يوميـــات تــــائب
فى خلال رحلة لمدينة بورسعيد ، جلست فى مكان هادئ، وطلبت شرب فنجان شاى فلما أتى به حامله وضع لى سكر وشاى وكوب ماء وبينما اتناول الفنجان وجدت قطة تصعد بهدوء للترابيزة وتقترب بفمها ولسانها من كوب الماء، وابتدأت تلعق بلسانها فى كوب الماء. كانت عطشانة للماء واستمرت تشرب حتى قارب نصف “شوب” الماء الكبير ان ينتهى.
رأيت ذلك فابتسمت وقلت لها أهلاً وسهلاً “على مهلك” .. ظلت تشرب وتنظر الى ، الى ان رأى ذلك اثنان كانا بجوارى فابتسمنا جميعاً معاً . لكن احد الاثنين فكر بإنسانية ان يملأ الكوب الذى بدأ يتناقص بكوب ماء كان بيده
ولما هم بالوقوف تحذرت القطة ، ولما اقترب ليزيد لها الماء ويقلل من عنائها فى احناء الرقبة داخل الكوب، دخلها الخوف من طبيعة الانسان الذى اعتادت ان يقابلها بالقساوة، فهربت مذعورة بينما تعجب حامل كوب الماء كيف انه يفكر خيراً ويقدم خيراً فيستقبل خيره بالذعر والرفض والفرار
ساعتها تذكرت طبيعة الله تعالى المملوءة خيراً ، والكلية الحنان والرأفة، كم تقدم لنا ونحن نهرب ونرفض ونخاف
ان الامر كان يستحق كاميرا متحركة للتصوير الدقيق عن الطبيعة البشرية المذعورة والتى تهرب من عطايا الله الخيرة .. لانها لم تعتاد العشرة مع الطبيعة الالهية التى توجد الألفة والمودة مهما كانت الظروف والاحداث واستقبال كل شئ بتسليم ناضج هادئ للذى لا يمكن ان يقدم لنا إلا خيراً
انه مجرد حدث عابر ، لكنه كان لى درس كبير من حيوان اقحم الله وجوده على لحظات لكى اتعلم ان اقترب لله واعاشره واجيد التسليم الكامل لابوته .. ولا افر امام خيراته المقدمة لى مهما كان طبعى البشرى الضعيف فى فهم مقاصد الله السارة الكاملة المرضية دائماً
” لا تتلفت لأنى إلهك “