أمور يحتاج إليها الولد
يحتاج الطفل فى تربيته إلى أمور هامة جدا. وبدونها لن يكون سويا. من هذه الأمور : الاعتبار، الطمأنينة، المقبولية، المحبة، المدح، التأديب، الله.
أولا : الحاجة إلى المقبولية
3 أولاد يلعبون معا، ثم ينفعل اثنان ويتركا الثالث فيصرخ ( أنا هنا، ألا تريان أنى هنا ). هذا تعبير عن حاجة عامة وشاملة. فالشعور بالقيمة الذاتية أمر جوهرى. ومركب النقص وباء خطر يبدأ فى فترة مبكرة من الحياة.
وإن فاتنا أن نلاحظ هذه الحاجة بالتصرفات اللائقة، يلجأ الولد إلى إراقة شيء أو رمى الأشياء لجذب انتباهنا. فإنه يصدق قول أحدهم ( الصفعة خير من التجاهل ).
من الأولاد من لا يأكل جيدا ليقلق والديه، ومنهم من يندفع فى نوبات غضب ويخرب اللعب. ولا تنتهى هذه التصرفات بانتهاء الطفولة، بل فى المراهقة يلفت الأنظار بقيادة الدراجة بسرعة فائقة، أو يرفع صوته فى الكلام، أو يلفت الأنظار باللبس الغريب..ألخ.
بل والبالغون يستهويهم لفت الأنظار ولكن بطرق أدهى كالأزياء المزخرفة، أو السعى إلى المناصب العليا، أو الحديث عن انجازاتهم..ألخ.
فكيف نلبى الحاجة إلى الاعتبار عند الولد ؟
أولا : ثلاث افتراضات مغلوطة :
1 ـ أن العلاقة بين الأبوين والولد تكون لها الأولوية عن العلاقة بين الزوجين :
فبعد ولادة الطفل الأول، يكون هناك امتحانا حقيقيا : هل ستسلب الأم زوجها الوقت والحب لأجل مصلحة الولد، وبذلك تعوق العلاقة الأساسية أم ستظل تولى الزوج الأفضلية ؟ وكما قال أحدهم ( كان لى زوجة رائعة حتى ولد طفلنا الأول. فعندئذ صارت مريم أما أكثر منها شريكة ).
حسن أن نتذكر أن الزواج دائم فيما الوالدية عابرة. فالاهتمام الأولى هو الإبقاء على العلاقة الزوجية فى أفضل ما يمكن. ومتى كان هذا هو الواقع، تغدو العلاقة بالأولاد أميل إلى تعهد نفسها بنفسها على خير ما يرام. قال أحد علماء النفس ( إذا كانت الزوجة لا تحب زوجها أكثر من أولادها، فإن الأولاد والزواج معا تغدو فى خطر ).
+ فالزوج سيكون مستعدا للقيام بدوره فى الاعتناء بالطفل.
+ وليس من طريقة تعطى الولد شعورا بالاعتبار أفضل من جعله يرى ويحس العلاقة الوثيقة والإخلاص المتبادل بين والديه.
+ وسعادة الوالدين ببعضهما ستنقل الشعور بالرضى إلى الولد فيشعر بقيمته الذاتية. لذلك ينبغى على الوالدين اظهار المودة والتقدير لبعضهما، فليدع الزوج زوجته باسمها ويترك ( الماما ) للأولاد. ويقول أحد القضاة ( أكبر سبب أعرفه لجنوح الأحداث هو انعدام المحبة بين الأبوين )
2 ـ أن الولد يستحق أن يكون مركز الاهتمام :
فما أكثر ما ينصب كل شيء على مصلحة الولد وإشباع رغباته، والحصيلة أولادا أنانيين منشغلين بذواتهم فقط. وإذا لم ينالوا مايريدون تجدهم أميل إلى الرد بالتمرد والهروب، ويغدو شعارهم ” ماذا آخذ ؟ ) بدلا من ( ماذا أعطى ؟ ).
فالمركز الشرعى للعائلة هو العلاقة بين الزوجين. حيث الحياة الزوجية يبدأ بهما وتنتهى بهما أيضا.
3 ـ أنه من الواجب دفع الولد بأسرع ما يمكن إلى تأدية الأدوار البالغة :
فينبغى أن نسمح للأولاد أن يكونوا أولادا ويعيشون حقيقتهم، ولا نضغط عليهم ليتفوقوا قبل الوقت.
ثانيا : قوى هدامة :
1 ـ عدم الإهتمام :
مثل عرض صورة الأخ الأكبر على الضيوف والقول ( انظروا كم كان طفلا رائعا ) مع عدم عرض صورته هو فلا يشعر أنه يحظى بأى اهتمام إلا إذا انكسر شيء أو حدث مكروه. وهذا جرح مؤلم أكثر من الضرب،وأذاه لا يزول مدى الحياة.
2 ـ كلمات هدامة :
مثل ( انت منتش نافع فى حاجة ) فإذا سمع الولد كثيرا ما يشكك فى إمكانياته المستقبلية، يبدأ يصدق ذلك. وإن هو أخفق فالمسئولية على الوالدين اللذين حرماه اعتباره الذاتى فسلباه دافعا أعطاه إياه الله لبناء شخصية سليمة.
3 ـ الإنتقاد والسخرية والاحتقار. والضحك من الولد :
وهذه قد تؤدى إلى أعراض عصبية تكون آخرتها مشكلات نفسية تظهر فيما بعد، حتى الضحك من ولد يخطىء فى تهجئة بعض الكلمات مثلا، أو يغلط غلطة معلومة، قد يدفعه إلى الغش والكذب كى يصون اعتباره الذاتى.
ثالثا : كيف نبنى الشعور بالاعتبار ؟
1 ـ موقفك من نفسك كأب أو كأم :
إحساسك بقيمتك الشخصية سينتقل إلى الولد تلقائيا.
2 ـ شجع الولد على مساعدتك فى الشئون المنزلية :
عنصر أساسى للنمو السليم وتعلم تحمل المسئولية أن يشعر أن أهله محتاجون إليه. ومن المفيد امتداحه عندما يقوم بأعمال يسيرة، حيث يشعر بأنه ذو قيمة.
3 ـ عرف الآخرين بولدك :
وبإسمه. لتكون علامة على العلاقة الطيبة. وليشعر الولد أنه يستحق التعريف باسمه.
4 ـ ليعبر الولد عن رأيه بحرية :
فلا تجيب عنه عن سؤال يوجه إليه، حيث هذا يقوض احترام الولد لذاته، ويقلل اعتباره. حيث الأهل يعطون إشارة تفيد أنه عديم الأهمية وغير أهل للتحدث عن نفسه.
5 ـ وفر له سبيل الإختيار واحترم رأيه ما أمكن :
فالشخصية الذاتية تنمو عن طريق اتخاذ القرارات.
6 ـ كرس لولدك وقتا :
إن لم تخصص له الوقت الكافى فسينتزعه بطريقة غير مرضية مثل النق والخصام..ألخ. إننا نبنى فى الولد شعورا بالقيمة الذاتية عندما نأخذه لنصغى إلى شجونه، عندما نرخى الصحيفة إذا خاطبنا، عندما ندير وجوهنا إليه حين يطلعنا على شيء.
7 ـ إعهد إليه أحيانا بمهمات تدهشه :
إن الثقة بالأولاد وائتمانهم ينميانهم فى تحمل المسئولية وإجادة الإنجاز. وتكليفهم أحيانا أمورا تدهشهم قد يدفعهم دفعة كبيرة نحو الشعور السليم بالأهمية، وهو أمر جوهرى فى الحياة.