لاهوت موسيقيّ في موسيقى الكنيسة الرومية الأرثوذكسية، موسيقى الملائكة |
إن موسيقى كنيستنا الرومية الأرثوذكسية[2] تأتي من إصلاح القرن 19 الخريسانثوسي. هذا الإصلاح قلب الفلسفة الموسيقية من كواكبية-ملائكية إلى رياضية (راجع 2) والتدوين من اختزالي إلى تحليلي وأسماء الألحان المقطعية الملائكية إلى عددية: أول، ثان،… وأسماء الدرجات الملائكية إلى أبجدية: با، فو،… (راجع 3).
نسلِّط هنا الضوء على اللاهوت الذي ميز هذه الموسيقى والذي كان سائداً قبل الإصلاح.
2 لاهوت موسيقي خَلْقي
لننظر في الجو الكتابي الأول وفي لوحة الخلق الأولى (الكتاب المقدس). ثمة أرض وثمة سماوات. الأرض قاحلة وخالية تغطيها المياه. الأرض غارقة في المياه وفوق المياه ثمة ظلام. في الظلام، ثمة ريح\روح تعصف وتُحَرك وجه الماء. العالم في سكون. في سكون رهيب. العالم في انتظار ولادة شيء. هي رهبة الحدث. ثم يجلجل صوت -لنتخيله، كما في الحضارات الشرقية، صوتَ قرار عميق-: “ليكن…”. العدم-الفراغ يسمع، يحبل ويلد ولادة فورية النورَ، الجلد… ويتابع النص: “وقال… وقال… وقال… “
في هذه اللوحة لا نرى من الله إلا الصوت (والريح). كما لو كان فماً. كل ما على الأرض وما نحن عليه أصله في الصوت. نسجه الصوت. الخلق معزوفة صوتية هائلة. العالم تناغم صوتي. وبين الخلق والخلق ثمة صمت. في الصمت، يدور شيء ما في خلد الله. الصمت صوت ساكن. هو موسيقى غير مسموعة.
لنعد إلى ما بعد الخلق. قال لآدم: “لا تأكل…”. في النص، لا يجيب آدم بشيء. هو أذن. الله (فم و) صوت والإنسان أذن. الحية صماء في طبيعتها أو تصم نفسها. أغوت الحية آدم. علَّمته أن يصم أذنه. فأغلق أذنه عن الكلمة\الوصية. تكبَّر. نشَّز. خرج عن التناغم العام. منذئذ وملءُ الله يلاحقه و(تردد) صوت الله يلاحقه وهو يصم أذنه[3].
من هنا وجوب الوسائط لفتح أذنه وعزل الصمم
- كالجرس: هو فاتح للأذن بامتياز. من اقترب من الجرس وهو يدق دقة الحزن مثلاً يكتشف ذلك؛ يخترق الدماغ إلى ما لا نهاية؛ يجعلك ترتعد دون أن يصمَّك[4]. ويدفعك إلى التوبة. إختراع مذهل!
- والموسيقى: هي خير سبيل كي تأخذ بلب الأذن كما عازف المزمار يأخذ بلب الحية. الموسيقى الإلهية تخترق الأذن وتتزوج الروح وتأخذها إلى عوالم لتسمع ما لم يسمعه إنسان.
الاختراق الموسيقي –لأن م تقوم على التكرار[5]– كالحفر. الموسيقى تخترق الروح كي تقع الروح في العمق الموسيقي المحفور فيها وتخترقه ثُمَّ ثَمَّ في القعر ثمة جب من نور غير مخلوق تغطس فيه.
الموسيقى تحفر الله فينا. توجده. ليست وسيلةً تلامس خارجنا العصبي[6]. مَثَل الموسيقى فينا مَثَل العليقة غير المحترقة. لذلك تصمت النغمات عندما توصلنا. غير المحدود في المحدود! ثمة فرح يطفر في صمت القلب.
الإنسان على صورة الله. بواسطة السماع يستعيد هذه الصورة كصوت وكموسيقى. لذلك هي خبزنا الجوهري. ليس الله موسيقى وحسب[7] بل إنه يقطن وسط التسبيح الملائكي. وكأنما بيت الله نسيج صوتي ملائكي.
ألحان الأرض صورة “ساقطة” عن ألحان السماء. وتسعى لأن تحاكي الأصل.
3 لاهوت موسيقي ألحاني
وجود التلحين الكنسي مرتبط بمبدأ التسبيح الملائكي: هي تسبح الله –بتلحين- دون انقطاع. لغتها التسبيح وهو “ذبيحة” لأنه مكلف أكثر من القراءة دون نغم. الإنسان الساقط يتوق إلى هذا النموذج الملائكي الأول. التلحين البشري يريد بكل شيء العودة إلى النموذج الإلهي الأول الأصلي. لذلك الألحان صورة عما يجري في السماوات.
ثمة أربعة ألحان (ذياتونية[8]) (وأربعة مشتقة) وثمة أربع (أو ثلاث) درجات الديوان بسبب أهمية الرقم 4 المسيطر في الكون والمرتبط بالتناغم التام بين كافة أقسام الأرض والسماء: الفصول الأربعة، الجهات الأربع،… وهناك العناصر الأربعة التي الخليقة منسوجة على أساسها: لذلك ثمة ألحان ترابية وألحان نارية وبتعبير كنسي خشوعية، فرحة، حيوية،…
لكل لحن مدخله أو إسمه الملائكي الخاص به: آنانس، نآنس، نانا، آجيا، نكآنس، آآنس، نآجيه[9].
لكل لحن خطوطه الملائكية كما في الأيقونات: خطوط خاصة لكل وجه. اللحن رسم صوتي كالأيقونة.
الزخارف أو الاكراتيمات المعملة في التلاحين المنمقة هي صورة عن الترنيم الملائكي المجرد عن اللغة[10]. الملائكة تشاركنا العبادة وهذه مهمتها. هي تواكب الترتيل والمرتل ينقل ذلك. تهمس الملائكة في أذنه وهو يدندن نه نه نا ويطنطن تو تو تورُن ويترنم ترِرَم.
مفهوم الديوان (الرباعي) مسيحياً إرتبط بقوة بحياة المسيح وفدائه: الديوان الأول العادي (الملامس ديوان الجواب) (مع ديوان القرار) للألحان المشتقة يرتبط بالمسيح الذي تأنس وتألم وجاع وعطش ولم يك له مسند رأس ومات ومع موته انشق حجاب الهيكل وتفطرت الصخور وأظلمت الشمس وتزعزعت أساسات الأرض وقبر؛ الديوان الثاني الجواب (الملامس الديوان الثالث الأعلى) للألحان الأصلية[11] يرتبط بالمسيح الناهض من القبر بمجد والصاعد إلى السماوات مع التهليل وصوت البوق (جيرولد 3-2)[12].
السلم سبع درجات بسبب سبع الكواكب[13] (فكل درجة ولحن يرتبطان بكوكب). كنسياً، إرتبط هذا التوزيع بالطغمات الملائكية[14] والسماوات القاطنة فيها.
الإيصون ليس صوتاً ثانياً يرافق الترتيل لكنه أساس اللحن (الأصلي والمتغير) وهو نَفَس الله الذي يؤازر المرتلين لذلك هو مستمر وقرار أساساً.
الإيقاع المتماسك والبسيط الذي يقوم على التكرار يعكس الترتيب والبساطة في الإله.
زمن اللحن الهادئ عموماً يعكس الهدوء الذي يعوم فيه الإله.
4 لاهوت تدويني
ثمة مبدأ أنتروبولوجي يقيد تدوين علامات الكم: علامات الصعود والنزول درجة واحدة سميت أجساداً وأرواحاً علامات الصعود والنزول درجتين أو أكثر. الأرواح لا تقوم دون الأجساد لذلك ارتبط تدوين الصاعدات والنازلات علامتين وأكثر بالأجساد[15]. علامات الألحان-الافثورات تأتي من العلامات اليدوية والعلامات الدالة على الكواكب.
5 ختام
- موسيقى الملائكة الرومية الأرثوذكسية مشروع يعيد الإنسان الناشز إلى بيت الله. يتوب الإنسان بدءاً بأذنه لأن السقوط بدأ بها. في سكينة وهدوء و”فراغ” القلاية والكنيسة مع ضوء مصباح خافت أو شمعة يرن صوت الله في النفس الناسكة المتعبدة: “ليكن… فكان…”.
- هي من هذا الشرق. نسجها قديسون صفويون –من الصفاء- هدوئيون (اللاطي (2001)). لذلك هي دواء للذهن الذي عطبته الخطيئة. تعدي الذهن المريض بنقائها وصفائها. موسيقى القديسين الهدوئيين عندما تدخل روحاً ما هي مسيح ينير قبراً مظلماً.
- عليه، يجب أن ترتل أمهاتنا لأولادهن. يجب أن يرتل الولد كي يصفو قلبه وكي تبنى قامته الروحية وهذا هو المهم وجودياً. يجب أن تعود المدارس لتعليم هذه الموسيقى والترتيل. هي، لي، أهم من الاكلاسيكية مثلاً لكل الأسباب المذكورة[16]: هي بنت بيئتنا وقديسينا. يجب إعداد مرتلين جيدين مختصين متفرغين لأن المرتل الجيد يغير الوجود ويزينه ويجعل الناس تتوب.
- حجة أن الزمن والإيقاع الموسيقيين يرافقان إيقاع الناس لا تطال موسيقى الكنيسة لأن هذه تستبق الزمن الآتي الملكوتي: هي فوق إيقاعات الأزمان الأرضية. إيقاع الناس يلهث راكضاً بحثاً عن إيقاع الكنيسة دون أن يدري. إن السرعة التي تميز إيقاعات اليوم – بسبب القلق والحرمان والنوم الروحي (اللاطي (2002)) – دواءها ليس بإخضاع الإيقاع الكنسي لها لكن بجعل الناس في الكنيسة تدخل في الإيقاع السماوي[17]. إن الذهبي الفم عزل الفن الكنسي عن الشعبي كي يربح الناس إلى المسيح وهنا يجب عزل الإيقاع السريع عن الكنيسة كي نربح الناس إلى هدوء الله. لأن الهدوء هو الغاية. في كنف الإله ليس إلا الهدوء والسلام. الموسيقى الرومية الأرثوذكسية تُنَزِّله وتغرقنا فيه…
المراجع
- الكتاب المقدس.
- السنكسار. الأب توما بيطار.
- أنغلوبولوس (ANGELOPOULOS L.). (1995). Hymnes à la très sainte Mère de Dieu [ترانيم لوالدة الإله الفائقة القداسة]. كتيب قرص مدموج. نشر JADE.
- اللاطي (الأب د. يوحنا). (في طور الإعداد). أروع الألحان في تكريم أروع خلق الله: مريم العذراء. دمشق.
- اللاطي. (2004أ). “مقارنة بين موسيقى الكنيسة وموسيقى الجامع” في النور4. بيروت.
- اللاطي. (2004ب). “الموسيقى الكنسية في كنيسة أنطاكيا بين القرنين 19 و20 من يوسف دوماني الدمشقي إلى متري المر” في النشرة6. بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. دمشق.
- اللاطي. (2002). “من الموسيقى الصاخبة إلى الموسيقى الصامتة” في النور8. بيروت.
- اللاطي. (2000أ). “مقارنة بين موسيقى الكنيسة وموسيقى الشعب” في النشرة3. بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. دمشق.
- اللاطي . (2000ب). “الموسيقى البيزنطية بيزنطية” في النشرة4. بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. دمشق.
- اللاطي. (2001). القديس غريغوريوس بالاماس والتصوف الأرثوذكسي. (ترجمة لكتاب الأب يوحنا مايندورف: MEYENDORFF Jean. 1959. St Grégoire Palamas et la mystique orthodoxe. Seuil). منشورات مطرانية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس. دار الكلمة.
- جيرولد (GEROLD Th.). (1931). “Les pères de l’Eglise et la musique [آباء الكنيسة والموسيقى]”. أطروحة دكتوراه. جامعة إستراسبورغ.
- غاستوه (GASTOUE A.). (1936). L’Eglise et la musique [الكنيسة والموسيقى]. نشر Bernard Grasset. باريس.
- غوتمان (GOETTMAN A.). (2004). “L’expérience de Dieu dans l’écoute de la musique [خبرة الله في سماع الموسيقى]” في Le Chemin 65. منشورات Béthanie.
- فيلليش (WELLESZ E.). (1934). Trésor de musique byzantine [كنز موسيقي بيزنطية]. منشورات L’Oiseau Lyre. باريس.
- نيقوديموس الآثوسي. نشرة 14. مار ميخائيل. 1997.
[1] دكتور في علم النحو العام. أستاذ في جامعة دمشق. باحث في الموسيقى الكنسية. كاهن كاتدرائية “دمشق القديمة”، المريمية.
[2] موسيقى الكنيسة الرومية الأرثوذكسية هي اليوم موسيقى 1) كنيسة أنطاكيا في الشرق وفي المهجر 2) كنيسة اليونان (وما يتبعها) وفي المهجر 3) كنيسة قسطنطينيا (وما يتبعها) والمهجر 4) كنيسة قبرص 5) كنائس أوروبا الشرقية، جزئياً، باستثناء روسيا –التي تبنت التعددية الأصواتية تبنياً كاملاً من القرن السابع عشر- 6) كنيسة أورشليم 7) جبل آثوس 8) كنيسة الاسكندرية،…
نظرياً هي موسيقى
- كنسية حصراً منفصلة عن الشعبية كما الأيقونة.
- صوتية حصراً وقوانين الكنيسة تمنع استعمال الآلات.
- لحنية وتجري على ثمانية ألحان (راجع 3).
- أحادية الصوت (راجع 3).
- مدونة ونظام تدوينها كامل ويختص بها (راجع 4).
- لا تفصل بين النص واللحن. التطويل والتنميق (راجع 3) إمتداد لهذا المبدأ.
[3] صوت الله في تردد دائم وفي لا توقف. الأذن مفتوحة دائماً تسمع. تكمن المشكلة في الصمم الحيِّي.
[4] عندما ندق الجرس في السحر عند “المجد لك” ليس لنخبر المؤمنين أن القداس سيبدأ كما يشاع وحسب لكن لإضافة سحر فوق سحر على المصلين: صرخة “المجد لك” تواكبها ضربة الجرس. عرس ما بعده عرس. يجب أن يدخل الجرس مع كلمة “المجد”: هذا يضع المصلين في رعدة… في صمت القرى، عندما يدق جرس الكنيسة دقة الحزن، مع وجه الصباح، تهلع القلوب وتتوب… ليس بسبب الاصطلاحية التي تكتنف هذه الدقة وحسب بل لأن الدقة نفسها مرعبة (للشياطين)…
[5] التنويع الكثير إنحراف.
[6] مع أن التهدئة من مفاعيلها الحتمية.
[7] الله يكشف وجهه ويتكلم من خلال الموسيقى: في العهد القديم، كان النبي يتنبأ بعد أن يعزف على العود. الوجد تكفله الموسيقى النقية وتدخل في العالم الروحي (الكتاب المقدس: صموئيل).
[8] دخلت الاكروماتية الألحان الكنسية بعد الألف الأولى (راجع اللاطي (في طور الإعداد)).
[9] كلمة لحن باليونانية، إيخوس، تعني صدى. اللحن الكنسي صدى للحن الملائكي المقابل في السماء المقابلة. الأرض ترجِّع اللحن الملائكي. المقاطع آنانس ونآنس… هي بالتالي الهيئة الأصلية للحن السماوي الملائكي الذي سمعه المرنمون بآذانهم الروحية: عندما يدندنها المرتل (قبل كل لحن) تدخل روحه وصوته في الفضاء الملائكي المقابل (راجع اللاطي (2000أ) وفيلليش).
[10] في سيرة القديس تشاد الأنكليزي (السنكسار: آذار)، الملائكة نزلت وزارته مع موسيقى مواكبةٍ لتخبره بانتقاله. ويوم انتقاله هذه الملائكة نقلته مع مواكبة موسيقية. وكأنما الموسيقى شيء يواكب الملائكة لحظياً.
الطغمات الملائكية التسع مقسومة إلى ثلاث مراتب: المراتب الملائكية العليا الثلاث، العروش والسارفيم والشاروبيم، تمجد الثالوث الأقدس بصورة مستمرة بالتسبيح “هلْ هلْ”. أما المراتب الملائكية الوسيطة الثلاث فتمجده ب”قدوس قدوس قدوس هو الرب”. والمراتب الملائكية السفلى الثلاث ب”هللويا” (نيقوديموس. مرجع سابق) –هل وهللويا هي بنوع ما الزخارف المذكورة لكن بلفظ يوناني: الهاء تقلب ألفاً واللام نوناً…
الزخرف هو اللحن الأصليُّ، الملائكي: اللحن في السماء تَرَنُّم أولاً والمقاطع “تو” و”نه نا” و”ته ري رم” و”رو” التي لا معنى أرضياً لها هي زغاريد ملائكية. لحن الأرض هو صدى لهذا الترنم بلغة البشر. وهو في اللاهوت الرمزي دليل على جهلية\عدم القدرة على إدراك الألوهة (أنغلوبولوس). كما يحكى، وهذا تقليد شفهي (آثوسي)، أن العذراء كانت ترنم هذه المقاطع ليسوع كي ينام.
[11] الألحان القديمة، الأول والثاني والثالث والرابع قديم هي من الجواب، على كه وزو وني وبا على التوالي، ومشتقاتها الخامس والسادس والسابع والثامن قديم هي من القرار، على با وفو غا وذي على التوالي.
[12] إنها حركة مد وجزر رائعة تعطي معنى لتعبـير الألحان فُقِدت اليوم بسبب تسوية حصلت على هذا المستوى وَضَعت مجمل الألحان في مجال وسط على السلم العادي. في هذا برأينا لم يصب المصلحون أياً كانوا. هذه التسوية أدت إلى اعتبار صعودِ المرتل إلى الديوان الأعلى معجزة: فو جواب-زو جواب أعلى) . يجب التمرس الحثيث على ارتقاء الصوت إلى السلم الجواب والجواب الأعلى، كما كان قديماً، لأن هذا، في فلسفة ألحاننا القديمة، يرتبط بالقيامة والصعود ولأن في هذا منفعة روحية كبرى للمُصلِّين: الصوت-اللحن الصاعد الصارخ كصوت البوق وكصوت الجرس- يفتح الأذن ويوقظ (قلب) النيام ويحثهم على فحص أعمالهم والتوبة. الصوت الصارخ يجعل نفس المؤمن تحبل بالرهبة وتلد التوبة (راجع غوتمان).
[13] القمر، عطارد، الزهرة، الشمس، المريخ، المشتري، زحل.
[14] هي تسع: العروش (سكون)، السارافيم (كه)، الشاروبيم (ذي)، الربوبيات (غا)، القوات (فو)، السلاطين (با)، الرئاسات (ني)، رؤساء الملائكة (زو)، الملائكة (كه). العروش، الملائكة العلويون، هي فوق الكل مع الله –لذلك تسبيحها صمتي- والملائكة (السفليون) تقطن السماء القريبة من الأرض. بين الأرض وسماء الملائكة ثم الشياطين الساقطة: كائنات عائمة في فضائنا القريب لا لحن لها كالحية. “حسب اللاهوتيين، سوف يحاكمنا الملائكة الجالسون على العرش ويبرروننا، وسوف يزيدنا السارفيم حرارة والشاروبيم حكمة، وسوف تتوسل الربوبيات من أجلنا وتقوينا القوات وتحافظ علينا السلاطين وترشدنا الرئاسات وسوف يخدم رؤساء الملائكة كل ما يتعلق بالإيمان ويقوم الملائكة بالخدمة الليتورجية (نيقوديموس الآثوسي وغاستوه). من هذه المهماتية الملائكية تأتي مهماتية الدرجات الموسيقية والألحان المرتبطة بها.
[15] في التدوين القديم، مثلاً، السينيخيس إيلافرون هي إيلافرون اليوم…
[16] حتى في تدوينها هي أذكى من التدوين الأوروبي الموسيقي المعاصر الآتي أصلاً من تدوين الموسيقى الغريغورية الكنسية.
[17] من هذا المنظار، محاولات استقطاب الشباب من خلال إخضاع النغم الكنسي للنغم العالمي هو قلب للآية وتقهقر كنسي. هذه المحاولات مصدرها أشخاص غير جديين في حياتهم الروحية، أشخاص في العالم ومن العالم وليس من خارج هذا العالم. ما نقوله هنا لا يجب أن يفهم منه استخفاف بالألحان الشعبية بل على العكس دعوة إلى إدراك أن الكنسي يحتضن الشعبي ويهديه.
مجلّة التراث الأرثوذكسي