده وشفاني بأمر الله وإرادته.
2- يحكى المهندس/ غالى رياض غالى من سيدى بشر الإسكندرية : كنت بالكويت فى أوائل عام 1977م واضطررت للانتقال من شقتي القديمة إلى أخرى جديدة فقمت بنقل الأثاث مع أحد السائقين وفجأة اكتشفت ان احدى شنط اليد غير موجودة فانزعجت جداً لأنه كان بها جواز سفرى وتذكرة الطائرة وأوراق رسمية عديدة وفقدان مثل هذه الأوراق سوف يسبب لى مشاكل لا حصر لها ولكنى تذكرت أن بالشنطة أيضاً كتاباً عن حياة الأنبا ابرآم وصورته فبدت أمامى بارقة أمل قوى وتشفعت بالقديس العظيم أن يرشدني إليها ونذرت نذراً إذا وجدتها ثم ذهبت لأنام وفى الصباح استيقظت مبكراً جداً واتجهت مباشرة إلى باب شقتي لأفتحة على غير عادتى. فإذا بى أجد شنطتى موضوعة أمام الباب كاملة لا ينقصها شئ !
3- قصدت عائلة من مديرية أسيوط زيارة مقبرة القديس تبركاً كما جرت العادة وذلك من فرط حبهم له وثقتهم فى قداسته وعند وصولهم إلى دير العزب حيث جثمان القديس دخلوا الكنيسة وأغلقوا الباب خلفهم وسجدوا أما الهيكل وصلوا ثم لاحت منهم إلتفاته فرأوا القديس واقفاً وعكازه بيده فظنوه خيالاً ولكنهم تشجعوا واقتربوا منه وأرادوا أن يقدموا له نقوداً فأجابهم أنا فى غنى عن هذا ولكن يوجد بجوار دار المطرانية عائلات أحنى عليها الدهر وذكر لهم أسمائهم ثم دعا لهم بالبركة وصرفهم وبعد انصرافهم توجهوا إلى مدينة الفيوم وهم فى حالة ذهول وسألوا عن العائلات التى ذكرها القديس لهم فوجدوها فقيرة جداً فأعطوا كل عائلة حسب حاجتها ورجعوا يمجدون الله ويخبرون بما رأوا .
4- كان المقاول ج. ج. ى : له ثلاث بنات أخوات كن مواظبات على حضور القداسات وفجأة منعن أخوهن من الخروج إلى الكنيسة فأخذن فى الصلاة لله أن يهدى أخاهن فأ صيب بمغص شديد واستدعى الطبيب ولكن بلا فائدة وأخذ الجميع فى الصلاة لطلب المعونة. فنام الأخ ورأى فى رؤيا الليل إحدى إخواته فقال لها أعطيني صورة الأنبا ابرآم هذه المعلقة على الحائط فأحضرتها له فتشبث بها بيديه وقال” يا أنبا ابرآم اشفيني وأنا لن امنع أخوتي عن الذهاب للكنيسة مرة أخرى ” فخرجت يد الأنبا ابرآم من الصورة ممسكة بالصليب ووضعته على موضع الألم فاستراح من المغص وأستيقظ وهو معافى تماماً وقص على أخواته ما رأى ثم أمرهن بالذهاب للكنيسة دون إبطاء.
5- كانت احدى الشابات تقيم بجوار كنيسة السيدة العذراء بالفيوم وأكثر من مرة تفتقدها الخادمات لكن دون جدوى وبعد إلحاح حضرت إلى اجتماع الشابات وكان الاجتماع يقام بالطابق الثاني من مبنى المطرانية القديمة. وبعد إنتهاء الاجتماع وقف الجميع يرددون ذكصولوجية الأنبا ابرآم كانت خاصة بالخدمة وكانت حجرة الصلاة مفتوحة والباب نصف مغلق وهذه الأخت شاخصة للحجرة بأنتباه كبير وبعد الإنتهاء من الصلاة قالت مين الآب الموجود بداخل الحجرة؟ فقالت الخادمة لا يوجد أحد.. قالت : لا أنا رأيته يرفع رأسه وينزلها كل ما نقول السلام لك يا أنبا ابرآم وعلم الجميع أن هذا ظهور للأنبا ابرآم لهذه الشابة رضاءاً على حضورها.