حريه اولاد الله

حرية أولاد الله
لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت
(رو8: 2)
أولاد الله هم الذين وُلدوا من الروح القدس ولهم طبيعة جديدة تحب كل ما هو من الله وتفرح في أثمار الروح القدس الساكن فيهم. لكن تغيير الحياة وسُكنى الروح القدس لا ينزعان منهم الجسد – الطبيعة العتيقة الخاطئة – من أجل ذلك وُضعت عليهم المسئولية أن يحسبوا أنفسهم أمواتاً بأن يُميتوا بالروح أعمال الجسد، وأن يضعوا الجسد في مركز الموت الذي أوقعه الله على الجسد في صليب المسيح. أما المؤمن الذي لا يختبر قوة الروح القدس عاملة في حياته لسبب عدم انتباهه، فإنما يختبر قوة الخطية عاملة في أعضائه. ومن هنا يصرخ قائلاً “مَنْ ينقذني من جسد هذا الموت” (رو7).
لكن نشكر الله الذي كشف لنا في رومية 8 عن حقيقة سُكنى الروح القدس في المؤمنين. وهناك يُسمَّى الروح القدس بثلاث تسميات، على المؤمن أن يتمسك بمضامينها ويفتخر بامتلاك نتائجها، وهي :
أولاً: “روح الله” (ع9) بالمقابلة مع الجسد الذي يعمل في أعضائه قبل الإيمان. روح الله لا روح العالم، وسُكنى روح الله في المؤمنين هو الشيء الذي يصوّر حقيقة مركزهم أمام الله. “أنتم لستم في الجسد، بل في الروح، إن كان روح الله ساكناً فيكم”. والذي في المؤمنين أعظم من الذي في العالم. وبعمل روح الله يستطيع المؤمن أن يضع الجسد في مركزه أي في حالة القمع والاستعباد (غير مسموح له بأية حرية ) .
ثانياً: “روح المسيح” (ع9) ويُسمَّى روح المسيح في مواجهة السلوك العملي – حياة القداسة العملية. فالمسيح كان على الأرض يسلك في الروح في كل شيء. والمؤمن السالك في روح المسيح هو المؤمن الحرّ المنتصر الذي يعرف كيف يتصرف بالقداسة في القول والفكر والعمل. إن روح المسيح هو قوة التعبير الحي عن الحياة الجديدة التي بحسب فكر الله
ثالثاً: “روح الذي أقام يسوع من الأموات”
(ع11). لأننا نتوقع فداء المسيح، والله بقوة الروح القدس أقام المسيح من الأموات، وبنفس القوة سيُقيم أجساد الراقدين ويغيّر أجساد الأحياء. فإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فينا، فالذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادنا المائتة (القابلة للموت) أيضاً بروحه الساكن فينا .
  
تأملات فى القراءات الكنسية
الأحد السابع من الخماسين المقدسة
عيد العنصرة
إنجيل القداس : (يو15: 26)
” ومتى جاء المعزى الذى سأرسله انا اليكم من عند أبى … ”
إن كنا نجاهد للسير فى الطريق الضيق ، وإن كنا حاملين الصليب ومرذولين من العالم ، فإننا نجد الروح القدس شفيعنا وسندنا ومعزينا . ولا يشمل عمل الروح القدس على هذا فقط بل يعمل أيضاً على:-
التبكيت على الخطية :
فمن اليوم الأول الذى نطق فيه الروح بفم بطرس الرسول قيل : ” فلما سمعوا نخسوا فى قلوبهم ” فهو يبكت بشدة ويصرخ فى داخلنا بتنهدات لا ينطق بها
وينخس ضمائرنا ، ويوقظنا للتوبة .
2 – يبكت على البر :
انه يبكت على التقصير فى العمل الإيجابى ويبكت على وجود ثمار الروح القدس فينا وعلى اكتسائنا ببر المسيح . فليس عمل الروح القدس هو أن نكف عن الخطية وحسب ، وأن نقف سلبيين نفتخر اننا لا نكذب ونحلف ولا نضر أحد ، هذه ليست مسيحيتنا بل الروح القدس يريد أن يكون فينا بر وقداسة المسيح . وهو يشجعنا ويقودنا ، ويكمل حياتنا ، ويسهل أمامنا طريق التقوى .
  
من قديسى الأسبوع

7 بوؤنة : استشهاد القديس ابسخيرون الجندى القلينى
11بوؤنة: استشهاد القديس اقلاديوس

استشهاد القديس ابسخيرون الجندى القلينى
في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل أبسخيرون الجندي الذي من قلين . وكانت من جند أريانا والي أنصنا . ولما صدرت أوامر دقلديانوس بعبادة الأوثان برز هذا القديس في وسط الجمع الحاضر مبينا ضلال الملك لاعنا أوثانه فقبضوا عليه وأودعوه السجن الذي كان في قصر الوالي بأسيوط فاتفق معه خمسة من الجنود ( ألفيوس وأرمانيوس وأركياس وبطرس وقيرايون ) علي أن يسفكوا دمهم علي اسم المسيح فلما مثلوا أمام الوالي أمر بتقطيع مناطقهم وتعذيبهم وصلب بعضهم وقطع رؤوس الآخرين ، وأما القديس أبسخيرون فقد عذبه الوالي بمختلف العذابات ولكن الرب كان يقويه ويصبره ويشفيه من جراحاته ، و استحضر ساحرا يسمي اسكندر ، ليقدم للقديس شيئا من السم القاتل ، قائلا يا رئيس الشياطين اظهر في هذا المسيحي قوتك ، فتناول القديس السم ورسم عليه علامة الصليب وشربه فلم ينله أي آذى , فتعجب الساحر وآمن بإله القديس أبسخيرون فقطع الوالي رأس الساحر ونال إكليل الشهادة . أما القديس فقد ازداد الوالي غضبا عليه وبعد أن عذبه كثيرا أمر بقطع رأسه أيضا فنال إكليل الشهادة ولربنا المجد دائما .
صلاته تكون معنا آمين
  
البناء الروحى
الله لا يترك نفسه مديوناً لآحد … !!
يظن البعض ان اى عمل خير يقوم به اصبح بسببه من الابرار القديسين .. !! . وانه بهذا العمل اصبح دائنا لله .. !! واقل شىء يقدمه له الله بعد رد اضعاف هذا الخير على الارض ان يجعله من ورثة الملكوت .. !! . لا تظنوا انى ابالغ فهذا كثيراً من يحدث صدقونى احياناً انا نفسى افعل هذا . وهذا بالطبع نتيجة ضعف نظر روحى كثيراً ما يصبنا ، هل جلسنا يوماً نفكر فيما يقدمه الله لنا ؟ . دعونا نضع ما نقدمه لله فى كفة ميزان وفى الكفة الأخرى سنضع خيرات وعطايا الله لنا ، ترى أي الكفتين ستكون لآعلى ؟؟
ذات يوم كان احد الاباء الرهبان يسير بجانب المزرعة فى طريقه الى مكتبة الدير لقضاء امر ما وفى طريقه لاحظ احد العمال جالس بجانب بعض الحطب المشتعل محاولة منه للحصول على بعض الدفء فقد كان الجو شديد البرودة . نظر اليه الراهب فى شفقة ومضى فى طريقه ، وبعد ان قضى ذلك الامر الذى كان يريده عاد الى قلايته وهو يفكر فى ذلك العامل الذى يرتجف من البرد وهنا وجد نفسه يفكر فى اعطأه البلطو الذى يملكه ولم يتردد بل اسرع ووضع ذلك البلطو فى شنطة وذهب الى ذلك العامل وأعطاه له . شعر ذلك الراهب بسعادة غامرة وهو فى طريق عودته الى قلايته وهو يتذكر كلامات الشكر التى أمطره بها ذلك العامل بعد ان أعطاه البلطو . وأخذ يتذكر شكل العامل وهو يكاد يطير فرحاً بتلك الهدية . واخذ يقول لنفسه ” ما أحلى عمل الخير ” قالها وهو يشعر بشعور يشابه القداسة الذاتية . ولكنه ما كاد يصل الى باب قلايته حتى وجد مفاجاة كبرى فى انتظاره
لقد وجد صندوق موضوع امام قلايته . صندوق كبير جميل مغلف بشكل أجمل موضوع عليه بطاقة صغيرة مكتوب عليها أسمه . حمل الصندوق وادخله قلايته وهو يفكر ” ترى من أحضر ذلك الصندوق فى هذا الجو البارد ؟؟ ….. ترى ما الذى يحتويه هذا الصندوق ؟؟ …. تعددت الآسئلة فى رأسه وهو يسرع فى فتح هذا الصندوق الغامض وما ان فتحه حتى وجد ما أدهشه جداً جداً .
لقد وجد بلطو جديد تماماً مطابق للبلطو القديم الذى أهداه للعامل منذ قليل …. جلس على المقعد الصغير المجاور له وهو ممسكاً بذلك البلطو الجديد بكلتا يديه مردداً بين نفسه موجهً نظراته الى أسفل ” أخجلتنى يارب ، قدمت بلطو قديم لدى فأحضرت لى أخر جديد . قدمته انا فى صورة شفقة وأحسان على رجل فقير ، بينما انت قدمته فى صورة هدية قيمة لشخص تقدره وتحبه ، انا قدمته فى العلن وانت قدمته فى الخفاء . كم سعدت بكلمات المديح وشعرت وكأنى الانبا ابرإم الجديد أو انبا صرابامون الثانى اما انت يارب فتقدم بحب ولا تنتظر المقابل كم كنت سريعاً يارب فى ردك للهدية بأعظم منها .. حقاً انت يارب لا تترك نفسك مديوناً لآحد … ”
” هذه القصة رواها لنا أب راهب منذ حوالى أربعة سنوات وكان يتحدث عن نفسه !! ” .
والان عزيزى القارىء أتريد أن حصى نعم وعطايا الله لك . دعنى أقدم لك بعض النقاط للتفكير فيها هل لك أعين فهناك الكثير لا يملكون هذه النعمة . هل لك يدان هل لك قدمان فهناك انسان يتمنى أن يسير لعدة خطوات دون مساعدة أحد . هل مازلت تتنفس أذن فأنت مازلت موجوداً فى الحياة مازالت تتمتع بهبات الله المجانية … ان كام الامر كذلك فهل ستشكر الله ؟ هل ستقول لله فى كل عمل خير تعمله ” من يدك وأعطيناك .. منك ولك الكل ”
  
قصة هادفة
قصة الثلاثة أشجار
كان فى يوم من الأيام هناك ثلاثة أشجار فى غابة فوق أحد التلال , ومرة راحت الأشجار تناقش أحلامها وأمالها . قالت الشجرة الأولى ” أننى أتمنى أن أصير يوما صندوقا للكنوز ، وامتلئ بالذهب والفضة واللآلئ الثمينة ، وازين بالنقوش المركبة ويرى الجميع جمالى ” . وقالت الشجرة الثانية ” يوما ما سأحب أن أصير سفينة كبيرة ، وأحمل الملوك والملكات فوق المياه وأبحر فى كل أركان العالم .ويشعر الجميع فى السفينة بالأمان بسبب قوة أخشابى “. وقالت الشجرة الثالثة ” أنا أرغب أن أنمو وأصير أكثر الأشجار طولا واستقامة فى كل الغابة ، ويرانى الناس على قمة التل وينظروا لأغصانى ، ويفكروا فى السماوات وفى الله ، وكيف أننى قد صرت قريبة منهم . وعندئذ أصير أعظم الأشجار عبر كل السنين ويتذكرنى الناس أجمعين “. بعد بضعة سنوات من تضرعهم بدأت أحلامهم تصير واقعا ، فقد حضر مجموعة من الحطابين من أجل أن يحصلوا على الأشجار . وعندما جاء أحدهم للشجرة الأولى قال ” أنها تبدو شجرة قوية وسأستطيع بيع الخشب لنجار وبدا فى قطعها : …. وكانت الشجرة سعيدة ، لأنها كانت تعلم أن النجار من الممكن أن يصنع منها صندوقا للمجوهرات . وللشجرة الثانية قال أحد الحطابين ” أتها تبدو شجرة قوية ، وأنا سيمكننى بيعها لمصنع سفن ” ، فرحت الشجرة الثانية لأنها علمت أنه من الممكن أن تصير سفينة عظيمة . وعندما جاء الحطاب للشجرة الثالثة خافت الشجرة لأنها أدركت أن قطعها يعنى أن حلمها لن يرى النور أبدا ، وقال الحطاب ” أنا لا أريد شيئا خاصا من شجرتى لذلك سأخذ هذه الشجرة ” . ثم قام بقطعها . عندما وصلت الشجرة الأولى للنجار ، صنع منها مزودا لطعام الغنم . حيث وضع فى أحد الحظائر وملؤه بالقش !!! . وطبعا لم يكن هذا ما قد صلت من أجله الشجرة . أما الشجرة الثانية فقد قطعت وصنع منها قارب صيد صغير . وهكذا انتهى حلمها بأن تصير سفينة عظيمة تحمل الملوك والملكات . أما الشجرة الثالثة فقد قطعت الى قطع كبيرة وتركت وحيدة فى الظلام وتوالت السنين ونسيت الأشجار أحلامها . ولكن فى أحد الأيام ، جاء رجل وامرأة للحظيرة ، حيث ولدت المرأة طفلا وضعوه فى القش الذى فى المزود المصنوع من الشجرة الأولى . تمنى الرجل لو أمكنه أن يصنع مهدا للطفل ، ولكن هذا المزود صار هو مهد الطفل . استطاعت الشجرة أن تحس بأهمية هذا الحدث وأدركت أنها استضافت أعظم كنز عبر جميع الأزمنة . وبعد بضعة أعوام ، دخلت مجموعة من الرجال الى قارب الصيد المصنوع من الشجرة الثانية . وكان أحد الرجال متعبا فذهب لينام . وبينما هم فى قلب المياه ، إذا بعاصفة كبيرة تهب عليهم وفكرت الشجرة إنها ليست قوية بالدرجة التى تحفظ الركاب آمنين . ولكن الرجال أيقظوا الرجل النائم ، الذى وقف وقال ” سلام ” فإذا بالعاصفة تسكت فى الحال . وفى هذا الوقت أدركت الشجرة الثانية أنها قد حملت ملك الملوك فى القارب المصنوع منها . وأخيرا ، جاء أحدهم وأخذ الشجرة الثالثة . وحملت فى الشوارع بينما الناس يسخرون من الرجل الذى يحملها . وعندما توقفوا أخيرا ، سمر الرجل الذى يحملها
ورفع عاليا على قمة الجبل وصارت الشجرة أقرب ما يمكن لله !!! ، لأن يسوع قد صلب عليها . والعبرة التى نجدها فى هذه القصة ، أنه عندما تكون الأمور لا تسير حسب طريقك ، تذكر دائما إن الله له خطة لك . إذا ما وضعت ثقتك فيه ، وهو سيعطيك عطايا عظيمة . فكل شجرة من الأشجار قد حصلت على ما أرادت، ولكن فقط بطريقة مختلفة عما قد تخيلته . ونحن لا نعرف دائما ما هى خطط الله من أجلنا . ولكننا نتيقن أن طرقه ليست مثل طرقنا ، ولكن طرقه دائما الأفضل على الإطلاق . وليبارك الله كل واحد فيكم .
+ لانه كما علت السماوات عن الارض هكذا علت طرقي عن طرقكم و افكاري عن افكاركم ( إشعياء 55 : 9) .

Scroll to Top