أبعاد الجنس عند الإنسان
الجنس عند الإنسان هبة إلهية تمس صميم الكيان الإنسانى على كافة مستويات حياته، فهو لا يمس جانباً واحداً من حياتنا، بل يمتد ويتداخل فى طبيعتنا الإنسانية، ليضع بصماته على وجود الفرد وشخصيته، ويؤثر على حياتنا النفسية والإنفعالية، وعلاقاتنا الاجتماعية بالآخرين، كما يمس حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله، فهو – إذن – طاقة شمولية.
يمكن أن نرى – إذن – أن الجنس عند الإنسان، له ثلاثة عناصر (أبعاد) رئيسية:
1- العنصر الشخصى Personal :
وفيه نجد التفاعل الشخصى بين الجنسين، الناتج عن القبول
المتبادل والإقتناع العقلى، تفاعل يعبر عن ذاته مستخدماً الإمكانات العاطفية (المشاعر) الإنسانية، ويساهم فى نمو الحب بينهما، الذى يفتح بدوره
المجال للإتحاد الزيجى.. ولا ينحصر البعد الشخصى للجنس فى مجرد العلاقة بين الجنسين، بل يتجاوزها كى يغذى الجوانب الاجتماعية والروحية عند الإنسان.
2– العنصر الحسى Sensual :
ويقصد به الإحساس باللذة فى العلاقة الزوجية، ولو أن اللذة الحسية ليست هدفاً بحد ذاتها، إنما هى إحساس فسيولوجى عصبى نفسى ملازم للتواجد والتقارب بين الزوجين من خلال حياتهما المشتركة.
3- العنصر التناسلىProcreational :
ويقصد به إنجاب النسل حفاظاً على النوع، ولو أن النسل ليس هو الهدف الأوحد للزواج، فالزواج يهدف – كما أراده الله – إلى تحقيق التكامل والإتحاد بين الزوجين، ويهدف إلى التعاون والمشاركة بينهما فى مواجهة الحياة، ويأتى النسل ثمرة للحياة الزوجية، معبراً عن البعد الشخصى للجنس فى حياة الزوجين.
هذه العناصر الأساسية الثلاثة للجنس أراد الله منذ البدء أن توجد معاً جنباً إلى جنب فى توازن، دون أن يطغى عنصر على آخر، حتى تحقق العلاقة بين الزوجين هدفها الأصيل.
شواهد كتابية :
كتابياً نجد هذه العناصر الثلاث واضحة عبر أسفار العهدين..
“وقال الرب ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره” (تك 18:2).. هنا نجد العنصر الشخصى الذى يحمل معنى التعاون والمشاركة والتفاهم، والتناظر، أى التساوى فى القيمة الإنسانية.
“وبنى الإله الضلع التى أخذها من أدم امرأة، وأحضرها إلى أدم” (تك 22:2).. هنا نجد فكرة التعارف الشخصى بينهما، حيث يعرف الله حواء بآدم، كى يبدآ معاً حياتهما المشتركة.
خصائص الإنسان قبل السقوط
طبيعة حياتهما | هدف زواجهما |
^ الحب والإتحاد بالله.
^ الحب والإتحاد معاً. ^ التناظر (التساوى). ^ شركة “نحن”. ^ ميل جنسى نقى. |
^ التكامل الإنسانى فى “الجسد الواحد”.
^ التعاون والمشاركة. ^ الإنجاب. |
خصائص الإنسان بعد السقوط:
طبيعة حياتهما : | هدف الزواج فى العهد القديم : |
^ حب الذات والإنفصال عن الله.
^ “أنا” تصارع “أنا”. ^ ضياع الحب والإتحاد. ^ ضياع التناظر “التساوى”. ^ ضياع شركة “نحن”. ^ الشهوة الجنسية. |
^ الإنجاب.
^ الإستمتاع. ^ التعاون والمشاركة. ^ الحفظ من الخطيئة. |
لكى نفهم خصائص الجنسية كما أرادها الله منذ البدء ينبغى أولاً أن نفهم خصائص الإنسان ذاته فى وضعه الأصيل كما أوجده الله.
أ- تكامل فردى رائع :
كانت حياة آدم وحواء قبل السقوط حياة ذات وضع فريد نقى، بسبب كون كل منهما مرتبطاً بالله… فالعقل منشغل بالله، والعاطفة تتحرك بالحب نحوه، والإرادة تطيع صوته وإرشاده، والجسد يتحرك سالكاً فى وصاياه.. لذلك كان الفرد كله (عقلاً وعاطفة وإرادة وجسداً) متكاملاً يحيا فى مجال الله، بلا صراع داخلى بين عقله وعواطفه وإرادته وجسده، بل يسلك مع الله بكيان متكامل غير منقسم.
ب- تكامل إنسانى رائع :
قبل السقوط، كان الفرد الإنسانى آدم، والفرد الإنسانى حواء متحدين معاً فى كيان إنسانى متكامل وفريد، يطلق عليه الكتاب المقدس تعبير “جسد واحد” (تك 24:2)، وكان هذا الإتحاد نموذجاً إلهياً رسمه الرب الإله، ورآه حسناً جداً إذ كان يعكس سر الحب والوحدة الكائنين فى الحياة الإلهية، ويكشف عنهما منطبعين فى عمق الحياة الإنسانية.
ج- علاقة الإنسان مع الله قبل السقوط :
لقد كان وجودهما فى حضن الله هو السبب المباشر لاتحادهما معاً،
وهو سبب حالة النقاوة والقداسة التى كانا يسلكان بها.. كذلك كان
إتجاههما المستمر نحو الله بالحب هو سر حبهما الواحد للآخر.. لم تكن الجنسية فقط فى حالة نقاء، بل كيان الإنسان كله، فالعقل ينذهل أمام أسرار الله فى الكون محاولاً باتضاع أن يدرك ولو القليل منها، والعاطفة تتجه من “الأنا” إلى “الله” إلى “الأخر” فى حركة حب متدفق ومستمر، والإرادة تتطلع إلى الله تسعى نحوه شخصياً طالبة إرضاءه أما الجسد فكان يسلك فى نقاوة يكشف عن كل جوانب القداسة فى حياة الإنسان الحامل داخله صورة الله التى لا تفنى.
خصائص الجنسية قبل السقوط :
على أساس هذا النموذج النقى الذى صنعه الله ورآه حسناً جداً (نموذج الإنسان المتكامل)، نتوقع أن تتجلى فى علاقة آدم وحواء الخصائص التالية:
أ- نوعية العلاقة بين الرجل والمرأة :
1- التناظر :
أى التساوى (التكافؤ)equality ، مع المشابهةlikeness والندية being peers.. فالله خلقهما متساويين فى القيمة الإنسانية رغم إختلافهما فى الخصائص الطبيعية المميزة لكل منهما، ونلمح هذا واضحاً فى قول الرب “أصنع له معيناً نظيره” (تك 18:2). يلاحظ أن التناظر بين الزوجين يؤدى إلى التفاهم المشترك، والتعامل بينهما بلا تسلط.
2- التكامل :
وهى أن يكمل كل منهما الآخر، وهذا يتحقق بسبب الإختلاف الطبيعى فى الصفات بين الرجل والمرأة، فمن خلال التعامل بينهما ينتفع كل منهما بصفات الآخر، وكأن صفات الواحد تضاف إلى الآخر.. ويأتى التعاون والمشاركة علامة على حالة التكامل بينهما ولذلك خلق الله حواء لتكون “معيناً” يتعاون مع آدم ويشاركه حياته، ويتقاسم معه مسئولياته.
إن التكامل يساهم – فى الواقع – فى تحقيق التوازن النفسى والاستقرار الداخلى.
3- الحب الحقيقى :
وهو قدرة النفس على الخروج عن “الأنا” إلى “الآخر” وتجاوز حدود عالمها الخاص، كى تشارك الآخرين فى عالمهم فتدخل إليهم السعادة.. ولم يكن الحب المضحى الباذل بين آدم وحواء قبل السقوط، إلا انعكاساً مباشراً لحب الله المنسكب بفيض على كل منهما.. وكأن الحب يتحرك فى دورة
لا تنقطع من الله إلى كل من آدم وحواء، ومن آدم إلى الله مروراً بحواء، ومن حواء إلى الله مروراً بآدم.. فالله – إذن – كان هو محبوبهما معاً وشريكهما، وأملهما فى الحياة وهدف وجودهما الحقيقى. وهذا الحب الحقيقى انعكس على علاقتهما ولذلك قال آدم عن حواء “هذه الآن عظم من عظامى ولحم من لحمى” (تك 23:2).
ب- الميل الجنسى النقى :
منذ البدء أوجد الله فى صميم تكوين نفس الرجل ميلاً طبيعياً للمرأة وفى صميم تكوين نفس المرأة ميلاً طبيعياً للرجل، وبهذا الميل المتبادل يتألفان ويتكاملان، أى أن هذا الميل الجنسى يخدم نمو الحب، ويساهم فى تحقيق التكامل بينهما.
كان الميل الجنسى ميلاً طاهراً نقياً، شأنه فى ذلك شأن باقى ميول الإنسان الأخرى قبل السقوط.. ونلحظ هذا الميل واضحاً منذ اللحظة الأولى التى أفاق فيها آدم من سباته، فوجد الله يقدم له حواء لتكون معيناً نظيره، فقال: “هذه الآن عظم من عظامى، ولحم من لحمى” (تك 23:2).. هنا نلاحظ شعور آدم نحو حواء بإعتبارها شخصاً مأخوذاً من داخله، وتربطهما رابطة خاصة ومنذ أن كانت حواء داخل آدم، رابطة تجذبهما الواحد إلى الآخر، هى ما يسمى “الميل الجنسى”، وبقوة هذا الميل تعود حواء مرة أخرى إلى أدم، ولكن لن تكون عودتها هذه المرة إلا على مستوى داخلى، وهو ما يسمى “الإتحاد الزيجى” الذى عبر عنه سفر التكوين بلفظ “الجسد الواحد” (تك 24:2).
كان الميل الجنسى – إذن – يهدف إلى تحقيق الوحدة الداخلية بين الرجل والمرأة، كى يصيراً معاً “كياناً بشرياً متكاملاً”.
1– رؤية علمية للأعضاء الجنسية :
أ- ما أهمية الأعضاء الجنسية ؟
والسؤال بعبارة أخرى: ماذا لو تم استئصال الأعضاء الجنسية؟ هل يؤثر ذلك على حياة الفرد؟
إن تأثير الأعضاء الجنسية على حياة الفرد يختلف كثيراً عن تأثير الأعضاء الأخرى على نفس الفرد.. هناك أعضاء هامة لحياة الإنسان Vital Organs، وبدونها يتوقف الجسد عن أداء وظائفه مما يؤدى إلى الموت، فالقلب والمخ والكليتان والكبد إذا تم استئصال أى منها مات الجسد، لأن كلا منهم يؤدى وظيفة حيوية أساسية لحياة الكائن Unique Biological Function .
أما الأعضاء الجنسية فهى لا تنحصر فى الوظيفة البيولوجية، فالهرمونات التى تفرزها وتؤدى وظائف أخرى متعددة تساهم فى تكوين الشخصية والإتزان النفسى، والنمو العقلى والنمو العاطفى والإجتماعى.
كل أعضاء الجسم محددة فى وظيفتها البيولوجية، أما الأعضاء الجنسية فإن دورها البيولوجى (التناسل) هو أحد وظائفها فى حياة الفرد، وذلك لأن لها القدرة على التأثير فى كل نواحى الحياة النفسية والعقلية والإجتماعية للفرد.
الأعضاء الجنسية – سواء فى الرجل أو المرأة – تفرز الهرمونات الجنسية، وهى مواد كيميائية تخرج من الخصيتين والمبيضين إلى الدم مباشرة، وتنتشر لتؤدى دورها وتنشر تأثيرها لتؤثر على خلايا الجسم المختلفة.. فهى تؤثر على الجلد والعضلات والأعصاب والأوعية الدموية والعظام والمفاصل والقلب والحنجرة (الصوت) والشعر.. كما أن للهرمونات الجنسية تأثير فعالاً على النواحى النفسية والعقلية والإنفعالية للفرد من خلال تأثيرها على مراكز عصبية متعددة فى المخ البشرى.
إن المخ يحتوى على مراكز عصبية تتأثر بإنفعالات النفس تسمى “هيبوثالمس” Hypothalamus، وهو جهاز حساس فى المخ يترجم انفعالات النفس إلى مظاهر عضوية جسمانية، أو يعبر عن حركات النفس فى هيئة تظهر على أعضاء الجسم.. فإذا شعرت النفس بالخجل، أرسل “الهيبوثالمس” إشارات عصبية تؤدى إلى توسيع الأوعية الدموية بالوجه مما يؤدى إلى إحمراره.. وإذا شعرت بالخوف زادت الإشارات العصبية مما يؤدى إلى رعشة العضلات وسرعة ضربات القلب.. كذلك إذا شعر الزوجان برغبة الإتحاد معاً، فإن الإنفصال العاطفى يؤثر على “الهيبوثالمس” فترسل إشارات عصبية خاصة إلى الأعضاء الجنسية كى تؤدى دورها فى العلاقة الزوجية.
إن الهرمونات الجنسية تؤثر على مراكز الإنفعالات فى المخ “الهيبوثالمس”، كما تؤثر أيضاً على مركز الشخصية فى المخ.. وهكذا يمتد تأثير الهرمونات الجنسية إلى كل من الجسد والنفس، أى أنها تؤثر على كيان الإنسان كله.
نعود للسؤال: ما نتائج استئصال الأعضاء الجنسية؟
هذا يعتمد – فى الواقع – على الوقت الذى استؤصلت فيه الأعضاء الجنسية، هل قبل البلوغ أم بعده؟…
إذا حدث ذلك قبل البلوغ، فإن “الخصائص الجنسية الثانوية” لن تظهر، فلا ينمو شعر الذقن والشارب عند الولد، ولا يصبح صوته رجولياً، ويصبح أقصر قامة من زملائه.. كذلك لن ينمو صدر الفتاة، ولن تبدأ عندها الدورة الشهرية.. أى أن العلامات الخارجية للبلوغ سوف لا تظهر.. من الناحية الأخرى لن يصبح الفرد قادراً فيما بعد على الإنجاب (العقم)، ولن يصبح قادراً على أداء العلاقة الزوجية (العجز الجنسى).
إن استئصال الأعضاء الجنسية عند الأطفال أو إصابتها فى حادثة أو بمرض، لا يؤدى فقط إلى توقف الوظائف الجنسية، بل يؤدى أيضاً إلى ضعف الوظائف الجنسية النفسية.. فالإنسان ينتقل من الطفولة إلى البلوغ مروراً بمرحلة المراهقة حيث تحدث فيه عمليات النمو الحيوى: نمو الجسم ونمو الشخصية (النمو العقلى والعاطفى والجنسى… الخ) وتساهم الهرمونات الجنسية فى عملية النمو بالنصيب الأكبر، أى النمو الجنسى الجسمانى Physical sex والنمو الجنسى النفسى Psychologic sex فالأول تقوم به الهرمونات وحدها، أما الأخير فتساهم التربية والجو الاجتماعى مع الهرمونات فى تحقيقه.. لذلك فإن استئصال الأعضاء الجنسية قبل البلوغ يؤدى إلى ضعف الوظائف النفسية التى تحتاج إلى جنس كى تنضج، مثل القدرة على الخروج عن الذات والإنفتاح على الآخرين (التفاعل الاجتماعى)، ومثل الطموح واتساع الخيال، والإبداع الفكرى والفنى والأدبى.. وبذلك يصبح الإنسان أقل حيوية وأضعف إبداعاً.
أما إذا استؤصلت هذه الأعضاء بعد البلوغ، أى بعد إكتمال
الجنس الجسمانى والنفسى، فإن هذه الخصائص سوف يبقى بعضها، حيث يستمر نمو شعر الذقن والشارب عند الرجل، ويبقى صوته رجولياً، وذلك بفضل بعض الهرمونات الذكرية التى تنتجها الغدة الجار كلوية.. كذلك لن يختلف توزيع الشعر عند المرأة، ولن يتغير صوتها، ولا حجم الصدر.. لكن تتوقف الدورة الشهرية وتصبح المرأة عاقراً (العقم) كذلك تضعف قدره الرجل على أداء العلاقة الزوجية، كما يفقد القدرة على الإنجاب.. كذلك يؤدى غياب الهرمونات الجنسية إلى ظهور بعض أعراض الضعف الجسمانى، وضعف النشاط الحيوية.. أما من الناحية النفسية فتبقى إمكانية التجاذب الجنسى، والإهتمام بالجنس الآخر.
إن دور الطاقة الجنسية – إذن – لا ينحصر فى العلاقة الزوجية والنسل، بل يمتد إلى كل جوانب الحياة النفسية والشخصية والإجتماعية والروحية.
ب- لماذا نرى أعضاء الحياة قبيحة؟
إن كانت الأعضاء الجنسية بهذه الدرجة من الأهمية لحياة الإنسان، فلماذا يحتقرها الكثيرون؟ ولماذا يشوهون جمالها؟ ولماذا هى مرتبطة فى عقولنا بالخطأ والعيب والحرام والقذارة؟.
الأعضاء الجنسية كما خلقها الله – أعضاء هامة وحيوية وهى نقية مقدسة شأنها شأن باقى أعضاء الجسد.. ولكننا – للأسف – نراها من خلال نافذة زجاجية قد اتسخ زجاجها بالبقع والأتربة والقذارة.. فإذ بنا نرى هذه الأعضاء بصورة مشوهة.. فالخطأ – إذن – يكمن فى داخلنا نحن.. هناك صورة قاتمة تكونت داخلنا عن أشياء كثيرة تخص الجنس والزواج، ولذلك فنحن كثيراً ما نرى الجنس قاتماً وخاطئاً ومعيباً وقذراً..!!
ج- كيف تكونت فينا الصورة القاتمة للجنس :
1- أسلوب التربية : ربما لا نتذكر – ونحن بعد أطفال – كيف كنا ننظر إلى أعضائنا الجنسية قبل أن يتدخل الكبار ليعلمونا كيف ننظر إليها..
إن هناك إرتباطاً عصبياً بين الأعضاء الجنسية وأعضاء الإخراج (المثانة البولية والمستقيم)، لذلك يشعر الأطفال بالأعضاء الجنسية من خلال لذة الإخراج، وهذه حقيقة علمية.
إن هناك إحساساً باللذة والارتياح عندما يفرغ الفرد المثانة البولية الممتلئة بالبول أو يفرغ القولون من فضلات الطعام، كما أن الطفل يشعر ببعض اللذة عند التلامس مع أعضائه الجنسية، فإذا قابل الكبار هذا التصرف بالعقاب أو الانفعال المبالغ فيه فإن ذلك يرسب فى ذهن الطفل انطباعاً بأن الأعضاء الجنسية قبيحة أو قذرة.
وعندما يصعب على الطفل الصغير التحكم فى عمليات الإخراج ويضطر أن يبلل ملابسه أو فراشه، فإنه قد يتعرض للعقاب، إلى أن يتمكن من التحكم التام، وكثيراً ما يؤدى العقاب إلى شعور الطفل بأن الإخراج عملية قبيحة وضيعة.. ولما كانت أعضاء الإخراج – سواء فى الولد أو البنت – قريبة من الأعضاء الجنسية فإنه كثيراً ما يظن أن كل ما هو جنسى شئ وضيع أيضاً وقبيح، وقد يترسخ ذلك فى الذهن إلى ما بعد البلوغ، فيشعر الشباب بعدم نقاوة الأمور الجنسية.
وهكذا نجد أن عدم الدراية بالتربية الجنسية السليمة منذ الطفولة، يؤدى إلى تكوين اتجاهات خاطئة عن الجنس عند الشباب.
2- نظرة المجتمع إلى الجنس والزواج :
حينما يتطلع الشاب أو الفتاة إلى المجتمع، وهو يعرض الأمور الجنسية بشكل مشوه، فإن صورة خاطئة تنطبع فى الأذهان، فليس لدى الشباب مصدر أمين نقى للتثقيف الجنسى ولذلك هم بالضرورة يكونون انطباعاتهم عن الجنس من خلال وسائل سهلة الإنتشار ونقصد بها وسائل الإعلام والمجلات والروايات… الخ.
فالأفلام السينمائية تصور العلاقة بين الرجل والمرأة، علاقة صراع، حيث يسعى الصياد (الرجل) نحو فريسته (المرأة) إلى أن تقع فى شباكه فيمتلكها ويستمتع بها.. وتصور الأفلام أيضاً المرأة كجسد للإغراء، تحاول أن تسيطر على الرجل مستخدمة فى ذلك ما لديها من إمكانيات جسمانية، بدلاً من أن ينجذب الرجل إلى شخصيتها الأصيلة.
أما الروايات الرخيصة، فهى تعرض الأفكار المثيرة، وتغذى خيال الشباب بالأمور الحسية التى تلهب قلوبهم وتفسد مشاعرهم.
وأما المجلات الخليعة وأفلام الفيديو الرخيصة، فهى تعرض الجانب الحسى من الجنس، مستغلة حساسية الشباب، بهدف الربح والاتجار بعواطفهم الغالية.
أما النظرة السائدة فى المجتمع عن الجنس والزواج، فهى سلبية حتى لو كانت مقدمة فى قالب من التقاليد الإجتماعية المتعارف عليها.. فنجد المجتمع يمجد تسلط الرجل على المرأة ويفضل إنجاب الأولاد على البنات وينظر للفتاة التى تأخرت فى الزواج على أنها لم تحقق وجودها بإعتبار أن قيمة المرأة تأتى من انتمائها للزوج ولا تأتى من ذاتها وشخصيتها بحسب رأى إجتماعى مشهور..!!
يضاف إلى ما سبق فكرة المجتمع حول العلاقة الزوجية، حيث يصورها الكثيرون كمعركة ينتصر فيها الرجل، مظهراً قوته وقدراته الجسمانية، مفتخراً بذلك أمام الأصدقاء…!!
كل هذه الإتجاهات التربوية والاجتماعية السائدة فى المجتمع تؤثر بالضرورة على فكر الشباب عن الجنس والزواج والأعضاء الجنسية والعلاقة الزوجية.