التطرُّف
:التَطَرُّف هو مغالاة الإنسان في اتجاه مُعَيَّن بعيدًا عن الاعتدال ومن أمثلة التطرف
:تطرف في الفكر
-1
فيميل الإنسان إلى فكرة متطرفة، فمثلاً يتّجه الإنسان إلى فكرَةِ حَلّ جميع مشاكله بالعنف، ويكون مقتنعًا تمامًا بأن العنف هو الحل لجميع المواقف.. والمَثَل على ذلك في الكتاب المقدس هو شاول الطرسوسي “أما شاول فكان لم يزل ينفث تهديدًا وقتلاً على تلاميذ الرب. فتقدّم إلى رئيس الكهنة، وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات، حتى إذا وجد أناسًا من الطريق رجالاً أو نساءً يسوقهم موثقين إلى .(أورشليم”(أع2.1:9
:تطرف في المظهر
-2
فيميل الإنسان إمّا إلى الاهتمام الشديد بمظهره لدرجة تلفت نظر كل من حوله بمجرد أن تقع عيونهم عليه [مثال: شاب يلجأ إلى حلاقة شعره (زيرو) أو تصفيف شعره بطريقة الضفائر أوغيره مما يلفت الأنظار. أو فتاة تُغالي في استعمال مساحيق التجميل لدرجة واضحة] أو قد يأخذ .التطرف في المظهر إتّجاهًا عكسيًا فالبعض يهمل تمامًا مظهره لدرجة أيضًا مُلفتة
:تطرف في السلوك
-3
فيغالي الإنسان في سلوك معين (فمثلاً يميل شخص بدرجة متطرفة إلى الحرص الشديد والتردُّد الذي يؤدِّي إلى خوف من الإقدام على أي خطوة في حياته. أو العكس فقد يميل إلى الاندفاع الشديد الذي يؤدِّي إلى عدم تَدَبُّر الأمور باتزان فيُقدِم على قرارات تؤدي إلى مشاكل كبيرة أو سيدة تميل بدرجة إلى النزعة الاستهلاكية فتجدها تُقدِم باستمرار على الشراء وخصوصًا في المراكز التجارية الكبرى (المول) وقد يكون .الكثير مما تشترية لاتحتاج إليه، ولكن لمجرّد إعجابها بالمنتج، أو طريقة عرضه … والحقيقة أن هذا يعدّ تطرُّفًا في السلوك
: تطرف في الروحيات
-4
فيزيد الإنسان من فترة الصوم الانقطاعى، وتدبيره أثناء الصوم، بدون إرشاد مُعتقِدًا أنّ هذا يؤدِّي إلى نموِّه الروحي.. ولكن هذا تطرف ضرره أكثر من فائدته. أو يتطرّف الإنسان في الاهتمام بالأمور الحرفية -مثل الفرِّيسيين- فيبدأ يحوِّل صلواته وأصوامه إلى فروض لابُدّ من .تأديتها، ويتعب لو فاته فرض منها، ويفكِّر كيف يكمل ومتى يكمل الفرض الناقص، فتتحول العبادة من علاقة حب إلى تأدية واجب
والآن ما هي نظرة المسيحية للتطرف؟
المسيحية تؤمن بالاعتدال والكتاب يقول “لاتمل يمنةً ولايسرةً. باعد رجلك عن الشرّ”(أم27:4) ومن المبادئ المسيحية الشهيرة “الطريق .الوسطى خلّصت كثيرين” أي الطريق المعتدلة التي لا تطرُّف فيها
وأيضًا يدعونا الكتاب المقدس إلى عدم الإتكال على الفكر الشخصي فهو كثيرًا ما يكون خادعًا ومضلِّلاً فيعتقد الإنسان أنه يسلك في طريق مستقيمة ولكنها تكون متطرِّفة “توجَد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت”(أم12:14) “كل طرق الإنسان مستقيمة في عينيه والرب وازن القلوب”(أم2:21) ولذا فالكنيسة تؤكِّد دائمًا على الإرشاد الروحي ليحفظ الإنسان من التطرف “حيث لا تدبير يسقط الشعب أما .(الخلاص فبكثرة المشيرين”(أم14:11