الشباب & التدخين
________________________________________
مع أن المسيحية لم تهتم كثيراً بوضع شرائع محددة في أمور الحياة اليومية لا انها حرصت علي أمرين:
أولاً : أن تكشف مكامن الخطأ وجذورة , وتطالبنا برفضة والآقلاع عنه …
ثانياً : أن تدلنا علي طريق النعمة الألهية الغافرة الغامرة , التي تملأ جنبات قلب الأنسان بالأجابيات المحببة , والفضائل البناءة
ففي المجال الأول :
جاء السيد المسيح ” لا لينقض بل ليكمل ” +مت17:5+ ,, بمعني أنة اعتبر وصايا اليهودية وصايا مبدأية وبدائية وتحتاج إلي استكمال وعمق .. لهذا قال مثلاً .
” لا تظنوا إني جئت لأنقض اناموس أو الأنبياء ” (أي شرائع التوراة وتعليم رجال الدين ) ” ما جئت لأنقض بل لأكمل ” +مت21:5+
” سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن .. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبة ” + مت28,27:5+
” سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن , وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر , بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الأخر أيضاً ” + مت 39,38:5+
وهكذا فلم يلغي السيد المسيح شريعة العهد القديم بل أكملها وغاص بنا إلي عمقها , وتسامي عليها …
فبعد ان كان الأنسان يتحاشي أن يقتل .. صار يجتنب الغضب , وبعد أن كان يهرب من الزنا الفعلي صار يهرب من النظرة الشريرة , و بعد ان كان يضبط نفسة في الأنتقام صار يعاتب ويحب ..
هذا تمهيد ضروري لنعرف لماذا لم تقدم المسيحية شرائع محددة ؟ السبب أنها فضلت أن تعطي الأنساننوراً إلهياً ومقاييس مقدسة يتعرف بها علي الرأي السديد والموقف السليم والتصرف الحسن
مقاييس هامة :
قدمت المسيحية ثلاثة مقاييس هامة نتعرف بها علي الأمور . ونميز بها الصواب والخطأ ..
1- ” كل الأشياء تحل لي ؟؟ ولكن ليس كل الأشياء توافق ” + 1كو 23:10+
2- ” كل الأشياء تحل لي ؟؟ ولكن ليس كل الأشياء تبني ” + 1كو 23:10+
3- ” كل الأشياء تحل لي ؟؟ ولكن لا يتسلط علي شئ ” + 1كو 12:6+
ومن هذه المنطلقات الثلاثة ندرس التدخين أو الخمر أو المخدرات أو أي شئ جديد يطرأ علي ساحة الحياة وذلك من خلال ثلاثة أسئلة ؟؟؟
1- هل هذا الأمر يوافق أولاد الله ؟ أم لا يوافهم ؟
2- وهل هذا الأمر يبني الأنسان ؟ أم يهدمة ؟
3- هل هو يتسلط علية ؟ أم لا ؟
التدخين مثلاً :
1- لا يوافق أولاد الله .. إذ ينبغي أن يكونوا صورة حسنة , وقدوة طيبة .. وعليم أن يقدموا أفضل نموذج للناس
2- ولا يبني الأنسان .. ( التخين ضار جداً بالصحة ) كحقيقة علمية ثابتة يكتبونها الأنمضطرين علي كل علبة سجائر .. فالتدخين لا يبني صحة الأنسان بل يهدمها .. ويهد أقتصاديات الأنسان .. ويدمر إرادتة ..
أ- التدخين يؤثر علي القلب .. إذ يقلل من الأكسجين ويكثر من أول أكسيد الكربون داخل الجسم .. ولكي تأخذ الأنسجة كفايتها من الأكسجين .. يضطر القلب لبذل جهد أكبر وضربات أكثر مما يجهد عضلة القلب ويصيبة بالأمراض
ب- التخين يصيب الرئتين بالسرطان نتيجة الألتهاب الهادئ المزمن المستمر وهذا ثابت طبياً
ت- ويصيب العينيين بالضعف نتيجة الدخات المتصاعد عليهما بتأثير ضار
ث- والمعدة أيضاً . تصاب بالقرحة إذ يهيج الدخان المبلوع الغشاء المخاطي للمعد فتفرز حامض الأيدروكلوريك إستعداداً لطعام قادم , ولكن المعدة خالية فيبدأ الحامض في أكل الغشاء المخاطي مما يحدث قرحة بجدار المعدة
ج- ذلك بالأضافة إلي النزلات الشعبية والأمفزيما ..
ح- ومتاعب الهضم وفقدان الشهية ….
خ- بل حتي الجنين في بطن أمة يتأثر بدخان أمة وأبية
لهذا خصصت أماكن للمدخنين ولغير المدخنين ,, وصرنا نسمع عن ( ثورة غير المدخنين ) أو ( التدخين السلبي والغير المباشر ) ومعروف علمياً أن عمر الممدخن أقل 8 سنوات من عمر غير المدخن
3- والمؤشر الأخير هو ( التسلط ) والمعروف أن التدخين يتسلط علي الأنسان ويصير الأنسان ( عبداً للسيجارة ) ومع أن التديخن كان يعتبر قديماً (عادة) صار يعتبر الأن ( إدماناً ) .. وللعادة سلطانها .. وللأدمان أخطارة المدمرة ….. وكلمة “إدمان” (Addiction) من كلمة (Add) ” أي يضيف ويزيد “.. وذلك لأن المدمن يحتاج دائماً أن يزيد من الجرعة التي يأخذها من النيكوتين ليصل إلي الأحساس المطلوب … والنيكوتين سم قاتل وهذا معروف علمياً
وهكذا تحسم المسيحية قضية التدخين كخطأ يقترب من الخطيئة .. بمعني أنه جريمة الأنسان في حق نفسة وجسدة وأسرتة ومن يعايشونة بل حتي ربما الجنين في بطن أمة
ولدينا في الأنجيل أية هامة وخطيرة تقول :
” إن كان أحد يفسد هيكل الله ( الجسد ) فسيفسدة الله .. لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو ” +1كو 17:3+
إذاً فهناك جزاءإلهي خطير لمن يهمل في صحة جسده ويفسد هذا الهيكل الألهي الذي بناه إلهنا العظيم .
وما ينطبق علي التدخين ينطبق أيضاً علي الخمر والمخدرات ..
” الخمر مستهزئة والمسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم ” + أم 1:20+
” لا تكن بين شريبي الخمر , بين المتلفين أجسادهم بالخمر ” + أم 20:23+
” لمن الويل , لمن الشقاوة , لمن ازمهرار العينين , لمن الجروح بلا سبب …. للذين يدمنون الخمر ” +أم 30,29:23+
” لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة , بل أمتلئوا بالروح ” +أف 18:5+
” لا تنظر إلي الخمر إذا حمرت .. في الأخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان ” +أم 32,31:23+
أما في المجال الثاني :
وهو (العلاج) فهو يعتمد علي قوة إلهية قادرة ومغيرة , مع إرادة بشرية مقتنعة بضرورة التخلص من الشر والخطأ وإقتناء القوة الألهية المقدسة , والنعمة السمائية المتسامية .
لذلك فنحن نؤمن بشركة العمل الألهي مع العمل الأنساني , النعمة الألهية والجهد البشري , لذلك فكل مايلزم الأنسان المدمن أو المدخن عموماً هو:-
1- إقتناع صادقاً بالخطأ وضرورة الأقلاع عن التدخين .
2- عزيمة صادقة وقوة إرادة لا تلين أمام موقف أو ( عزومة ) أو صداع ..
3- شركة حية مع الله طالبين معونتة في هذا الجهاد.
ولعل أكثر ما يؤلمنا هو:-
1- إن مبيعات السجائر قلت في الدول الغنية المتقدمة وإزدادت في العالم الثالث الفقير .
2- إن حوالي 40 مليون أمريكي أقلعوا عن التدخين بينما يزيد عدد المدخنين لدينا .
3- إن الدولة تدعم السيجارة أمام عوامل أقتصادية وأجتماعية .
4- إن المرأة في مصر بدأت تدخل في حلبة التدخين المدمرة .
5- بدأالشبان والشابات في إستعمال الشيشة . وهي تحمل كل مخاطر التدخين بالأضافة إلي إمكانيى الأصابة بالدرن ( السل الرئوي ).
لذلك فنحن نشتاق إلي حملة جادة ضد التدخين , من خلال الندوات خصوصاً للفتيات والشباب , ليكونوا أقوياء الشخصية ولا يتأثرون بأصدقاء السوء ولا بإغرائات الشيطان …. وكذلك من خلال الدراسات العلمية المقنعة لأبنائنا وبناتنا ….. من خلال القدوة وبالذات بين الأباء والأمهات والأطباء ورجال الدين , وخصوصاً إذا لاحظنا أن نسبة كبيرة من الأطباء مازالت تدخن ( وكأن التدخين لا يضر بالصحة ) وبعض الوالدين يدخنون ( وكأن من الممكن أن يقنعوا أولادهم بعدم التدخين بينما هم يدخنون ) .
الرب يحفظ أجيالنا من كل الآفات المدمرة لحياتهم
والرب معكم.