رسالة إكليمندس الرومانى
رسالة إكليمندس الرومانى أقسام الرســالـــة : أ – تتألف من خمسة وستين فصلا. ب – بعد أن يعتذر أسقف روما للتأخر عن إرسال الرسالة … يعبر عن أسفه للموقف الشائن الذى وقفه بعض الأشخاص المتهورين الذى أضر بإسمهم المحترم بين كل الناس والحبيب الى الجميع. جـ – ثم تنقسم الرسالة إلى الآتى : 1- يذكرهم بأضرار الحسد كما ورد فى الكتاب المقدس بعد أن يذكرهم برسوخ إيمانهم وغنى فضائلهم قبل الأزمة (1 ـ 6). 2- علاج الحسد والغيرة …….. ( 7 ــ 58 ) * بالتوبة والإيمان العملى ( 7 ، 8 ) * بالطاعة ( 9 ـ 12 ) * بالاتضاع ( 13 ـ 21 ) * تذكر الدينونة وقيامة الأموات ( 22 ـ 29 ) * بالجهاد كأبناء لله ( 30 ـ 36 ) * بالخضوع للنظام والترتيب ( 37 ـ 47 ) * بالحب الذى هو باب البر ( 48 ـ 58 ) 3- ثم يختم بصلاة طويلة من أجل أن يعطى الله نعمة للذين سقطوا ويثبت القائمين فى الوحدة ( 59 ــ 61 ) 4- وتنتهى الرسالة بملخص لأهم ما ورد…. ( 62 : 65) أولاً: جمال ملامح الكنيسة قبل الانقسام (1) من كنيسة الله المتغربة في روما إلى كنيسة الله المتغربة في كورنثوس. فيض نعمة وسلام من الله القدير خلا ل يسوع المسيح إليكم أيها المدعوين والمقدسين بإرادة الله خلال ربنا يسوع المسيح. من جهة الضيقات والمصائب الفجائية المتزايدة التي نعاني منها(2) فإننا نخضع لها أيها الأحباء الأعزاء، لكننا نتطلع بالأكثر مهتمين بأمر منازعاتكم، نقصد بالانقسام الممقوت الشرير الذي هو غريب وبعيد عن مختاري الله. فقد أثار قلة من الأخوة المتهورين والعنيدين جنوناً مطبقاً، حتى أن اسمكم الحسن الذي كان قبلاً مشهوراً بيننا وعزيزاً علينا نحن جميعاً، قد تلطخ وانحدر في هوة السمعة الرديئة. حقاً من كان يمكث بينكم ولا يشهد لإيمانكم السامي الثابت؟! أو لا يعجب بورعكم المسيحي المعتبر والمملوء شعوراً؟! أو لا يذيع بروح كرمكم غير المحدود؟! أو لا يمدح معرفتكم الكاملة المستحقة كل ثناء؟! إذ كنتم تعملون دوماً بغير تحزب وتسلكون في وصايا الله. لقد أطعتم رؤساءكم، وأكرمتم شيوخكم كما يليق. ودربتم أذهان الأحداث باعتدال ولياقة. وعلمتم نساءكم أن يفعلن كل شيء بضمير نقي بلا عيب، مقدمات الحب اللازم لأزواجهن. وعلمتم إياهن أن يخضعن طائعات، ويعملن في بيوتهن بلياقة وفطنة. (2) كنتم جميعاً متواضعين، ليس فيكم رياء. تريدون طاعة الأوامر لا إصدارها، مغبوطين بالعطاء أكثر من الأخذ(راجع أع 35:20). كنتم قانعين بما عينه المسيح، ومشغولين به، تخزنون كلماته في قلوبكم، واضعين آلامه نصب أعينكم. من أجل هذا وهبتم جميعاً سلاماً عميقاً وفيراً، وشوقاً غير محدود نحو عمل الصلاح، بينما انسكب الروح القدس عليكم بفيض. كنتم مملوئين بالمشورات المقدسة، وبالغيرة نحو الثقة الصالحة الورعة، بسطتم أيديكم لله القدير طالبين منه الرحمة لغفران خطاياكم اللاإرادية. كنتم مخلصين وطاهرين، لا تحملون ضغينة، وتمقتون كل تمرد وانقسام، تبكون من أجل خطايا الغير كأنها سقطاتكم أنتم ولم تتأسفوا من أجل خير صنعتموه ” مستعدين لكل عمل صالح”(تي1:3). وإذا كانت شخصيتكم سامية وورعة،فقد صنعتم كل شيء في مخافة الله. لقد نقشت وصايا الله وتعاليمه على ألواح قلوبكم. ثانياً: ملامح الكنيسة بعد الانقسام (3) لقد وهبتم شهرة عظيمة، وازددتم في العدد، وتحقق فيكم القول : حبيبي أكل وشرب وشبع وسمن وبدأ يرفس (أم3:7) من هنا ثارت الغيرة والحسد، والصراع والتمرد والاضطهاد والفوضوية،والحرب والسبي، وهكذا قام ” الدنيء على الشريف ” (تث 15:32) والذي بلا كرامة على النبيل، والغبي على الحكيم، والصبيان على شيوخهم(أش 5:3). لقد فارقكم البر والسلام، وهجركم خوف الله، وصار كل منكم كليل البصر في إيمانه، عاكفاً عن السير في أحكام وصايا (الرب) أو السلوك في طريق المسيح اللائق. بالحرى سار كل منكم وراء شر قلبه باعثاً تلك الغيرة الشريرة غير المقدسة، والتي بها “دخل الموت إلى العالم”(حك24:2) . ثالثاً: الغيرة والحسد هما الدافع (4) لأن الكتاب يقول : “وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قرباناً للرب وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر. فاغتاظ قايين جداً وسقط وجهه. فقال الرب لقايين لماذا اغتظت؟! ولماذا سقط وجهك؟! إن أحسنت … أفلا رفع؟!” وكلم قايين أخاه هابيل” لندخل في الحقل”وحدث لما كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله”(تك 4: 3ـ 8). انظروا أيها الاخوة كيف أن الغيرة والحسد مسئولان عن قتل الأخ لأخيه؟! وبسبب الغيرة هرب أبونا يعقوب من حضرة عيسو أخيه وبسببها اضطهد يوسف بطريقة إجرامية وبيع عبداً. الغيرة ألزمت موسى أن يهرب من حضرة فرعون ملك مصر، عندما سمع زميله من بني جنسه يقول له : من جعلك رئيساً وقاضياً علينا؟ أمفتكر أنت بقتلي كما قتلت المصري؟! (خر14:2). بسبب الغيرة استبعد هرون ومريم من المحلة. بسببها طرح داثان وأبيرام حيين في الهاوية لأنهما تمردا على موسى خادم الله. بسببها لم يسقط داود تحت حسد الغرباء فحسب، بل اضطهده شاول. (5) وإذ نترك أمثلة العهد القديم، نتكلم عن الأبطال (المصارعين) المعاصرين لنا … فبسبب الغيرة أضطهد عظماء الكنيسة وأبر أعمدتها(غلا 9:2 …اكليمنضس اعتبر بولس عموداً في الكنيسة) وصارعوا حتى الموت. لنضع نصب أعيننا بطرس الذي بسبب الغيرة الشريرة احتمل الآلام لا مرة ولا مرتين بل مرات ، حاملاً شهادته، ذاهباً إلى المكان المجيد الذي استحقه. وأظهر بولس كيف ينال المكافأة محتملاً بصبر ما ناله بسبب الغيرة والمنازعة. سبع مرات كان مقيداً في سلاسل. فقد سجن ورجم وصار كارزاً (بالإنجيل) شرقاً وغرباً، وربح صيتاً حسناً يستحقه إيمانه. وعلم العالم كله البر، وببلوغه حدود الغرب حمل شهادته أمام الحكام. وهكذا إذ انطلق من هذا العالم ذهب إلى موضع مقدس وصار مثلاً للاحتمال بصبر. (6) لقد جذب هؤلاء الذين عاشوا حياة مقدسة جموع غفيرة من المختارين، لكن بسبب الغيرة صاروا فريسة للمعتدين والمضطهدين وبذا أصبحوا أمثلة لنا. بسبب الغيرة تحملت النسوة الاضطهاد في دور danaids&dirace (يشير القديس إلى مسارح للألعاب ارتكبت فيها فواحش وجرائم بشعة). وقبلن أن يكن فريسة على أيدي المجدفين الخطيرين بإيمان أكيد، بأن هذا سينتهي، مزدرين بالضعف الجسماني لينلن الإكليل الثمين. بسبب الغيرة استبعدت نسوة من رجالهن، مبطلين قول أبينا آدم “هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي”(تك24:2). الغيرة والانقسام أهلكا مدناً عظيمة، واقتلعا أمماً قديرة! رابعاً : علاج الموقف 1ـ بالتوبة والإيمان العملي (7) ونحن نكتب في هذا أيها الأحباء الأعزاء ليس فقط لكي ننصحكم أنتم، بل ولأجل تذكيرنا نحن أيضاً… لهذا يلزمنا أن نكف عن كل الأمور الفارغة العقيمة، مهتمين بأحكام تقليدنا المجيد المقدس. لنراعي ما هو صالح ومرضي ومقبول لدى