أنا مؤمن، لكنّي لا أمارس؟؟؟
“أنا مؤمن” – ماذا تعني؟
أومن بوجود الله، أومن أنه خالق، أومن أنه رحيم، أومن أنه قدير …
“لا أمارس” تعني:
لا أمارس ولا أرى أية ضرورة لتقبل الأسرار مثل : التوبة، الإفخارستيا، مسحة المرضى… الزواج ( أنا أتزوج في الكنيسة لأني بحاجة أن تعترف الدولة بزواجي، وأنا بحاجي لأوراق رسمية )
ما هي حجج أو ذرائع أصحاب هذا المبدأ؟؟؟
المبدأ هو الإيمان
- يقولون :- قال يسوع “من لم يؤمن يحكم عليه” مرقس 16/16.
ولكن يتجاهلون كلام الرب السابق لهذه الآية ” من آمن واعتمد يخلص ”
إذاً نحن بحاجة للمعمودية أيضاً وليس فقط للإيمان، والمعمودية هي مفتاح سائر الأسرار.
- ويقولون “إنّ قانون الإيمان لا يذكر الأسرار” نقول :-
نؤمن بإله واحد آب… ولا نقول نؤمن بأسرار الكنيسة
… ولكن نقول نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا…
إذاً أنا لست بحاجة إلى الاعتراف، لأنّ المعمودية تغفر لي خطاياي. - هؤلاء يعتقدون أنّ الأسرار طقوس وثنية، وهنالك أيضاً وللأسف كنائس تعتبر الأسرار الكنسية ( ما عدا المعمودية ) أنها من صنع الشيطان. يقولون :- الاعتراف اخترعته الكنيسة لاستعباد وإرهاق الضمائر. والزواج تقييدٌ للحرية، وإجراءً ظالماً. والإفخارستيا أمرا جنونيا مستحيلا، الخبز والخمر يصبح جسد ودم الرب؟؟؟
وهذا الكاهن الخاطئ هو الذي بواسطته يتم التحول؟؟؟
وللرد نقول
للمسيح طبيعتان، إلهية وإنسانية، فهو ابن الله في إنسانيته، وهذا يسوع ابن مريم هو إله حق. فكل شيء فعله يسوع بشرياً، هو فعل ابن الله، أي فعل إله بشكل بشري، أو ترجمة بشرية لعمل إلهي. فالنتيجة :- جميع أعمال المسيح البشرية هي أعمال إلهية، وهذه الأعمال هي أسرار إلهية.
- هل منا من يعلم لماذا تعمد المسيح؟؟؟
- لماذا سر الفداء؟؟؟
- الله قادر على كل شيء فهو قادر أن يخلصنا بذبيحة المسيح يسوع لكن بطريقة أخرى
فلماذا الصليب بالذات ؟ - لماذا يجب علي أن أعتمد بالماء أيضاً ؟؟؟
- وهل يعقل أنّ المياه تغفر خطاياي وتؤهلني لدخول السماء؟؟؟ (مياه المعمودية)
طبعاً هنالك تفسيرات لاهوتية لذلك – لكن لمجرد الفكرة البسيطة لا نعلم.
قال المسيح لتلاميذه ” أنا معكم إلى منتهى الدهر”.
السؤال كيف يبقى معنا المسيح إلى منتهى الدهر، إذا كان قد رفع إلى السماء؟؟؟
إذاً كان على المسيح أن يؤمّن حضورا جسديا من نوع آخر.
وهذا الحضور يكمن بالأسرار كي يستمر المسيح بعمل الفداء.
فالمسيح عندما احتجب بدأت حياة الأسرار، فالرسل لم يكونوا بحاجة إلى معمودية لأنهم كانوا مع السر الأساسي، وواضع الأسرار. لذلك وعدهم ” ستُعَمّدونَ بالروح القدس” أما بولس الرسول الذي لم يتصل بالمسيح بشكل مباشر، فكان بحاجة إلى معمودية، فتقبل سر المعمودية. راجع أعمال 9/18.
الأسرار من صنع المسيح يسوع نفسه
1) المسيح مؤسس سر المعمودية
المسيح بعدما أن قدس المياه بمعموديته في الأردن متى3/13،
وبعدما قال لنيقوديموس ” ليس أحد يستطيع أن يعاين ملكوت الله، ما لم يولد من الماء والروح … يوحنا 3/3-5.
قال لكنيسته ” اذهبوا فتلمذوا جميع الأمم … وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” متى 28/19-20. فكان سر العماد.
2) المسيح مؤسس سر التثبيت
بعد أن كان يسوع منقاداً للروح القدس متى 4/1، الذي مسحه ليبشر المساكين لوقا 4/18، قال لكنيسته :- “يوحنا عمّد بالماء، أما أنتم فسَتُعَمّدون بالروح القدس … ” أعمال 1/5.
“إذ ينزل عليكم فتتلقون منه القدرة، وتكنون لي شهوداً حتى أقاصي الأرض ” أعمال 1/8.
فلما انقضت الأيام ألقليلة حلّ عليهم الروح القدس في علية صهيون، وثبتهم في دعوتهم ورسالتهم أعمال 2/4.
3) المسيح مؤسس سر التوبة
وبعد أن غفر الخطايا (مرقس 2/5؛ لوقا 7/47) ، أعطى كنيسته سلطان مغفرة الخطايا ( يوحنا 20/23).
” من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم، ومن أمسكتم عليهم الغفران يمسك عليهم” .
4) المسيح مؤسس سر الإفخارستيا وسر الكهنوت
بعد أن كثَّر يسوع الخبز ليطعم الجياع ( مرقس 6/41) أعطى رسله وخلفاءهم سلطاناً على ذاته بتحويلهم الخبز والخمر إلى جسده ودمه. إذ قال :- ” خذوا كلوا هذا هو جسدي … اشربوا كلكم هذا هو دمي … اصنعوا هذا لذكري حتى مجيئي ” ( متى 26/26-28؛ 1 كور 11/23-25)
الذكرى – بالمسيحية تعني إعادة إحياء الحدث – فيسوع هو هو أمس واليوم والى الأبد – أي أنه فوق الزمان.
وكل ما صنع يسوع يأخذ هذه الصفة – أي يتجاوز الزمن – غير محدود زمنيا.
فمثلا كفارة المسيح تدفع ثمن الخلاص ليس فقط لمن أتى بعد المسيح بل حتى لمؤمني العهد القديم لأنها صنع يسوع الغير محدود بالزمن.
وبالطبع كل ما صنع يسوع الغير محدود زمنيا يستمر الآن أيضاَ ونحن نستطيع المشاركة الفعلية به.
“فاصنعوا ذلك لذكري” أي احتفلوا الآن بموتي وقيامتي كسرٍ خلاصي من الماضي والحاضر والمستقبل. فهكذا كان سر الإفخارستيا وسر الكهنوت.
وللذي يدعي أن الموضوع مجرد “ذكرى” بمعناها البشري التي تصنع للأموات – فهو ينسى أو يتناسى أن يسوع حي وهو معنا الآن فلا هو ولا نحن المؤمنين به بحاجة لنصنع شيئا لذكراه لأنه قام من الأموات وهو معنا وهذا إيماننا العميق والثابت !!!!
5) المسيح مؤسس سر الزواج
بعد أن قدس الزواج بحضوره عرس قانا الجليل وإنجازه أولى آياته كي يكتمل الفرح ( يوحنا 2/6-10). جعل الحب البشري علامة لحبه هو للكنيسة ( أفسس 5/32). فهكذا كان سر الزواج
6) المسيح مؤسس سر مسحة المرضى
بعد أن لمس أذني الأصم الأبكم بإصبعه وشفاه ( مرقس 7/32-35)، منح كنيسته السلطان والقدرة على شفاء المرضى، فكانوا يشفونهم بالدهن بالزيت ( مرقس 6/13؛ يعقوب 5/14-15) فكان سر مسحة المرضى.
إن أعظم الأسرار هو سر الإفخارستيا
الإفخارستيا والمعمودية ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة ( يوحنا 6/54) المعمودية هي ولادة جديدة.
الإفخارستيا والتثبيت ” من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه” ( يوحنا 6/56).
الإفخارستيا والتوبة ” هذا هو دمي الذي يهرق لمغفرة الخطايا” متى 26/28).
الإفخارستيا ومسحة المرضى ” من يأكل جسدي ويشرب دمي، أنا أقيمه في اليوم الأخير ” ( يوحنا 6/54).
الإفخارستيا والزواج ” هذه الكأس هي العـهد الـجديد بدمي ” ( لوقا 22/20).
الإفخارستيا والـكهنـوت ” اصـنعوا هـذا لـذكـري ” (1 كور 11/24-25).