رسالة يعقوب

رسالة يعقوب

كاتب الرسالة

. يعقوب أخو الرب، (غل 1: 19) أي ابن خالته، وقد أجمع الرأي على أنه كاتب الرسالة. وفيما يلي موجز لحياته:

ا. إن لم يكن هو نفسه يعقوب بن حلفي أحد الإثني عشر (مت 10: 3، مر 3: 18، لو 6: 15، أع 1: 13) وشقيق يوسي ويهوذا وسمعان، يرى البعض أنه لم يكن مؤمنًا بالرب أثناء حياة السيد على الأرض، وذلك كقول الإنجيلي: “لأن إخوته أيضًا لم يكونوا يؤمنون به” (يو 7: 5) وقد آمن به بعد القيامة إذ جاء في (أع 1: 14) إن التلاميذ كانوا مجتمعين هم وإخوة يسوع.

لمن كتبت؟

كُتبت إلى “الإثنى عشر سبطًا الذين في الشتات”،

زمن كتابتها

كتبت في أوقات اضطهاد اليهود للكنيسة. فقد أثار أغنياؤهم ورؤساؤهم الاضطهاد (أع 4: 1، 5: 17)، وكان ذلك قبل اضطهاد دومتيان وتراجان. كتبت قبل سقوط أورشليم أي قبل تشتيت اليهود (68 م). ويُرجِّح البعض أنها كتبت حوالي سنة 60 أو 61م، في الوقت الذي انتشرت فيه الضلالات التي فندها الرسول في هذه الرسالة.

غاية الرسالة

  1. تشجيع المسيحيين لاحتمال الضيق الذي يعانون منه من اليهود، والكشف عن مفهوم التجارب على ضوء صليب الرب المتألم.
  2. تشجيعهم على الثبات في الإيمان بالرب إيمانًا عمليًا.
  3. توضيح مفهوم الإيمان الحي، وارتباطه بالأعمال.
  4. إظهار خطورة بعض الخطايا التي يظنها البعض تافهة

هل يوجد تناقض بينها وبين رسائل الرسول بولس؟

ظن البعض بسبب سطحيتهم في تَفهُّم كلمة الله أنه يوجد تناقض في الفكر بين ما ورد في هذه الرسالة وما نادى به الرسول بولس خاصة رسالته إلى أهل رومية، ظانين أن الرسول يعقوب لا يبالي بالإيمان والرسول بولس لا يبالي بالأعمال، لكن من يدرس الرسائل يجد الآتي:

  1. عدم وجود تعارض في الفكر بين الرسولين، خاصة وإن كليهما كانا على اتفاق في المجمع الأول الذي رأسه يعقوب البار (أع 15).
  2. أن الرسول يعقوب يُحدِّث أناسًا مؤمنين انحرف بعضهم عن السلوك في النور بدعوى أن الإيمان وحده قادر أن يبرر ولا حاجة للأعمال، أما الرسول بولس فهو كرسول للأمم واجه جماعة من الذين كانوا أصلاً يهودًا نادوا بضرورة تهوُّد الأمم واختتانهم جسديًا، متكلين على أعمال الطقس اليهودي في ذاتها إنها تبرر الإنسان. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الذين كانوا أصلاً أممًا اتكلوا على أعمالهم قبل الإيمان لتبريرهم، لهذا لا نعجب إذ ركز يعقوب الرسول على الأعمال، وركز الرسول بولس على الإيمان، رافضًا الاتكال على أعمال الطقس اليهودي في ذاته وأعمال البرّ الذاتي.
  3. يتفق الرسول بولس مع الرسول يعقوب في ضرورة الأعمال للتبرير, ولكن أيّة أعمال؟ الأعمال المؤسسة على استحقاقات دم المسيح وليست أعمال البرّ الذاتي, ويؤكد ذلك بقوله: “إن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا” (1 كو 13: 2). إن الإيمان بدون المحبة ليس بشيء فلا يبرر، وما هي المحبة إلاّ كما عرَّفها الرسول في نفس الأصحاح أنها أعمال محبة عمليّة “تتأتى وترفق. لا تحسد الخ “

 

أقسام الرسالة

  1. الإيمان والتجارب الأصحاح الأول.
  2. الإيمان والأعمال الأصحاح الثاني.
  3. الإيمان واللسان الأصحاح الثالث.
  4. الإيمان والشهوات الأرضية الأصحاح الرابع.
  5. الإيمان والانشغال بالغنى الأصحاح الخامس (1-11).
  6. الإيمان في كل الظروف الأصحاح الخامس (12-20).

 

الأصحاح الأول الإيمان والتجارب

١. المقدمة (تحية).                              ١.

  1. التجارب الخارجية. 2-4.
    كيف نحتمل التجربة؟

أولاً: باقتناء الحكمة السماوية                   ٥-٧.

ثانيًا: باقتناء التواضع                         ٨.

ثالثًا: إدراك زوال العالم                        ٨ – ١٢.

  1. التجارب الداخلية ١٣ – ١٥.
  2. 4. الله أبونا، لا يهب إلاَّ الصلاح ١٦ – ١٧.
  3. موقفنا كأولاد لله:

أولاً: الإسراع في الاستماع                      ١٨.

ثانيًا: الإبطاء في التكلم                       ١٩.

ثالثًا: الإبطاء في الغضب                      ١٩ – ٢٠.

رابعًا: نزع بذور الشر وغرس الكلمة             ٢١ – ٢٥.

خامسًا: تلجيم اللسان                          ٢٦.

سادسًا: الرحمة بالآخرين                       ٢٦.

سابعًا: حفظ الإنسان من دنس العالم  ٢٧.

 

  1. المقدمة (التحية

2. التجارب الخارجية

“احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة” ]٢[.

كيف نحتمل التجربة؟

أولاً: باقتناء الحكمة السماوية”إن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير،  فسيُعطَى له” ]٥[.

ثانيًا: باقتناء التواضع

ثالثًا: إدراك زوال العالم

٣. التجارب الداخلية

“لا يقل أحد إذا جُرِّب إني أُجَرَّب من قِبَل الله، لأن الله غير مُجرِّب بالشرور، وهو لا يُجرِّب أحدًا” ]13[.

“لكن كل واحد يُجَرِّب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطيّة، والخطيّة إذا كملت تنتج موتًا” ]14-15[.

٤. الله أبونا، لا يهب إلاَّ الصلاح

“لا تضلوا يا إخوتي الأحباء . كل عطيّة صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار” ]16-١٧[.

“شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه” ]١٨[.

٥. موقفنا كأولاد لله

أولاً: الإسراع في الاستماع”إذًا يا إخوتي الأحباء. ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع” ]١٩[.

ثانيًا: مبطئًا في التكلم

ثالثًا: “مبطئًا في الغضب، لأن غضب الإنسان لا يصنع برّ الله” ]٢٠[.

رابعًا: مقتلعًا بذار الشر، غارسًا بذار كلمة الله

“لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة،القادرة أن تخلص نفوسكم” ]٢١ [.

خامسًا: “ملجمًا لسانه

“إن كان أحد فيكم يظن أنه دَيِّنْ وهو لا يلجم لسانه،بل يخدع قلبه،فديانة هذا باطلة” ]٢٦[.

سادسًا: يرحم إخوته”الديانة الطاهرة النقيّة عند الله الآب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم” ]٢٧[.

سابعًا: “وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم” ]٢٧[.

الأصحاح الثاني الإيمان والأعمال

١. الإيمان والمحاباة بين العابدين                         ١ – ٣.

أولاً: تضاد الله المهتم بالفقراء                     ٤ – ٥.

ثانيًا: الأغنياء أكثرهم يثيرون مشاكل              ٦ – ٧.

ثالثًا: تملق الأغنياء يكسر الوصية               ٨ – ١١.

رابعًا: احتقار الفقراء يفقدنا الرحمة                ١٢ – ١٣.

٢. الاتكال على الإيمان بدون الأعمال                      ١٤.

أولاً: مثالان لإيمان ميت                         ١٥ – ١٨.

ثانيًا: مثالان لإيمان حي بالأعمال                ٢٠ – ٢٤.

ثالثًا: ضرورة تلازم الإيمان مع الأعمال ٢٥.

  1. 1. الإيمان والمحاباة بين العابدين

“يا اخوتي لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة” ]١[.

الإيمان يلزم ترجمته عمليًا في عمل المحبة الذي يجعلنا نحب الجميع بلا تمييز أو محاباة. وقد كشف الرسول عن علامة المحاباة وخطورتها :

“فإنه إن دخل إلى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهيّ،ودخل أيضًا فقير بلباس وسخ . فنظرتم إلى اللابس اللباس البهيّ،

وقلتم له اجلس أنت هنا حسنًا،وقلتم للفقير قف أنت هناك أو اجلس تحت موطيء قدميَّ “] 2- 3[.

كيف لا تكون هناك محاباة بين العابدين إن حدث هذا التمييز؟

١. تمييز الغني بالقول له “اجلس أنت هنا حسنًا”.

٢. احتقار الفقير بأمره بالوقوف أو الجلوس عند أقدام الغني

وخطورة التمييز بين الأغنياء والفقراء هي:

أولاً: تضاد الله المهتم بالفقراء”فهل لا ترتابون في الأمر وتصيرون قضاة أفكار شريرة. اسمعوا يا إخوتي الأحباء،

أمَا اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمانوورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه،وأمَّا أنتم فأهنتم الفقير” ] 4-5 [.

ثانيًا: كثير من المشاكل يسببها الأغنياء

“أليس الأغنياء يتسلطون عليكم؟ وهم يجرونكم إلى المحاكم! أمَّا هم يُجَدِّفون على الاسم الحسن الذي دُعِيَ به عليكم!” ]6- ٧[.

كأن الرسول يقول: لماذا تحابون الأغنياء مع أن أغلب المشاكل تنبعث منهم؟

ثالثًا: تملقهم ينافي الناموس”فإن كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك فحسنًا تفعلون.

ولكن إن كنتم تُحابون تفعلون خطيّة،مُوَبَّخين من الناموس كَمُتَعَدِّين” ]8- ٩[.

رابعًا: احتقار الفقراء يفقدنا الرحمة

“هكذا تكلموا وهكذا افعلوا كعتيدين أن تُحاكَموا بناموس الحريّة.لأن الحُكْم بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة.

والرحمة تفتخر على الحُكْم” ]12- ١٣[.”هكذا تكلموا وهكذا افعلوا فيكم.]

٢. الاتكال على الإيمان بدون الأعمال

أولاً: مثالان لإيمان ميت

  1. “إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي.فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا،ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة؟ هكذا الإيمان أيضًا، إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته”] 15- ١٧[.

٢. “أنت تؤمن أن الله واحد حسنًا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون” ]١٩[.

ثانيًا: مثالان لإيمان حي بالأعمال

١. “ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟ ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال،

إذ قدم إسحق ابنه على المذبح؟ فترى أن الإيمان عَمِلَ من أعماله، وبالأعمال أُكْمِلَ الإيمان. وتم الكتاب القائل: فآمن إبراهيم بالله فَحُسِبَ له برًا،ودُعِيَ خليل الله. ترون إذًا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده” ]20-٢٤[.

٢. “كذلك راحاب الزانية أيضًا أما تبررت بالأعمال،إذ قبلت الرسل، وأخرجتهم في طريق آخر” ]٢٥[

ثالثًا: مثال لارتباط الإيمان بالأعمال

“لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان بدون أعمال ميت” ]٢٦[.

Scroll to Top